الرئيسية / الأخبار / انزال جوي يطيح بمسؤول تحويلات مالية في داعش تلقى دعماً من أوروبا وشمال إفريقيا

انزال جوي يطيح بمسؤول تحويلات مالية في داعش تلقى دعماً من أوروبا وشمال إفريقيا

متابعة السيمر / الاثنين 05 . 12 . 2016 — نشرت صحيفة القضاء الالكترونية الصادرة عن السلطة القضائية، الاثنين، تقريراً حمل اعترافات إرهابي مسؤول عن الملف المالي لتنظيم داعش.
وذكرت الصحيفة ،إن” إنزالاً جوياً أطاح أحد المسؤولين الماليين في تنظيم داعش الإرهابي بناءً على معلومات لجهاز المخابرات العراقي، وأفادت بأن المتهم الذي مثل أمام محكمة التحقيق المركزية اقر بمعلومات عن تلقي التنظيم دعما من منظمات في دول عربية وأجنبية من خلال حوالات مالية كان يتسلمها.
واضافت أن “طائرة مروحية هبطت على نقطة حدودية بين العراق وسوريا وألقت القبض على أحد المسؤولين عن التحويلات المالية لتنظيم داعش الإرهابي، الذي كشف عن آلية وصول المبالغ من شخصيات ومنظمات تقع مقراتها في بلدان عربية أوروبية على شكل شحنات غذائية يجري تصريفها داخل ما يعرف بأراضي التمكين ومن خلالها يغذي التنظيم عملياته بالاموال”.
ولفت التقرير إلى أن “أبو ياسر وهو سوري، كما هي كنيته في التنظيم الإرهابي، من مواليد 1992، كان يأمل أن يعمل محامياً، وكاد الحلم أن يتحقق بدخوله كلية الحقوق جامعة حلب، لكن الحال تغيّر بعد 2014، باتساع نفوذ الإرهابيين وإعلانهم ما يسمى بدولة الخلافة”
في تلك السنة تحوّلت مدينته “المنبج”، إلى ارض للتمكين، وهو مصطلح يطلق على الأراضي التابعة لتنظيم داعش، وانتهى الحلم التعليمي إلى غير رجعة، بحسب اعترافات المتهم.
كان الإرهابيون يتردّدون على ابو ياسر كونه صاحب محل لبيع المواد الغذائية ويشترون منه احتياجاتهم اليومية، ويجبرونه على دفع الجزية تحت عنوان “الزكاة”، كونهم تحولوا إلى الجهة المسيطرة على المنطقة واحتلوا المباني الرسمية وبالتالي أصبحت الخلافة المزعومة صاحبة القرار الاول على جميع الأصعدة الحياتية للسكان، كما يشير التقرير.
وأفاد التقرير بأنه “عندما شاهد السلاح، والسلطة في اتخاذ القرارات، اخذ يفكر ابو ياسر بالانضمام إلى عصابات داعش، يأتي ذلك بالتزامن مع إشارات صدرت من بعض مقاتليهم بأنهم يرحبون بالتحاق شباب المدينة”.
وبعد أيام دخل عليه احد المسؤولين في التنظيم وعرض عليه صراحة الالتحاق بما يسمى “دولة الخلافة الاسلامية”، كونه واجبا دينيا يتحتم على المسلم الإيفاء به والمساهمة بـ “الجهاد في سبيل الله”، بحسب اعترافات المتهم.
وذكر التقرير أن “أبو ياسر تردّد في بداية الامر ولم يبد موقفاً واضحاً، وطلب مهلة للتفكير، وبعد اقل من اسبوع ردّ عليهم بالموافقة، لكنه أبدى تخوفه من المشاركة في العمليات العسكرية؛ كونه لا يجيد استخدام السلاح ويخشى أن يفقد حياته، بخلاف شقيقه الذي يعمل مسؤول في احدى القواطع الامنية لداعش في القاطع ذاته”.
وأفاد بأن “الشاب بدأ بالحضور إلى مسجد المنبج، حيث يستمع إلى خطب التنظيم الارهابي على لسان المسؤول الشرعي وهو تونسي الجنسية الذي كان يحرّض الحاضرين على المواجهة العسكرية للقوات السورية المعروفة لديهم بـ “النظامية”، كونها وبحسب تعبيرهم تمثل السلطان الظالم ومصريهم جنهم وبالتالي يستجوب قتلهم اينما حلّوا”.
وتابع التقرير أن “ابو ياسر اضطر بعد مبايعته زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إلى القيام ببعض الواجبات العسكرية، والتحق بمفزرة ذات مهام امنية تقوم بحراسة الطرق، اضافة إلى هجمات تعرضية ضدّ الجيش السوري، وشارك في اطلاق النار على ثكنات قافلات عسكرية في عمليات اسفرت عن قتل بعض الجنود وإصابة اخرين”.
لكنّه ابلغ مسؤوله العسكري، بأنه غير قادر على استكمال الواجبات الأمنية، وتذرع بتعرضه إلى حادث مروري عندما كان صبياً، وأن قطعة “بلاتين” وضعت في ساقه تمنعه من التحرك بسرعة وحرية، لاسيما مع اشتداد المعارك التي أصبحت بنحو شبه يومي، كما يشير التقرير.
وأورد التقرير أن “مسؤولي التنظيم الارهابي استجابوا لطلب أبو ياسر، وكلفوه بمهام ادارية مختلفة أولها، توزيع الرواتب الشهرية للمقاتلين المعروفة بـ “الكفالات”، وإجراء عمليات جرد واسعة على مصروفات التنظيم لغرض إرسالها إلى المسؤول الإداري لما يعرف بـ “ولاية حلب”، وإبلاغه بحجم الاحتياجات النقدية”.
ونظراً لاعتماد التنظيم على التمويل الخارجي من منظمات وأشخاص، أتت الحاجة إلى استخدام شخص يمكن له تأمين إحضار المبالغ من بلدان العالم المختلفة لسد نفقات “داعش” على جميع الأصعدة إدارية كانت أم حربية.
وتشير المعلومات إلى أن اغلب المقاتلين الموجودين في مدينة المنبج من الجنسيات غير السورية لاسيما الأوروبية، وأنهم يتخوفون من إرسال أسمائهم لغرض تحويل المبالغ النقدية اليهم، وجاء الحل من خلال متجر أبو ياسر.
وأوضح التقرير أن “هذا الارهابي فاتح شقيقه الثاني وهو يعمل تاجراً في تركيا منذ سنوات، وابلغه بأنه يحتاج إلى تأمين ايصال مبالغ نقدية إلى المنبج عبر الحدود مع سورية”.
وجرى الاتفاق على الية وهي أن يرسل المقاتل اسم التاجر كاملاً إلى الجهة المانحة مع نسخة من جواز سفره، لكي تصل الأموال إلى تركيا ومن بعدها تدخل إلى سوريا على شحنات بضاعة اغلبها غذائية.
ابو ياسر تحصل على فائدة كبيرة من هذه العملية، كونه ادخل بضاعة من تركيا مجاناً وبحراسة مشددة من الإرهابيين وقام ببيعها وإيداع عوائدها إلى التنظيم كمصدر للتمويل مقابل حصوله على هامش من الربح اسهم في زيادة دخله بشكل واضح، كما أوردت الاعترافات.
وأضاف التقرير “هذه الحوالات تزايدت مع مرور الوقت بداية من 2015، ووصلت مبالغ كبيرة من منظمات وشخصيات في بلدان مختلفة من بينها فرنسا، والنرويج، وروسيا، وسويسرا، والبوسنة، والدنمارك، وتركمانستان، وتركيا، وقطر، والسعودية، ومصر، وعلى أكثر من دفعة جميعها تتحول إلى بضائع يقوم بإرسالها إلى المنبج شقيق ابو ياسر لغرض تصريفها”.
وأكد أن “مهمة اخرى اضيفت إلى ابو ياسر الذي سطع نجمه في ولاية حلب بعدما اصبح مسؤولاً ادارياً لقاطع المنبج، فقد كلّف بإرسال أموال إلى ما يعرف بولاية نينوى في العراق”.
نجح في مرات عدة بعبور الحدود بوصفها كانت خاضعة لسيطرة التنظيم، وفي إحدى المرات قامت بمتابعته القوات العسكرية بناء على معلومات لجهاز المخابرات، وأنزلت عليه طائرة هليكوبتر وألقت القبض عليه وبحوزته جواز غير مختوم ويؤكّد دخوله غير الشرعي إلى العراق، كما يورد التقرير.
أبو ياسر تم نقله إلى الجهات التحقيقية واعترف قضائياً بكيفية انضمامه إلى “داعش” والمهام الموكلة له وصدقت تلك الاقوال من محكمة التحقيق المركزية، بحسب صحيفة القضاء.+
ويتولى القاضي المختص حالياً تهيئة اوراقه تمهيداً لإحالته على محكمة الجنايات المركزية للنظر في دعوته وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب عن جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.

اترك تعليقاً