السيمر / الجمعة 06 . 01 . 2017
رواء الجصاني
انطلقت أول علاقات دبلوماسية، رفيعة، بين براغ وبغداد بعيّد اشهر من انتصار (حركة – ثورة) الرابع عشر من تموز العراقية 1958… وشهدت تلك العلاقات على مدى نصف القرن الماضي واقعاً متبايناً في مستوياته، بالارتباط مع طبيعة الانظمة التي هيمنت في البلدين، وطبيعة وشكل العلاقات السياسية والاقتصادية القائمة بينهما…
وقد نشط السفراء والدبلوماسيون العراقيون في براغ بتنفيذ توجهات وسياسة بلادهم خلال فترة توليهم المسؤولية… أما حول ما يهم شؤون الجالية العراقية وشجونها فيمكن اختصار القول ان مواقف تلك “البعثات” الدبلوماسية كانت تتراوح بين الملاحقة والرصد والايذاء، وبمساعدة مؤيديها ومخبريها، بصورة عامة، مع بعض الفترات الاستثنائية… وحتى التغيير الذي أطاح بالنظام الدكتاتوري في التاسع من نيسان 2003.
سفراء .. وسفراء
ولعل من المناسب الاشارة هنا الى أسماء السفراء العراقيين الذين تداولوا مسؤولية تمثيل بلادهم في براغ ومن بينهم: قاسم حسن، نعمة النعمة، محسن دزئي، عبد الستار الدوري، أنور الحديثي، منذر المطلك، عبد الرزاق محمد صالح، وللفترة 2004 والى اليوم: ضياء الدباس، حسين معلة، وليد حميد شلتاغ.
ومما يفيد التنوي هاليه أيضاً أن خصوصية موقع تلك السفارات والبعثات الدبلوماسية، وبحكم التواجد العراقي المعارض ونشاطه، في براغ، دفعت المسؤولين الرسميين والسياسيين في بغداد، وحتى عام 2003 لتوجيه اهتمام أكبر، بسفرائهم ودبلوماسييهم، ومنحهم مسؤوليات أضخم مقارنة بأقرانهم في البلدان الأخرى.
مواقف ومحطات سياسية
… وفي هذا السياق، فمن الضروري على ما نرى، أن يجري التوثيق أيضاً بأن علاقات واتفاقات سياسية، وحزبية، وعسكرية وأمنية، علنية وخاصة، تمت بين الحزب الشيوعي الحاكم في براغ اسوة بأنظمة الحكم الأخرى في العديد من البلدان “الاشتراكية” السابقة، مع حزب البعث الحاكم في بغداد، في عقدي السبعينات والثمانينات بشكل محدد… وقد ترتبت عليها التزامات ونتائج لم تكن تحظى بقبول، بل واستهجان، العديد من الأحزاب والقوى السياسية العراقية المعارضة، وعلى مدى عقد كامل تقريباً (1979-1989)… ولحين قيام نظام براغ الجديد “غير الاشتراكي وغير الأممي” الذي دان نظام بغداد، بشكل واضح منذ عام 1990، ودعم تغيير حكم حزب البعث وإنهاء هيمنته السياسية، وعسفه وقمعه للحريات الديمقراطية، وانتهاكاته البشعة لحقوق الانسان… وبعد حدوث التغيير فعلاً في 9/4/2003، دعمت – وتواصل براغ، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، التحولات والمسيرة الجديدة التي شهدها – ويشهدها العراق وبأشكال وطرائق عديدة…
– شؤون اقتصادية، وغيرها
… وارتباطاً بما تقدم، ونعني العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين براغ وبغداد، شهدت العقود الخمسة الفائتة، روابط اقتصادية وثيقة اتخذت أكثر من سبيل… مثل المشاريع الاستثمارية، والاعمارية، والتصدير وإلى غير ذلك من مجالات. وقد اختلفت مستوياتها ومعدلاتها بالتأكيد، في ضوء العلاقات السياسية بين البلدين، واتجاهاتها ودرجة وثوقيتها، وانعكاسات المواقف بشأنها…
وإضافة لكل هذا وذاك كان ثمة الكثير من العلاقات والشؤون المتبادلة الأخرى التي ينبغي التوقف عندها كمؤشرات ذات دلالة في ما نحن بصدده من توثيق وتأرخة… ومن أهمها المنح والزمالات والبعثات والدورات التدريبية الدراسية الجامعية والعليا التي وفرتها المعاهد التعليمية والعلمية التشيكية، والسلوفاكية، للطلبة والدارسين العراقيين، والذين تقدر بعض المصادر عددهم بنحو خمسة آلاف، خلال الأعوام الخمسين الماضية… وقد شغل العشرات – وربما المئات – من أولئك الخريجين، والكفاءات منهم خاصة، مواقع ومهاماً ومسؤوليات كثيرة، وسواء في وطنهم العراق، أو بلدان العالم المختلفة التي أقاموا ولجئوا إليها منذ عقود…* يتبــع
———————————————————–
•ملاحظة وتنويه: أعدت هذه المادة بصيغتها اعلاه، عام 2008 مع اضافات طفيفة لاحقة .. ولذلك يتمنى الكاتب، ويرجو من كل المتابعين والقراء، ولا سيما المعنيين منهم، بالأفادة في التعديل أو التدقيق او الإزادة، ولهم الفضل المسبق .