السيمر / بغداد – فراس الكرباسي / الجمعة 24 . 03 . 2017 — دعا خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، الى تصحيح الوضع في العراق بسبب سيادة بعض المسؤولين غير الأكفاء في مجالات مختلفة سواء في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، موضحا بانه تولدت خيبة امل واضحة للمجتمع العراقي من العمل السياسي، داعيا العشائر الى تبني مواقف المرجعية الرشيدة في اصلاح الوضع العراقي.
وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، إن “دور الأمل في الحياة الفردية والاجتماعية مهم جدا ولابد لنا من إيضاحات فلقد وردت كلمات الأمل والرجاء والتمني في القرآن الكريم بمعان متقاربة منها محمود ومنها مذموم وان بلوغ الكمال أمر له جذوره التي تمتد إلى فطرة الإنسان وأعماق طبيعته فهو يبحث ذاتا عن الكمال المطلق لذا ليس ثمة حد لطموحاته ولا حصر لآماله وان العالم قائم على الأمل”.
واضاف الياسري “حينما يحدد الأنسان هدفه الأعلى وغاية مناه في الحياة فإنه يجعل كل رغباته وطموحاته في أتجاه ذلك الهدف لأنه يعلم أن أي رغبة أو طموح في أتجاه هذا الأمل الكبير هي حقة وصحيحة وكل ما خالفها هو باطل زائف ولكن بلوغ الآمال والطموحات الفضلى بحاجة في الخطوة الأولى إلى دوافع خيرة وثقة بالنفس ثم إلى سعي وثبات وصبر وأناة وتوكل على اللطيف المتعال وطلب العون منه سبحانه وتعالى والاستفادة من نبي الرحمة وآله الطاهرين وهم الدليل في كل الأحوال وخصوصا في اشتداد الفتن والظلمات”.
وشدد الياسري ان “من آفات بلوغ الآمال عدم تحديد الهدف من الحياة وعدم معرفة الحاجات الحقيقية والأماني الحقة وعدم الاكتراث بالحياة الخالدة وانتياب حالات الكسل والجزع ومن الآفات الانشغال بالأعمال الباطلة والمشاغل الضارة ومن الآفات ايضا الانحطاط الأخلاقي والعملي والادهى من كل ذلك عدم الاعتماد على المواهب الفطرية الربانية والاعتماد على ما سوى الله في الحياة”.
واضاف الياسري “كذلك من آفات بلوغ الآمال سيادة الأراذل وهو ما لاحظناه من سيادة بعض المسؤولين غير الأكفاء في مجالات مختلفة سواء في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي فرأينا خيبة امل المجتمع واضحة من العمل السياسي وكذلك الأداء الإعلامي وغيرها حتى وصلت النوبة إلى العمل الديني ، وبالنتيجة فإن تصدي غير الأكفاء يؤدي إلى خيبة الأمل وهو ما أوضحه أهل البيت عليهم السلام”.
وتابع الياسري “لكننا نحتاج إلى تصحيح فان هذا يلزمنا بمضاعفة الجهود الخيرة لإعادة الأمل وهو ما قامت به رجالات الحوزة الأصلاء بتحرير الأرض والعرض وقد تغيرت الشعارات التي رفعها أعداء الدين والتي تقول باسم الدين باكونه الحرامية إلى شعار بأسم الدين حررنا أراضينا، كما أننا بينا اعتراضنا ومعارضتنا لمن يستغل الدين لأغراض دنيئة”.
وبين الياسري أن “الأمل نعمة إلهية ولكن إذا لم توظف هذه النعمة بالشكل الصحيح فإنها ستنقلب كغيرها من النعم الإلهية إلى نقمة مما يؤدي إلى تعاسة الإنسان وبؤسه وإن الشرط الأول للإفادة من نعمة الأمل هو المعرفة فإذا لم يدرك المرء ولم يشخص ما في هذه الدنيا من آمال عقلانية منطقية ممكنة الحصول فإنه سينفق عمره في خيالات وأوهام لا تحقق لها أبدا”.
واوضح الياسري “لكي نساهم في تحقق الوعد الإلهي واكتماله بظهور منقذ البشرية بقية الله في أرضه وحجته على خلقه إمامنا المهدي الموعود فعلينا أن نبذل قصارى جهودنا وكي نكون ممن يساهم في التمهيد للظهور المبارك نطلق حملة لإقامة دورات صيفية واسعة النطاق يخطط لها من الآن وقبل مجيء العطلة الصيفية ويهيأ لها كادر كفوء خصوصا للنساء وتكون على عاتق جامعات الزهراء عليها السلام الدينية ومجمع المبلغات وسائر المؤسسات الدينية كي تؤتي ثمارها المرجوة وتكون لكافة الفئات العمرية من الذكور والإناث ويشارك في أنجاحها الجميع وليس فقط رجال الدين”.
ودعا الياسري “الخيرين من أصحاب الأموال المساهمة أيضا بتوفير بعض المستلزمات لتلك الدورات ونرجو ممن سيقوم بذلك أن يكون له برنامج مدروس كي يتممه في الأعوام التي تليه إن بقيت الحياة وإن لم تبق فقد ساهم بالتأسيس على أن تكون الدورات التي تخص الأطفال تهتم بالجانب التربوي والأخلاقي غير متناسين أهمية البرامج الترفيهية لأطفالنا الأعزاء لإشعار العوائل مدى أهمية تلك الدورات أولا ولأن بعض العوائل لا تتقن آليات التربية الصالحة وبذلك نحفظ أبنائنا من مخاطر صالات ومقاه تفسد أخلاقهم وقد تعرضهم للخطر الأمني من قبل العدو المتربص وكذلك نساهم بنشر محاسن الإسلام العظيم وأنا على يقين من أن البعض سيحاول عرقلة هذه المشاريع الخيرة وذلك لأنه كلما استطالت الأماني الإنسانية الباطلة وتنامت تضاعف جهل الإنسان وانحطاطه وتلوثه وفشله وحرمانه”.
وطالب الياسري أن “يكون لشيوخ العشائر الأخيار المساهمة في أنجاح هذه التوجيهات المباركة للمرجعية لما فيها من خير لمجتمعاتهم والتي نصت الى حصر إقامة المناسبات الدينية والاجتماعية كحفلات الأعراس ومآتم العزاء في القاعات المخصصة لهذه الأغراض والحسينيات والامتناع عن إقامتها في سرادقات تنصب في الأماكن العامة لحماية أرواح الناس من جرائم الإرهابيين والامر الاخر منع إطلاق العيارات النارية بمناسبة أو بدون مناسبة لما تسبّبه من خسائر في الأرواح والأموال وإدخال الرعب على الناس الآمنين وتوفير البيئة لارتكاب الجرائم وكذلك اقتصار مجالس قراءة الفاتحة على يومين بدل ثلاثة ، لذا أدعو مكاتب المرجعية الدينية في المحافظات لعقد ندوات ومؤتمرات عشائرية لتوضيح الدعوة ولصياغة بنود تسهم في أنجاح تطبيق توجيهات المرجعية المباركة”.