رواءالجصاني
ها قد بدأت فورة العواطف تخبو شيئاً فشيئاً، بعد ازيد من شهر على حراك جماهيري شجاع، انتصارا لطموحات بالغة المشروعية في غالبها الاعم … وهكذا نعرف بأن النفوس حين تهدأ، تحل العقلانية كما هو معهود بديلا عن الانفعالات والغلو، وتتاح فرص التساؤل النزيه، والجدل الحريص، وكذلك محاولة كشف المضموم !!! وذلك ما نزعم به في هذه “الحزمة” الرابعة من التساؤلات التي بدأناها منذ انطلاقة التظاهرات المطالبة بالاصلاح والتغيير، أواخر تموز الاخير.
1- يعلو سؤال تلو الاخر، عن افاق ذلكم الحراك الجماهيري، وعن البدلاء المرادين، القادرين على السير بالاصلاح، واطلاقه، ولا نقول اتمامه؟ ..ويجيب هذا وذاك، يأسا مرةً، و دلساً مراتٍ ومرات: وليكن الشيطان… ونحار- مجادلين ليس ألا- لمن نميل للعاطفة ام للعقل؟…
2- ونقول بأن لانتصار الحراك متطلباتٍ، واحتياجات زمانية ومكانية، وذاتية وموضوعية… فيرد متنطعون، او حريصون، بأن القادم احلى مهما كان، ناسين ان ثمة من يترصد ويتوعد، وما احد قادر على ردعه، حتى الان على الاقل… ونصدحُ: ولشدّ ما يؤذى الكرامةَ ان نرى صوتَ المساومِ بالكرامةِ يُرفــعُ
3- وبينما يصرخ اخرون من الخارج، وحيث “الأنس في فيينا” وجوارها، وقريناتها: انهم يريدون ذلك الحراك الجماهيري الشجاع، ليس اقل من “وثبة” بل” انتفاضة” وحتى” ثورة” … يدعو “اهل الدار” المكتوين بلهيب الوطن، لعدم الانسياق وراء الفوضى وأسقاط ” النظام” والاحتراز من ركاب الموجة، في الداخل او الخارج، ودعاويهم وادعاءاتهم.
4- وإذ نرى هنالك من يقدم ويؤخر في اسبقيات حراكـ”نـا” الجماهيري، ونقول بضرورات ان تكون الاولوية، وبدون لف ودوران، لجبهات الكفاح ضد الارهاب ومناصريه الظاهرين والباطنيين.. حين نقول بذلك ينبري بعض الطيبين، كما وذوي السوابق، ليسعوا لاثارة الفتن، والطائفية المقيتة، بل ويتجرأون حتى في التبرير لما يقوم به الداعشيون واخوانهم، بهذا الزعم او غيره، وبخجل حيناً، بل وبعلانية حيناً آخر، عندما يطمئن- ذلكم البعض- لمن حواليه او جنبه.
5- وحين يجري الحديث عن الفساد، واهمية مكافحته، نتصدى فنقول بــن الاساس في ذلك يتطلب التركيز على مكافحة “بنيوية” الفساد، وعلل وخراب العقول والنفوس، وعلى إشاعة القيّم وترسيخها، ودور السياسيين النجباء، والنخب المثقفة في تلك المكافحة المرتجاة. ولكن ما نتصدى اليه بواقعية نعتقدها، يغضب الكثير، ولاسباب متباينة، ولربما من بينها، شكٌ وشعور بان حديثنا قد يمسهم، ويلمّح لهذا و ذاك، ولعل المريب يقول خذوني، او يكاد .
6- وعندما يستمر التداول في موضوعة الديمقراطية، والاغلبية والاقلية، يفسر “طيبون” الامر كما يشتهون، وفقاً لمستويات الوعي والفهم ، او لأنهم تعودوا على حال، ولا شك بأن من شب على شئ، شاب عليه .
7- اما عن المزايدين، واصحاب المآرب المخبأة بعسل الكلام، فحين يجادلون بشأن مواقف وافكار شباب وشيب الحراك الجماهيري- الاصلاحي، يلفون ويدورون، وهم ليسوا عارفين بما يدور، أو انهم يعرفون فيحرفون، كما يقول العراقيون حقاً، وليس “المستعرقون” مثل اولئك الذين لا يعلمون الى الان بأن لواء “المنتفك” صار محافظة الناصرية منذ عقود، ثم راحت تسمى اليوم “ذي قار” !!!.
8- وكما هي حال المعنيين بالنقطة السابقة، بات حال العديد من المناضلين الجدد، والطائفيين، والمناطقيين، واشباههم كثر، ولا حصر لهم.. فما عادوا من الوطنية المدعاة الا بالصياح والخطابية واجترار المفردات، وما تحرك لهم- او يتحرك- حاجب، او يرفّ جفن، لو تحولت التظاهرات حتى الى حمامات دم، يخطط لها الفاسدون وارتالهم المجحفلة بالبقايا والمتضررين، واصحاب النعم الحديثة.
9- ترى هل أوفينا، ولو ببعض ايحاءات ضمير، وهو الحكم الاول والاخير؟ .. لا ادري، ولكن كل ما أدريه ان ثمة اكثر من خلاف، أو حتى اختلافات، ستبان في تقييم الحال، بوعي وحرص وادراك.. او بأمور تتعلق بمديات الفهم والعلم، ولا اقول المعرفة .