السيمر / الاثنين 26 . 06 . 2017
عبد الحمزة سلمان
شاء الباري أن يكون العراق بلد الأحزان, بعد إكمال الرسالة النبوية, ووفاة الرسول الأعظم (عليه الصلاة والسلام), نشب الخلاف من سقيفة بني ساعدة, حينما كان الإمام علي وبنو هاشم مشغولين في وفاة الرسول الأعظم (عليه الصلاة والسلام).
يتضح أن الأطماع في إحتلال المناصب لتولي الخلافة, تم إعداد العدة له قبل وفاة النبي, وهي أول المأساة في الإسلام, وإختراق الدستور, الذي تم من خلاله تنظيم الحقوق والواجبات, على المسلمين والمؤمنين, ومن يشترك معهم في العيش, ضمن المجتمعات الإسلامية, ولكن من الديانات الأخرى, وهذا هو العدل والمساواة بين أطياف المجتمع, الذي تسعى إليه مبادئ وأخلاقيات الرسالة الإسلامية, التي توحي أن الدين الإسلامي لإصلاح حياة عامة الناس, من جميع الجوانب, السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
إستطاع الرسول(عليه الصلاة والسلام) بسياسته الحكيمة, أن يجمع حول الإسلام أكبر عدد من البشر, في مدة قصيرة, أدهشت التاريخ, وأركعت حكام العالم, الجانب الإقتصادي, حدد الإسلام مجموعة من الإرشادات, تتحكم بالسلوك الإقتصادي, في مجالات الإدخار والإنفاق, وتهتم في متابعة الأعمال الإقتصادية,ويهتم في طبيعة الحالة الإقتصادية للمجتمع .
الضوابط الإجتماعية في الدين الإسلامي, تضمن للأمة العيش في تعاون, يعود بالسعادة على شعبها, حيث دعت إلى حماية النفس الإنسانية من القتل, والوقاية من الأمراض, والحفاظ على الأموال, والحرية وتحقيق التكامل, في إختلاف التكاليف, بأختلاف الجنس والعمر والطاقة, وأكد الإسلام على المساواة, وإصلاح المجتمع في بناء الأسرة .
عبث العابثون بعد وفاة الرسول الأعظم(عليه الصلاة والسلام), والإنشقاق بين الصفوف, أحدث إختلالا في جميع مقومات الحياة الإنسانية, والشرع الإسلامي بما تقتضيه الحاجة الشخصية, دون العامة .
تحولت السياسة للقوة, وتكميم الأفواه, مما أشعر آل بيت الرسول(عليهم السلام) والموالين لهم, ممن يحملون حقيقة الرسالة الإسلامية, أن قلوبهم تمتلئ قيحا, يوما بعد يوم, وتتداركهم الأحزان المستمرة, إلى أن أفجعتهم حادثة إستشهاد إمام الهدى علي بن أبي طالب (عليه السلام), في محراب الصلاة التي كشفت الحقد الأموي, على آل بيت الرسول(عليهم السلام), وأتباعهم وشيعتهم هو يوم هدمت أركان الإسلام, وعم السواد والأحزان بين صفوف أتباع وشيعة الإمام, وتتعاقب الأحزان, وآهات الألم لتنتقل الأحزان من إنطلاقها, مصاب الإمام علي (عليه السلام), ومصاب سفير الحسين, مسلم بن عقيل(عليه السلام), إلى مدينة الأحزان, وأم المصائب والفاجعات, في واقعة كربلاء, التي إنتصر بها الدم على السيف, بإستشهاد شباب أهل الجنة, حيث تتضاعف الأحزان, بإستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) .
شاء الباري أن تكون ثورة المختار, إنتصار لثارات الإمام الحسين (عليه السلام), وتحقيق النصر على الكافرين, وإقامة الحد عليهم والحساب, وتعاقبت الحملات الإستعمارية, والإحتلال على بلد الأنبياء والرسل, والصبر للشعب العراقي على المصائب, من مدرسة الإمام الحسين وصبره, على ما حل به وبأهله وأتباعه, من ظلم على يد من أنتهك حرمة الإسلام والمسلمين, من أجل المنصب وطمع الدنيا.
تستمر معاناة الشعب العراقي وأحزانه, على يد حكومات ظالمة, أقحمت الشعب بحروب مع دول الجوار, لدوافع شخصية كان النظام السابق, أقحم الشعب بحرب لثمان سنوات, مع جمهورية إيران الإسلامية, خسر الكثير من أبنائه الشباب, الذين تم إلزامهم بالقوة, لدخول الحرب, وإحتلال دولة الكويت, فقدت العوائل العراقية الكثير من أبنائها, مما تستشعر أن الأفراح والأعياد, قد سلبت من الشعب, وحل محلها الأحزان.
الحقد الأموي وحركات الوهابية والكفر والإلحاد, تحاول إخماد شعلة الإيمان والدين الإسلامي, الذي ينطلق من بلد الأنبياء والرسل العراق للعالم, قامت بزج عصاباتها الإلحادية التكفيرية المسماة بداعش, للعراق بمساعدة الخونة من أبناء البلد, تم تسليمهم أجزاء منه , سببها التهاون والخيانة هدفها النيل من أتباع آل بيت الرسول, وضعف البلد بسبب السياسات الخاطئة, التي أنهكته إلا أن مدرسة الإمام الحسين الجهادية, علمتنا أن نعيش أحرار وكرامتنا, والدفاع عن الدين والمبادئ والأخلاق التي نحملها .
حقق أبطال العراق, إنتصارات أذهلت العالم, والدول الكبرى, بعد تحرير البلد من العصابات الكافرة, بما يتيسر لديها من ذخيرة ومعدات حربية, وهو إنتصار المبادئ والإيمان والحق, على الباطل, وهذا النصر, ثمرة أحزاننا في الماضي والحاضر .