السيمر / الخميس 23 . 11 . 2017
عمار الحر
قبل كل شيء أعتذر إن لم اكتب في العنوان ( سيد ) لانك سيد هذا الزمان العربي المخنوق بالعبيد, الذين يحكمون ويتحكّمون بشعوب لم اجد مفردة استطيع ان اصفهم بها, حيث لايوجد في قاموس اللغة العربية, أو انا لم أجد تلك المفردة التي تمثّل ملامح للذل أقوى من كلمة عبيد. وهنا لا أقصد الانسان الحر(المقاوم) في هذا العالم العربي.
حين أعلن السيد حسن, أن الحريري مختطف في الرياض ومرتهن لدى بن سلمان, فقد اعتمد على معطيات سبقت اعلان الحريري استقالته, التي بثّت من جحر بن سلمان.
فلبنان كان ينعم باستقرار سياسي واجتماعي واقتصادي, عزّزه التوافق بين الرئاسات الثلاث, بعد الاتفاق على تشكيل الحكومة. فان تكون الاستقالة بهذه الطريقة, وفي يوم الاعتقالات التاريخي, كان من الطبيعي ان يجد السيد العذر للحريري, ويطالب بعودته اولاً الى لبنان.
وبما انه الصادق العادل الاول في زمن الكذب والظلم, فكان من باب أولى أن يبيّن للناس ان بن سلمان, وحسب المعطيات المتوفّرة – والتي سأذكرها الان- هو ايضا رهينة, على السعوديين المطالبة بعودته من الذين احتجزوه (وهذا مستحيل) او ارساله مع بعضهم لينعموا بالسلام.
لقد تضاعفت ازمات المملكة, منذ ان تولّى بن سلمان مقاليد الامر والنهي فيها, بعد تولي ابوه كرسي الحكم, الذي يجلس عليه وينهض بالريموتكنترول, كما يأكل ويمشي, او عندما يحدّث الناس, عن فوائد الاستخراء في المملكة, والذي بوّأها مكانة عظيمة بين دول الاستخراء, التي لم تنقرض بعد.
فحسب تقرير مجلة فورينبوليسي, في الاشهر الستة الاولى من حرب اليمن, كانت خسائر السعودية 725 مليار دولار,ناهيك عن الخسائر البشرية التي بلغت وحسب المجلة حوالي العشرة آلاف بين جندي سعودي واماراتي وقطري ومرتزقة السودان وأفريقيا وشركات الارهاب العالمية, واليوم بعد اكثر من سنتين, تقدّر خسائر تلك الحرب بأكثر من 1500 مليار دولار, هذا في اليمن ناهيك عن سوريا والعراق وليبيا, وكل الدول التي يوجد فيها الارهاب الوهابي الصهيوني.
لذلك كان على السيد ان يوضّح, ومن منطلق العدالة وعدم الكيل بمكيالين, ان بن سلمان الذي لم يكن في تصرّفاته أي منطق, هو ايضا رهينة, وسأثبت ذلك كي لا نظلم الرجل.
رهينة بيد الكثيريين, فهو رهينة بيد اصله اليهودي, حيث اثبتت افعال كل أجداده, السرية والعلنية والتي أخذت تنقشع عنها غيوم الكذب يوما بعد اخر, انهم من اشد اعداء الاسلام المحدي الاصيل ومن سار على نهجه, والخراب الذي احدثه هو وآباءه في امة الاسلام شاهد على ما اقول.
كذلك هو رهينة بيد الوهابية, التي نشأ وترعرع في احضانها, والذي درس في مدارسها,
أصول الاسلام الذي يكفّر كل من يخالفه, ليقيم عليه حد القصاص, حتى لو كان مسلم أخر يشهد بالله ورسوله.
وهذا الاسلام الاعرابي الحاقد, ليس بعيد عن كيد أجداده, وهم يقدّمون محمد بن عبد الوهاب قبل مئتي عام, على انه رافع راية الاسلام الذي جاء به محمد(ص).
كذلك هو رهينة بيد غرور شاب أرعن, لم يعرف من الحياة سوى الترف والبذخ واستعباد الناس. انحدرمن عائلة لم يسجل التاريخ شذوذ فرد واحد منها, يكون ذا خلق وعقل ودين, وبالتالي يمتلك قيم ومبادئ.
والكيل بمكيال واحد يحتّم على السيد, ان يقول ان بن سلمان رهينة بيد أمريكا وساستها, فالسياسة الامريكية التي قضت بحماية مملكة الغباء, مثلما تحمي ابنتها الصهيونية التي تحتل مقدسات المسلمين.
وهو لايستطيع الخروج عن أرادة أمريكا, حتى لو افتدى نفسه بمئات المليارات من الدولارات, ناهيك عن ارتهانه بيد الغباء والحقد والتكبّر المتأصل في هذه العائلة, التي لم تقدّم الى الامة العربية والاسلامية سوى الدمار, منذ أن اجلسها الاستعمار في خيمة الحكم.
أتمنى ان تكون هذه الادلة كافية, لأقناع السيد وكل الشعوب العربية والاسلامية, وبالاخص الشعب السعودي بأن ولي عهدهم رهينة, وهو ينفّذ اوامر مرتهنيه, فلا يوجد انسان حر أو عاقل, يمكنه ان يدمّر نفسه وبلده بهذه الطريقة.
و في الختام اقول إن كان موقف السيد حسن والرئيس والشعب اللبناني , وماكرون وبعض الاقوياء في هذا العالم, قد استطاعوا ان ينقذوا, سعد الحريري من الذي أختطفه رهينة, وجعل ثمن حريته تنفيذ ما يريده, وهو دمار لبنان, فأن لا أحد يستطيع ان أنقاذ بن سلمان من الذين اختطفوه, سوى الشيطان الاكبر, المتحكّم بكل الشياطين الصغار الذين أختطفوا الامير ولي العهد!