الرئيسية / مقالاتي / بعد جرائم الوليد الأمريكي ” داعش ” وحاضنه السعودي ما بين برج البراجنة وباريس .. ما العمل ؟

بعد جرائم الوليد الأمريكي ” داعش ” وحاضنه السعودي ما بين برج البراجنة وباريس .. ما العمل ؟

الثلاثاء 17 . 11 . 2015

وداد عبد الزهرة فاخر *

مع حزننا وألمنا وجزعنا مع من جزعوا وتألموا من أمهات وزوجات ثكلى ، وأبناء تيتموا بدون وجه حق ، وأحبة لم يجدوا ما يعبرون فيه لفقد أحبتهم سوى البكاء ما بين التفجيرين الإرهابيين ببرج البراجنة في بيروت الجنوبية .. بيروت الثقافة وحرية الفكر والرأي ، وضواحي مدينة النور والجمال باريس ، نتساءل بكل الم وحزن وضياع لا نعرف إلى أين : هل سنكتفي جميعا ما بين الشرق والغرب حيث تنزف الدماء والدموع وتنهار أسس حضارات بادت ، وحضارة العصر الحديث بأفعال بربرية شنيعة لا يقرها عرف ولا أخلاق ولا دين ، بينما يتفرج على الجميع الفاعل الحقيقي وهو آمن بعيدا عن أذى كلابه المسعورة من المتخلفين حتى عن العصور الوسطى ، والغارقين حتى قمة رؤوسهم بنظريات وأحاديث لشخصية خرفة ومعقدة عانت من نقص وتشويه َخلقي استغل نقص خلقتة ونقص ادراكه من وسوس له ولقنه مذهب الحقد والكراهية والغاء الآخر ، وهو الجاسوس البريطاني همفر . لكن دولة وشخوص لا زالت للآن تروج لافكار ذلك المخلوق الغريب الذي شكل عقليتة المتخلفة الجاسوس الإنكليزي المستر همفر، وصنعه كما يريد ويشتهي كأي ألعوبة ورماه بين جمهور المسلمين بعد أن منحه لقب ” الشيخ محمد بن عبد الوهاب “؟؟ .
وللعودة لشخوص برابرة العصر المتمسحين زورا بالدين الإسلامي الحنيف ، نراهم جميعا خريجو مدارس وأفكار ، وتعاليم صاحب العقلية المشوهة ، والجسد المشوه ” محمد بن عبد الوهاب ” . ونعود ونكرر التساؤل السابق متعللين بكون الاحتجاج والاستنكار سيوقف عاصفة الدم والخراب ، والتمسك بما سماه منظرو النظرية الوهابية ” دعم المعارضة المعتدلة في سوريا ” ، والذي دعمتة فرنسا نفسها صاحبة المصيبة التي وصلت بشدتها لحد الفجيعة يوم 13 تشرين الثاني / نوفمبر / 2015 ، عندما مارس تلاميذ محمد بن عبد الوهاب نفس هوايتهم التي يمارسونها في سوريا والعراق واليمن وتونس ومصر ولبنان وليبيا ، من قتل عشوائي لابرياء لا ناقة لهم ولا جمل بنظريات ومدارس الوهابيين المذهبية المتخلفة ، وسط تكبيرات اصبحت عندما تتردد بغير وجه حق ” مقيتة وممجوجه ” كما يصوت بوم في خرائب تقادمها الزمن .
وبرأينا بأنه يجب أن تحصل إعادة تأهيل لكل العلاقات الدولية ، خاصة تلك الدول صاحبة المصلحة الحقيقية بوأد الإرهاب واجتثاثه من على وجه البسيطة بعد أن تفاقم لحد أصبح يهدد كل مناحي الحياة ، وكل سم مربع في الكرة الأرضية . وهدد الأمن والسلم الدوليين . لان إعادة العلاقات الطبيعية وخاصة مع الدولة الشرعية السورية لهي أولى الخطوات لمحاربة الإرهاب بصورة حقيقية وفعالة بعيدا عن أفلام هوليوود الأمريكية التي تمثلت بغارات هوليوودية بمخرجين أمريكان ، وممولين سعوديين وقطرين ، واعلام داعم للارهاب يشمل قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية ، وشخوص كارتونية يقف خلفها ملقن المسرح الامريكي وهي تتقيئ من افواهها العفنة جمل مترادفة لا طعم ولا معنى لها خاصة من ” دول ” لم تسمع بكلمة ديمقراطية بتاتا كـ ” دولة آل سعود ” رمز التخلف والظلم والتجبر بشخص وزير خارجيتها المعتوه عادل الجبير الذي يعاني من امراض نفسية عديدة ، ونقص في الشخصية وتخلف مفضوح يبدو جليا في حركات وجهه اللا ارادية .
لذلك يجب وضع كل الافكار والنظريات التي طرحها الحاضن الرئيسي للنظرية الوهابية وهي السعودية خلف ظهورنا ، والتفكير الجدي بوضع حد لكل فتاوى الشر التي تخرج من افواه الثعابين التي تختفي داخل جحورها في مملكة الشر السعودية . والضغط عليها بقرار دولي فاعل من مجلس الامن ووفق البند السابع بتشكيل لجان دولية لتصحيح كل المفاهيم والنصوص الوهابية التي تدرس داخل مدارسها ، ومعاهدها وجامعاتها التربوية والدينية ، ومحو كل نظريات ومقولات اسالة الدماء ، والكراهية لكافة المذاهب والاديان والمعتقدات أي كانت والتي تنشأ عليها نشئها على مر الزمان ، ليتخرجوا والحقد والكراهية والحماس لقتل الآخر ونفيه جزء هام من تفكيره العام . لذلك رأينا ان 15 من 19 من مهاجمي ما سمته القاعدة ” غزوتي ما نهاتن ونيويورك ” هم من السعوديين ، وبالذات من خريجي الجامعة الوهابية ” جامعة الامام محمد بن سعود ” . ولو رجعنا لسيرة معظم القيادات الوهابية والسلفية الجهادية والقاعدة ، ومنهم ما يسمون الآن بـ ” قادة داعش ” ، او كما يحلو تسميتة لبعض داعمي الارهاب ، والمتعاطفين معه ” واعلام السعودية وقطر وتركيا ودول الخليج الفارسي ” تنظيم الدولة ” لراينا انهم خريجو نفس المدارس والمعاهد الوهابية ، او تربية السلفية الجهادية التي خرجت من رحم اخوان مسلمي مصر ومن جماعة التكفير والهجرة بالذات .
والامر الثاني في مكافحة الارهاب هو تتبع سير اموال الارهاب والداعمين له في جميع ارجاء العالم . واعطاء اهتمام كبير وزائد لغسيل الاموال الذي كان وما يزال هو الممول الرئيسي للارهاب جنبا الى جنب تجارة المخدرات ، وتهريب الاسلحة ، وقد اعطتنا مملكة آل سعود مثالا كبيرا عند القاء القبض بمطار شفيق الحريري ببيروت ، على احد امرائها وبمعيتة 2 طن من حبوب الكبتاغون المخدرة وهو ينوي شحنها للسعودية ، وبالتالي والله اعلم انها ستشحن لـ ” المجاهدين ” في سوريا والعراق الذين تدعمهم امريكا وترمي اليهم الطعام والسلاح عن طريق سلاحها الجوي والادلة على ذلك لا تعد ولا تحصى كما ظهر على الشبكة العنكبوتية .
ولكون الارهاب جزء من سلسلة القلق الامريكي رغم كون امريكا تغامر دائما حتى بآخر ورقة لديها من ورق اللعب ، فقد اتهم نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في كلمته التي القاها في مطلع تشرين الاول / اكتوبر من عام 2014 في جامعة هارفرد حلفاء واشنطن بـ ” التسبب باتساع رقعة الارهاب في المنطقة ، عبر تسليح وتمويل الجماعات المتشددة ” . وسمى السعودية شخصيا بقوله ” إنّ مشكلتنا الكبرى هي في حلفائنا في المنطقة، السعوديون أصدقاء كبار لنا، لكنّ همهم الوحيد كان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لذلك شنّوا حرباً بالوكالة بين السنّة والشيعة وقدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى كلّ المتطرِّفين لذين يقبلون بمقاتلة الأسد ” .
وبراينا أن لا عداوة شخصية بين الرئيس بشار الأسد وبين داعمي الجماعات الارهابية على مختلف صنوفها سوى أمر واحد وهو : ” الحقد الطائفي ” ، وهذا التفكير الاقصائي يستدل به على جهل آل سعود بالدين الاسلامي وتعاليم رسول رب العالمين محمد المصطفى . والله تعالى قال ” وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ” / الانعام 107 .
وفضح مصدر غربي آخر النظام السعودي بكونه اكبر ممولي التنظيمات الارهابية التي تغزو المنطقة والعالم حاليا . فقد نشرت ” مجلة تسو ارست ” الالمانية دراسة شاملة مطلع عام 2014 أجراها رئيس تحريرها مانويل أوكسنراينر والصحافيان ديرك راينار وستيف ليرود، تحت عنوان ” تنظيم الدولة الإسلامية هل هو من صنع أميركا ؟”. وهنا أكدت المجلة : ( أنّ ما يُسمى تنظيم ” دولة العراق والشام ” أنشئ من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فيما يتولى تمويله النظام السعودي، وتقوم حكومة حزب «العدالة والتنمية» في تركيا بتسهيل نشاطاته وعبور إرهابييه من أراضيها إلى سورية والعراق ).
وهناك دلائل وبراهين عديدة على التعاون الامريكي السعودي لتاسيس التنظيم الارهابي ” داعش ” ومن ثم تمويله وفي هذا المجال كشف تشارلز شويبردج في حديثة لإحدى وسائل الإعلام الروسية نهاية عام 2014، وهو أحد ضباط الاستخبارات البريطانية سابقاً وكان يعمل في جهاز مكافحة الإرهاب أنّ : ( وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي أيه» والاستخبارات البريطانية، دفعتا دولاً خليجية إلى تمويل وتسليح تنظيمات مسلحة في مقدمتها «داعش»).
وأضاف تشارلز: ” إنّ الاستخبارات البريطانية والأميركية تقفان وراء كلّ الأحداث الدراماتيكية التي تعصف بدول الشرق الأوسط مثل سورية والعراق وليبيا “، كاشفاً عن تفاصيل خطيرة ومثيرة حول دور واشنطن ولندن في صناعة الإرهاب.
ولطالما حذرت دول المنطقة المبتلية بالارهاب ، وساسة وكتاب ومفكرين وباحثين في شؤون الجماعات الارهابية من ارتداد الارهاب على داعميه ، وبان التشكيلات الارهابية لا امان مطلقا لها كونها ستتشعب وتتشظى مع مرور الزمن ، وينشأ ” قادة ومنظرين ” جدد بعيدا عن السيطرة الفعلية للمحركين الاساسيين للتنظيمات الارهابية ، وخاصة من اولئك البسطاء او المعدمين الذين لا يجدون لهم فرص كريمة في الحياة ، اما بسبب الفقر ، او كونهم من السلم الأوطأ في مجتمعاتهم ، فيلجئون للتنظيمات الارهابية التي توفر لهم المال والجنس والسلاح .
كذلك على حكومات الغرب وامريكا تسليم كافة المتهمين بالارهاب والفارين من وجه العدالة بدولهم والذين يشكل معظمهم خلايا نائمة ، او خلايا داعمة للارهاب ، او يكونوا احيانا عوامل مساعدة ، تسليمهم لدولهم المعنية لكي تتحقق اولا العدالة المجتمعية ، وثانيا تتم تنقية المجتمعات في العالم من طفيليات تتشرنق داخل مجتمعات جديدة لفترات معينة وفق نظرية ” التقية ” ، حتى تتحين الفرصة للخروج بعدها للمشاركة باي جهد ارهابي يتوفر لها .
وهناك وسيلة مبرمجة للتمويل بين بعض التنظيمات الارهابية كـ ” جبهة النصرة ” وبين الداعم الرئيسي لها قطر ، حيث تتم عمليات خطف ، وتتدخل قطر كوسيط ودافع للفدية بديلا عن الاشخاص او الجماعات او الدول لاطلاق سراح المختطفين كما حصل في حادث اختطاف 16 عسكريا لبنانيا ولم تنجح الوساطة لحد الان اذ قدرت الفدية بـ 30 مليون دولار وهي صفقة سعت إليها دول عربية وإقليمية مع “جبهة النصرة” ، وإطلاق سراح خمس نساء من “جبهة النصرة” معتقلات في السجون اللبنانية لإنهاء هذا الملف بالكامل على ثلاث مراحل خلال أسبوع.
لكن قطر نجحت باطلاق سراح اخرين كراهبات معلولا ، والصحفي الامريكي ” كورتيس” ، ومخطوف نمساوي دفعوا لجبهة النصرة من خاطفيه 5 مليون دولار . بينما ما دفع كفدية عن الصحفي الامريكي يقال بانه ما بين 3 – 25 مليون دولار امريكي . وترجح صحف عالمية، دفع قطر، ما يقرب من 33 مليون دولار خلال عامين فقط .
وان تقوم دول اوربا بإعادة النظر في كثير من المواقف المؤيدة لدول عربية خاصة السعودية وقطر مع تركيا والتي تدعم الإرهاب وتشجعه في كل من العراق وسوريا وتركيا واليمن وتونس ولييبا . كذلك وضع لائحة جديدة للجماعات الإرهابية بديلا عن الضحك على الذقون وتصنيف بعض الإرهابيين بكونهم ” معارضة معتدلة ” فمن يحمل السلاح ضد أي كيان كان لهو معدود ضمن الإرهاب اذا ابتعد خطوة واحدة عن أي حوار سياسي .
كذلك لا ننسى دور الاعلام الوهابي وما تروجه قنوات الارهاب الممولة سعوديا كوصال او “الجزيرة، والشرق، ومكملين” الممولة من قبل قطر وهي قنوات ذات ميول ارهابية معروفة للقاص والداني . لذلك يجب التوجه لغلق كافة وسائل الاعلام المرئي والمقروء ممن يساهم بنشر الارهاب ، ويحرض عليه ، ويدعمه اعلاميا وفكريا .
وضمن ممولي الارهاب تدخل تجارة النفط ، وتهريب الاثار التي يجب على المجتمع الدولي ان يضع لها حدا والا كيف يتم تدوير وتحريك اموال تقدر بمليارات ويتم تسويق الاف البراميل من النفط بهذه البساطة والسهولة التي تدر على الارهابيين مليارات الدولارات الامريكية؟؟.
ونحن نعرف ان المعركة مع الارهاب هي معركة طويلة وصعبة وخطرة لكن ان تكون معركة حقيقية وتبذل فيها جهود دولية متكاثفة ومشتركة، كما جرى في الحرب على النازية في الحرب العالمية الثانية ، وجاءت امريكا من وراء الاطلسي للمساهمة في الحرب على النازيين . لكي يصبح الطريق بصورة حقيقية وعرا وغير سالكا على الارهاب وداعميه .
ترى هل تتحرك اوربا ولو لخطوات بسيطة بعيدا عن الهيمنة الامريكية لكي تتخذ اجراءات جدية وصارمة لملاحقة الارهاب في عقر داره ، بديلا عن مقولات معتوه اسمه عادل الجبير ، لا يعرف للآن راسه من رجليه وهو غارق حتى اخمص قدميه في حالتة النفسية الحرجة وهو يتوعد على طريقة مرضى مستشفى العصفورية ببيروت والشماعية ببغداد ، سوريا بحرب شاملة رغم صور الموت المجاني التي اقترفها جنود الدولة الوهابية من الدواعش في كل من بيروت وباريس ، وليس جنود الجيش العربي السوري ومتناسيا صور الضحايا من اليمنيين الذين تشن عليهم ” دولتة” حملة ارهابية ظالمة بحجة اعادة رئيس مستقيل اسمه عدو ربه منصور هادي ؟؟ .

* ناشط في مجال مكافحة الإرهاب

http://www.saymar.org

http://alsaymarnews@gmail.com