السيمر / الجمعة 15 . 06 . 2018 — تحول حلم المغرب لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختها لعام 2026، إلى كابوس بعدما أدارت دول كانت تعتبرها المملكة صديقة وشقيقة ظهرها، لترجح كفة الملف الثلاثي الأمريكي.
وجاءت الصدمة الأولى من الدول الإفريقية التي تجمعها بالمغرب روابط قوية وعلاقات متينة، ويتقاسم المغرب معها وحدة التصور للقارة السمراء. فبعدما كانت كل المؤشرات تقول إن جل الأصوات الإفريقية ستذهب لصالح الملف المغرب، تراجعت دول القارة السمراء عن دعم ملفه، في وقت حاسم وقاتل، لتمنح أصواتها للملف الأمريكي، ربما مجبرة أو خوفا أو طمعا. ولكن البعض لا يلتمس الأعذار لهذه الدول، التي تخلت عن جار كان يصارع ويقاتل ليمنح القارة السمراء شرف تنظيم المونديال للمرة الثانية في عام 2026، (أي قبل 4 سنوات من مرور قرن من الزمن على إقامة أول بطولة لكأس العالم).
الصدمة الثانية كانت أقوى وقاسية في نفس الوقت، لأنها جاءت من بلدان تتقاسم مع المغرب العروبة والثقافة وربما حتى التقاليد والعقيدة، فعوض أن يصطف العرب إلى جهة المغرب، خرجت مجموعة من الدول عن السرب، وسارت عكس التيار، لتصوت للملف الثلاثي الأمريكي، وتتخلى عن شقيقها في أحلك الظروف وحيدا لاحول له ولا قوة.
وبخسارته الرهان للمرة الخامس في تاريخه، استحوذ المغرب على لقب البلد صاحب الحظ التعيس في استضافة المونديال، إذ أخفق 5 مرات في كسب الرهان، وهو رقم قياسي غير مسبوق، وربما لن يحطم أو يتكرر.
انتكاس آمال المغرب في استضافة المونديال، هي حقيقة لا يمكن إنكارها أو تغييرها، ولكن من محاسن ترشحه في محاولته الخامسة، هو ” الوضوح ” في عملية التصويت، وبالتالي تستطيع بسهولة أن تعرف من صوت لك ومن صوت ضدك، وربما كشفت هذه العملية مجموعة من الخبايا والأسرار حول علاقات المغرب مع الدول “الصديقة والشقيقة والجارة”.
روسيا اليوم