المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاثنين 14 . 12 . 2015 — أكد مسؤول في إقليم كردستان العراق، حق الطائفة اليهودية في الإقليم بفتح ممثلية لها واللجوء إلى القانون لإعادة ممتلكات انتزعت منهم بالقوة أو الضغوط في فترات سابقة.
وذكر لــ»القدس العربي» السيد مريوان النقشبندي مدير العلاقات والتعايش الديني في وزارة الأوقاف في كردستان، أن قانون حماية الأقليات رقم 5 لعام 2015، كفل حق الأقليات والمكونات الموجودة في الإقليم، في حرية العبادة وممارسة طقوسهم الدينية، مشيرا الى وجود حوالى 400 عائلة يهودية كردية تنتشر في معظم المدن في كردستان العراق.
وأوضح النقشبندي أن القانون تضمن مواد مهمة تتعلق بحق المكونات في فتح ممثلية تنسق مع وزارة الأوقاف بما يخص شؤون الأقلية أو المكون، حيث تقدم لهم التسهيلات اللازمة، كما يحق لها فتح مقر خاص بها، ولذا فقد تم افتتاح ممثلية لليهود في أربيل مؤخرا في احتفالية حضرها مسؤولون في الوزارة ويهود أكراد من إسرائيل، إضافة إلى ممثل الطائفة شيرزاد عمر تلمساني، وتم خلالها استذكار ظروف هجرة اليهود العراقيين الى فلسطين.
وذكر النقشبندي أيضا فقرة مهمة أخرى في القانون، وهي حق أي مكون باللجوء إلى المحاكم لطلب إعادة ممتلكاته إذا كان قد أجبر على ترك تلك الممتلكات بسبب ظروف قسرية أو ضغوطات سياسية في فترات سابقة. وهذا يعني إمكانية إعادة بعض ممتلكات اليهود المهاجرين كالعقارات التي تركوها وقامت الحكومة العراقية لاحقا بالاستيلاء عليها وضمها الى وزارة المالية.
وأكد أن القانون المذكور قد وافق عليه أعضاء برلمان كردستان بالاجماع بمن فيهم النواب الممثلون للأحزاب الإسلامية، منوها إلى وجود ثمانية أديان ومعتقدات معترف بها في الإقليم كالمسيحية والبهائية والزرادشتية والصابئة وغيرها.
ومن ناحية أخرى، أشار مدير العلاقات والتعايش الديني إلى زيارته إلى القدس عام 2014 في وفد رسمي للإقليم، للمشاركة في مؤتمر تعايش الأديان الذي حضرته وفود من مختلف الديانات والبلدان ومنها وفود من بلدان عربية، منوها إلى أنه التقى خلال المؤتمر بالعديد من اليهود الأكراد.
وعن انطباعاته عن أوضاع اليهود الأكراد في «اسرائيل» أن الكثير منهم أبدوا رغبة بمد أواصر العلاقات بينهم وبين التجار الأكراد في الإقليم في مجالات تبادل السلع والنفط، وأنهم يعملون في مشاريع ومحلات صغيرة، وهناك بعض اليهود الراغبين بالعودة إلى إقليم كردستان، كما أنهم على العموم لا يتابعون القضايا السياسية وتطورات الأوضاع في العراق، حسب قوله.
ويذكر أن احتفالية أقيمت مؤخرا في أربيل بحضور مسؤولين وأكراد من أصول يهودية، لإحياء ذكرى تعرض اليهود العراقيين إلى هجمات ونهب لدورهم وممتلكاتهم في عام 1941، وهي الحادثة التي تبعتها هجرة واسعة لليهود العراقيين الذين كان يقدر عددهم آنذاك بحوالى 135 ألف شخص إلى «إسرائيل»، ضمن موجة يعتقد الكثيرون أنها كانت بترتيب من منظمات الهجرة اليهودية العالمية.
وقد تحدث في الاحتفالية ممثل الطائفة اليهودية في الإقليم شيرزاد مامساني بأن «إحياء هذه الذكرى دليل على أن كافة الديانات والقوميات تتمع بحريتها في الإقليم»، منوها إلى أن «يهود إقليم كردستان طالبوا بعدم تكرار مأساة اليهود»، مؤكدا «أهمية ترسيخ التعايش الديني والقومي في المجتمع».
ودعا مامساني الحكومة العراقية إلى»تعويض الكرد اليهود والفيليين وغيرهم ممن تعرضوا لعمليات التهجير والإبادة الجماعية»، حسب قوله.
وكانت وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان أعلنت في شهر آب /أغسطس الماضي أنها تسعى لتعيين ممثلي أديان اليهودية والزرادشتية والكاكائية والبهائية في الوزارة، مؤكدة أنها تعمل على توفير أماكن عبادة لأتباع هذه الديانات لممارسة طقوسهم بشكل رسمي وفقا لقانون الحريات الدينية.