الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 57): الحقبة الصدامية (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 57): الحقبة الصدامية (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا)

فيينا / الخميس  17. 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية         

د. فاضل حسن شريف
 
عن الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم‌ السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: الأنتفاضة الشعبانية: هي انتفاضة قام بها الشعب العراقي ضد حكومة صدام حسين. وحدثت هذه الانتفاضة في شعبان 1411 للهجرة المقارن سنة 1991 للميلاد. حيث بدأت من البصرة وخلال 15 يوماً وقعت 14 محافظة من مجموع 18 محافظة عراقية بيد المنتفضين. بعد هزيمة صدام ومؤيدوه في الكويت، بدأ الغضب الجماهيري ينتشر في أواسط الجيش العراقي وبين الشعب، وذلك بسبب فقدان أكثر من مئة ألف جندي في معركة لم تدم إلاّ 99 ساعة. ولقد انطلقت الشرارة في مدينتي البصرة والناصرية في وقت متقارب وبشكل عفوي، ففي الثاني من شهر آذار 1991 في البصرة عندما أطلق أحد الجنود العائدين من أرض الكويت عدة طلقات باتجاه صورة لصدام، لترتفع معها أصوات هتافات الحشد المنفعل وسرعان ما التهبت في انتفاضة شعبية كبيرة حيث خرج سكان المدينة إلى الشوارع وهم يهتفون ضد النظام وصدام. وقبلها بيوم واحد قام أحد أفراد حزب الدعوة الإسلامية في الناصرية بإطلاق شعارات مفادها الخلاص من الدكتاتور والظالم وغيرها. الأمر الذي أدى إلى خروج مظاهرات احتلت مراكز الشرطة واستولت على أسلحتها. إثر هذا الحدث هجم الناس على مقر حزب البعث، واحتلوه، كما احتلوا السجون. وبعد مدة من الزمن استطاع المنتفضون أن يسيطروا على البصرة بالكامل، ومع وصول هذا النبأ إلى سائر محافظات العراق، تمكن الشعب العراقي من السيطرة على محافظات أخرى أيضا، حاملةً الشعارات الديمقراطية والإسلامية. وقد كانت بشكل عفوي وغير منظم، من دون تدخل أية جهة أجنبية ودون وجود قيادة موحدة. استمرت الانتفاضة الشعبانية، 15 يوما. ولكن مع سيطرة الحرس الجمهوري على المدن أخذ يتجول فيها ويعتقل كل من في دربه ويرسلهم مكبلين إلى بغداد أو إلى تنفيذ حكم الإعدام بهم أو دفنهم أحياء، وفي هذا الوقت لجأ باقي الثائرين إلى بعض دول الجوار. بحسب بعض الإحصاءات قُتل أكثر من ثلاثمئة ألف شخص، وشُرد ما يقارب مليوني عراقي. كان نظام صدام يقتل الناس جملة ومن دون أدنى تحقيق، حيث يُعدمون على شكل مجموعات مؤلفة من 10 إلى 30 شخصا، من ثم تُحفر حفرة كبيرة يُرمَون فيها ويساوى التراب فوقهم. ويُذكر أن أصحاب المقابر الجماعية غالبيتهم لا علاقة لهم بالانتفاضة، حيث أغلب من حمل السلاح وأسقط الدولة إما قُتل في ساحة المعركة وإما تمكن من الهرب. لا توجد إحصائية دقيقة بشأن عدد المقابر الجماعية ولكن بحسب المعنيين، المقابر في محافظة بابل فقط تجاوزت الخمسين مقبرة.
 
ان صدام وكل من ساعده هو أسوء من فرعون وأتباعه كون جرائمهم تفوق التصور فهم لم يكتفوا بالقتل انما بدفن الناس ومنهم الأطفال والنساء وهم أحياء ومحافظة البصرة كانت الأكثر ألما من جرائم صدام وزمرته جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن آل فرعون كما صدام وأتباعه “النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ” ﴿غافر 46﴾ حياة الطغاة والأشقياء كالفراعنة الذين يعاقبون صباحاً ومساءً بمقتضى قوله تعالى: “النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا” (غافر 46). يظهر أنّ اللّه تبارك و تعالى انتخب لهم عذابا أشد إيلاما من غيره، و هو ما تشير إليه الآية التي بعدها، حيث قوله تعالى: “النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا” (غافر 46) ثم: “وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ‌” (غافر 46). و هنا نلفت النظر إلى الملاحظات الثلاث الآتية: أولا: استخدام تعبير”آل فرعون” (غافر 45) إشارة إلى العائلة و الأنصار و الأصحاب الضالين، و عند ما يكون هذا هو مصير الآل، ترى ماذا يكون مصير نفس فرعون؟ ثانيا: تقول الآية: إنهم يعرضون على النّار صباحا و مساء، ثمّ تقول: في يوم القيامة يكون العذاب أشد ما يمكن. و هذا دليل على أنّ العذاب الأوّل يختص بعالم البرزخ، و هو ممّا يلي موت الإنسان و مغادرة روحه جسده، و يقع قبل يوم القيامة. إنّ العرض على نار جهنّم يهز الإنسان و يجعله يرتعد خوفا و هلعا. ثالثا: إن تعبير ب (الغدو) و (العشي) قد تكون فيه إشارة إلى استمرار العذاب. أو قد يفيد انقطاع العذاب البرزخي ليقتصر على (الغدو) و (العشي) أي الصبح و المساء، و هو الوقت الذي يقترن في حياة الفراعنة و أصحابهم و مع أوقات لهوهم و استعراضهم لقوتهم وجبروتهم في حياتهم الدنيا. و ينبغي أن لا نتعجب هنا من كلمتي (الغدو) و (العشي) فنسأل: و هل في البرزخ ثمّة صباح و مساء؟ لأنّ الصبح و الليل موجودان حتى في يوم القيامة، كما نقرأ في قوله تعالى: “وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَ عَشِيًّا” (مريم 62). وهذا الأمر لا يتعارض مع دوام نعم الجنّة واستمرارها، كما جاء في الآية (35) من سورة (الرعد) حيث قوله تعالى: “أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا” (الرعد 35) حيث يمكن أن تشمل الألطاف الإلهية أهل الجنّة في خصوص هذين الوقتين، بينما تكون نعم الجنّة دائمة باقية. (حاق) بمعنى أصاب ونزل، ولكن احتملوا أيضاً أن يكون أصلها (حق) فتغيرت إحدى القافين فيها إلى ألف فأصبحت (حاق) (يلاحظ ذلك في مفردات الراغب كلمة حاق). ضمناً فإنّ (سوء العذاب) من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف، إذ كانت في الأصل (العذاب السوء). “النّار” بدل عن (سوء العذاب).
 
جاء في موقع الأرشيف العراقي في الدنمارك: نماذج من شهداء عوائل البصرة: قحطان علي فاضل زبون اللامي – تولد 1970/ البصرة / جمهورية استشهد في انتفاضة اذار 1999 علي يد المجرم علي الكيمياوي ن. ض. ممرض سوادي حميد ( مستشفى البصرة العسكري) تولد 1960 أعدم عام 1984 جمال نعمة – تولد 1957 البصرة – جمهورية – أعدم عام 1980 سيد غسان سيد نور الحلو – تولد 1952 البصرة –   جمهورية – اعدم عام 1981 عقيل ابن ملا حميد / تولد 1961 البصرة – جمهورية – أعدم عام 1984 ن. ض. بحري في القوة البحرية بالبصرة سيد حسن قاسم علي الموسوي-  تولد 1950 بصرة- جمهورية / أعدم عام 1980 اسماء عوائل كاملة من الشهداء حزب الدعوة الاسلامية في البصرة عائلة عودة عبد الجليل الحلفي: تسكن البصرة.. الشهداء هم الاخت: سميرة عودة عبد الجليل / تولد 1952.. الاعدام 1982 زوجها: عبد الامير عبد الصمد جازع / تولد 1948. الإعدام 1980 اخوها: زكي عودة عبد الجليل / تولد 1955.. الاعدام 1980 اخوها: بشير عودة عبد الجليل / تولد 1960.. الإعدام 1981 اخوها: فخري عودة عبد الجليل / تولد 1962.. الإعدام 1982 اختها: ليلى عودة عبد الجليل / تولد 1964.. الاعدام 1982 عائلة بيت عفلوك ظاهر/ البصرة.. الشهداء هم عبد الرضا عفلوك ظاهر / تولد  1930.. الإعدام 1982 عبد الحميد عبد الرضا عفلوك ظاهر / تولد 1955.. الإعدام 1983 كريم خير الله عفلوك ظاهر / تولد 1960.. الاعدام 1983 عائلة بنيان البدري / البصرة.. الشهداء هم عبد الامير بنيان البدري / تولد 1984.. الاعدام 1982 عبد الحسين بنيان البدري / تولد 1951… الاعدام 1982 احمد بنيان البدري / تولد 1964.. اعدام 1982 عائلة خيري الموسوي / البصرة.. الشهداء هم خيري احمد جواد الموسوي..الاعدام 1984 مؤيد خيري احمد الموسوي.. الإعدام 1984 جليل خيري احمد الموسوي.. الاعدام 1984 عائلة موزان معتوق النصير / البصرة من سكنه العشار وتم اعدامهم جميعا في عام 1981… الشهداء هم موزان معتوق النصير. الأب علي موزان معتوق.. الابن وسيلة دغيم السالم.. آلام حسين موزان معتوق.. الابن زينب موزان معتوق.. البنت فاطمة موزان معتوق.. البنت عائلة سيد علاوي… البصرة. الجمهورية .. الشهداء هم سيد علاوي.. الجمهورية حي الزهراء.. الاعدام 1982 ناظم احمد راضي الربيعي.. من اقاربه.. الاعدام 1982 عائلة محسن علي السعدي / البصرة .. الشهداء هم قاسم محسن علي  / التولد 1950.. الإعدام 1982 احمد محسن علي / التولد 1958.. الاعدام 1982 الدكتور ماجد محسن علي / التولد 1961.. الاعدام 1980 عائلة عبد الكريم مطلك الزبيدي / البصرة.. الشهداء هم عبد الحميد عبد الكريم مطلك / تولد 1954.. الإعدام 1980 رياض عبد الكريم مطلك / تولد 1963.. الإعدام 1983.
 
جاء في موقع المعقل عن البطاقة الشخصية: • اسم الشهيد: عارف عبد الحسين البصري • تاريخ ومحل الميلاد: 1937/ البصرة • الحالة الاجتماعية: متزوج وله ستة ابناء • تاريخ الاستشهاد وسببه: 25/12/1974، الانتماء لحزب الدعوة الاسلامية. ولادته ودراسته: ولد شهيدنا السعيد في مدينة البصرة ونشأ فيها وكان منذ طفولته يتمتع بحس علمي ويحب مجالس العلماء، وبعد انهاء الدراسة الابتدائية ودخوله للاعدادية بدأ بنشاطاته الإسلامية. العلامة البصري كان يتمتع بشخصية قوية ومرموقة بين الأصدقاء، وكان محترماً من قبل مختلف طبقات المجتمع منذ البداية.. وبعد انهائه للمرحلة الاعدادية سافر إلى مدينة النجف الأشرف ودخل كلية الفقه وكان من الطلبة الممتازين فيها. نشاطه: بعد انهائه الكلية بتفوق وبتشخيص المرجعية الدينية آنذاك، سافر إلى بغداد وبدأ بنشاطه الديني وقام بدور التعليم والتربية، ونتيجة لذلك أصبح مورد اعتماد المؤمنين يحل مشاكلهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وكان له دور فعال في تشكيل جميعة الصندوق الخيري الإسلامي، وقد أصبح لهذه الجميعة بعد توسع نشاطها دور أساسي في تنمية الوضع الاقتصادي للمستضعفين، كما أنشأ مجلة المجتمع الإسلامي التي كانت تصدر عن جميعة الصندوق الخيري. هذا وكان العلامة البصري أحد أعضاء جماعة علماء بغداد والكاظمية الفاعلين في منطقته في الكرادة الشرقية ــ الزوية ــ ومن قادة حزب الدعوة الاسلامية، هذا وقد التزم التدريس في مدرسة الإمام الجواد عليه السلام، بعد ذلك انتقل إلى كلية أصول الدين حيث التزم تدريس العقيدة والنظام الإسلامي فيها. كما قام بتأسيس مؤسسات اجتماعية مختلفة منها.. مراكز طبية، ومؤسسة العون للفقراء، ومؤسسة الأرامل والأيتام، وجمعية تكريم الطلبة المتفوقين، وتأسيس مكتبات في مناطق مختلفة… هذه المشاريع والنشاطات أدت إلى اعتماد المرجعية الدينية في النجف الأشرف عليه أكثر فأكثر، كما أدت في المقابل إلى تخّوف الحكومة البعثية الصهيونية منه، فأخذت تكيد له الفتن لتحول دون هذه النشاطات.
 
قبسات من حياة الشهيد: تظهر حقيقة الإنسان ويتكشف معدنه الحقيقي في أوقات الشدة لا في أوقات الرخاء، واي شدة واي هول ينزل بالانسان وهو يرتقي منصة الاعدام ! ذلك الموقف الذي لا يستطيع ادراكه وتصوره إلا من مر به وعاش لحظاته ودقائقه وربما ساعاته وكأنها رمشة عين يستعرض فيها الإنسان أرشيف حياته من جهة ويرتفع ببصره الى خالقه الكريم، ومن جهة اخرى عسى ان يغيّر الاحوال تارة أو يسهّل عليه أمر الرحيل عن الدنيا ويغفر له ذنبه.وفي هذه المواقف قلّما نجد الثابتين على مواقفهم وكأن شيئا ما كان ولم يكن، من ياسر وسمية، مروراً بحجر بن عدي ووصولا الى شهيدنا المقاوم الشيخ عارف البصري الذي ولد في مدينة البصرة عام (1937م)، وأكمل فيها دراسته الابتدائية والثانوية، ثم أكمل دراسته الاسلامية والجامعية في كلية الفقه في مدينة النجف الاشرف وهو متزوج وله ستة أطفال. أرسله الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره عالما دينيا الى منطقة الكرادة ببغداد، بعدها عيّن استاذا للدراسات الإسلامية في كلية أصول الدين ببغداد. كان الشهيد البصري من الأعضاء البارزين في رابطة علماء بغداد والكاظمية، عمل الشهيد في حقول النشاط الإسلامي المتعددة محاضرا وواعظا ومؤلفا ومربيا وإمام مسجد وصاحب مدرسة في التوجيه والتوعية الاسلامية والاهتمام بشؤون الناس.. في تموز عام 1974م شنت السلطة حملة اعتقالات واسعة جداً بدأت من الحوزة العلمية في النجف الاشرف وطالت رموز وكوادر أبناء الحركة الإسلامية في عموم محافظات العراق، وتحولت مديرية أمن الديوانية إلى مركز تحقيق كبير للدعاة، من قبل المجرم فاضل الزركاني. كانت محنة كبيرة عندما أصدرت السلطة قراراتها الجائرة بإعدام خمسة من قياديي حزب الدعوة الإسلامية في 13/11/1974 وهم: الشيخ عارف البصري، السيد عز الدين القبانجي، الاستاذ نوري طعمة، السيد عماد الدين الطباطبائي، الاستاذ حسين جلوخان. لقد خاطب الشيخ الشهيد رئيس المحكمة العفلقية بالقول: (أبالموت تهددنا؟ أن الطغاة سيموتون ايضا وسيجمع الله بيننا وبينكم) وهذا الموقف ليس بغريب على من خط طريق الرفض بقوله (لو كان اصبعي بعثيا لقطعته). ثم جاءت ملحمة مسك الختام ساعة التنفيذ عندما أمرهم الجلاد بان يتقدموا لحبل المشنقة الواحد تلو الآخر.. فتسابق الدعاة للفوز بالجنة والرضوان وقطع النزاع الشيخ الشهيد وكان اكبرهم سنا بان أخذ يرشح الاخوة بنفسه قائلا: تقدم يا فلان وتقدم يا فلان حتى ختم الملحمة بنفسه وأوقدت هذه الثلة بشهادتها شعلة وضاءة ليس في تاريخ الحركة الاسلامية فحسب بل في تاريخ العراق السياسي الحديث. وتم تنفيذ حكم الإعدام في 25/12/1974م، ليلة 21/ذي القعدة/1394ه

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً