السيمر / الاثنين 28 . 12 . 2015
كاظم فنجان الحمامي
ما الذي جنته الأمة العربية حتى تتآمر عليها دويلة قطر بهذه الأدوات المدمرة ؟، وكيف تحولت هذه الجزيرة الصغيرة إلى بركان يهددنا بأضرار فادحة وأخطار كاسحة ؟، وما سر هذا التكتم الدبلوماسي والتستر الإعلامي، الذي سلكته العواصم العربية المهشمة، ولماذا اختارت الصمت المطبق على الرغم من حجم الدمار الهائل، الذي ألحقته بها حكومة الدوحة، وعلى الرغم من ادراك شعوب تلك البلدان لأبعاد المخططات التخريبية، التي تبنتها قطر في السر والعلن ؟.
مما لا جدال فيه إن الدويلة القطرية المارقة، استطالت أنيابها، وتمددت مخالبها بالطول والعرض، وتكاثرت أوكارها في شرق الأرض وغربها، فكانت هي الحاضنة التي تسللت منها التنظيمات الظلامية الموغلة بصناعة الموت. لكننا لم نسمع ضدها أي صيحة احتجاج، ولم نقرأ أي بيان يشجب تورطها في تعميق بحار الدماء المسفوكة بعبوات النسف، التي ملئت الأرض الممتدة من بغداد إلى طرابلس.
أيعقل إن الحكومة العراقية لا تدري بما ترتكبه ضدنا قطر، أيعقل إن تتغاضى عنها الأنظمة العربية الأخرى من دون أن تعلن عن انتهاكاتها المتكررة ؟، ومن دون أن تتهمها صراحة بتورطها في كل المصائب والنكبات والبلاوي، التي حذفتها علينا حكومة الدوحة المستقوية بقواعدها الأمريكية الجبارة ؟. وهل وصل الغباء بالبلدان الأوربية إلى اليوم، الذي عقدت فيه مؤتمراتها الأمنية لمحاربة الإرهاب برعاية الدويلات المحرضة على العنف الطائفي، وفي رحاب الأنظمة التكفيرية الداعمة للإرهاب ؟.
لا شك إنهم كلهم يعرفون الحقيقة، ويعلمون ببواطن الأمور وظواهرها، لكنهم يؤدون أدوارهم الشريرة المرسومة بحراب الرعب والفزع، ويشتركون مع بعضهم البعض في هذا السيناريو التخريبي، الذي سيعيد المنطقة برمتها إلى عصور الجهل والتخلف، في الوقت الذي تواصل فيه قطر تنفيذ مشاريع التمزيق والتشتيت والتقسيم والتجزئة على الوجه الأكمل، من دون أن يعترض عليها أحد، ومن دون أن يزعجها أحد.
نحن – يا جماعة الخير – نعيش آخر أيامنا على مسافة قريبة جداً من الهاوية، وربما نقف الآن على حافاتها البركانية المميتة، وإلا بماذا تفسرون اندلاع هذه الحرائق، التي التهمت كل شيء في ضواحي المدن العربية (غير الخليجية) ؟، وبماذا تعللون هذا التواطؤ العالمي مع قطر وأخوات قطر ؟.