السيمر / فيينا / الاثنين 13 . 05 . 2019
اياد السماوي
حين وافق الأمام الراحل الخميني العظيم قدّس الله نفسه الزكية على قرار مجلس الأمن الدولي في شهر آب 1988 , كانت هذه الموافقة بالنسبة له رضوان الله تعالى على روحه الطاهرة بمثابتة تجرّع كأس السم , بالرغم من أنّ مصلحة الشعب الإيراني المسلم الذي اشتدّت عليه المؤامرة الدولية تقضي الموافقة على قرار وقف إطلاق النار وإيقاف هذه الحرب التي أخذت منحى آخر تمّثل باستخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع من قبل النظام الصدّامي المجرم تحت مرأى ومسمع مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدّة والهيئات والمنظمات الدولية .. ويا ليت حكّام العرب عندهم ذرّة من الكرامة والشرف وعزّة النفس وتجرّعوا كأس السم مرّة واحدة بعد سلسلة النكسات والهزائم التي منيت بها جيشوهم في حروبها مع الكيان الصهيوني الغاصب والتي ادّت إلى ضياع فلسطين والقدس الشريف .. والأمام الخميني العظيم الذي تتلمذ في مدرسة أبي الأحرار الأمام الحسين عليه السلام يأبى الذّل والخضوع والعيش بهوان , وكأس السم لأهون عليه ألف مرة من العيش بذّل .. وإذا كان مثلكم الأعلى اللعين أبن اللعين صدّام قد قبل العيش بذّل وهوان وسمح لجواسيس أمريكا وإسرائيل بتفتيش غرفة منامه , فلأنّه غرف من مدرسة عفلق ولم يغرف من مدرسة الشهادة والكرامة التي غرف منها الخميني العظيم والقائد الخامنئي . والقول ( أنّ النظام الإيراني محترف في تجرّع السم إذ فعلها الخميني وسيتجرعه الخامنئي بالتفاوض مع ترامب ) , قول لا يقوله إلا حاقد لئيم تشرّب صدّام في عروقه وسرى البعث القذر في شراينه , وهذا النفر الحقود يمّني نفسه أن تذّل إيران الثورة وإيران الإباء والكرامة ويفرض عليها الخنوع والاستسلام كما استسلم بعثهم وصدّامهم لأمريكا وجواسيسها .. فليس غريبا على من كان صدّام مثله الأعلى أن يمّني نفسه المريضة بهذا الحلم وهو يرى إيران الإسلام تلّقن أمريكا درسا في الكرامة وعزّة النفس والدفاع عن حقها في العيش من غير ذّل وهوان .. فكان الأولى بصبيان صدّام وأيتامه أن يثأروا لكرامتهم التي مرّغتها أمريكا بالوحل ويقفوا مع إيران في الدفاع عن كرامة كل المسلمين التي أمعن ترامب وإدارته في هدرها , وليس أن يتّشّفى ويمّني نفسه المريضة أن تتجرّع إيران وشعبها التي وقفت معنا في محنتنا , كأس السم وتقبل بالذّل والهوان .. لكن هيهات ثم هيهات أن يفعلها القائد الخامني ويلتحق بسلمان الذليل .. موتوا بغيضكم أيتام صدّام والبعث القذر .. واعلموا أن إيران العزة والكرامة باقية حتى قيام الساعة .. والدور في تجرّع السم على الحكام العرب إن كانت لهم بقايا كرامة وعزّة نفس وشيء من الإباء ..