السيمر / فيينا / الخميس 19 . 09 . 2019 — منذ ثلاثة أشهر ونحو 130 مصابا بالهيموفيليا من فئة الأطفال والشبان من كلا الجنسين في الديوانية يترقبون بقلق بالغ استلام علاجاتهم المتوقفة، ولكن من دون أي بارقة تنعش آمالهم المحطمة بسبب رعب الاعاقة الدائمة أو الموت في حال استمرار هذا التوقف وعدم وصول العلاجات التي تمكنهم من البقاء على قيد الحياة.
يتحدث المصاب ليث اللامي 17 عاما لــ”ناس”، اليوم (19 أيلول 2019)، ان “العلاج مقطوع منذ ثلاثة اشهر ومنذ ذلك الحين لم نستلم اي كمية منه وهناك مجموعة من العوائل تترقب المصير الذي سيحل بأبنائها من الاطفال بسبب اصابتهم بمرض الهيموفيليا او مايسمى بنزف الدم الوراثي، وهو سيولة الدم وعدم تخثره، اي انه في حال اي اصابة لأي منهم سوف لن ينشف الجرح بسهولة وسيستمر بالنزف”.
واضاف انه “وبسبب هذا المرض لن يتمكن الشخص من المشي لفترة طويلة وستصاب مفاصله بالتورم لو تعرض لسقوط على الارض نتيجة اللعب مع اقرانه او نتيجة حادث بسيط ويمكن معالجة كل ذلك ان توفر العلاج ولكن عدم جدية الوزارة بتوفير هذه العلاجات اثار حفيظتنا واصبحت حياتنا بين يدي كف عفريت”.
وبين ان “هناك انواعا من العلاجات، يطلق عليها العامل الثامن او التاسع وغيرها من العوامل فكل مريض يتم تحديد حالته من خلال التحاليل التي يجريها لمعرفة ما يناسبه من علاج وهذه العلاجات مفقودة في المذاخر الحكومية ولا يتم تجهيزها لمراكز امراض الدم منذ اكثر من ثلاثة أشهر، وحتى ان توفرت في الصيدليات الاهلية فأن اسعارها باهظة ولا نتمكن من اقتنائها او توفيرها لسد الحاجة منها لان اسعارها تتراوح ما بين 2000 الى 6000 دولار، وحسب الانواع والاحجام”.
الشابة شيماء الركابي 18 عاما، اوضحت ان “عددا من المرضى وذويهم في محافظات العراق شكلوا تنسيقية لمتابعة احتياجات المصابين والتواصل مع وزارة الصحة ونواب في البرلمان والبحث عن اسباب انقطاع العلاج، واتضح بعد مقابلة مدير شركة كيماديا، تتمثل بنقص الاموال واسقاط اللوم في هذا الامر على وزارة المالية والتخطيط”.
واشارت الركابي إلى أن “هناك علاج جديد افضل بكثير من العوامل التي نتناولها وسعره انسب من القديم ومع ذلك لاتوجد اي استجابة لمناشداتنا وصرخاتنا ولانعلم في أي لحظة يفتك بنا العوق والذي يؤدي الى الموت مستقبلا “.
بدورهم نظم عدد من المتظامين مع مصابي الهيموفيليا، اليوم الخميس، وقفة امام مركز امراض الدمرفي الديوانية للمطالبة بتوفير العلاجات والعوامل التي تنقذ أرواحهم من هذا المرض الفتاك فيما غاب المرضى عن الحظور بسبب ضعف حالتهم الصحية الحرجة.
يشار إلى أن عدد المصابين بالهيموفيليا في العالم بلغ 400 الف حالة مرضية، تشكل حصة العراق منهم نحو 1346 مصابا بحسب تقرير سنوي لجمعية الهيموفيليا العالمية وبنسبة انتشار 3.7 اصابة لكل 100 الف شخص.
فيما اوضح نقيب الاطباء العراقيين جواد الموسوي، ان اعداد هذا المرض في العراق ارتفعت بنسبة 252 بالمائة اي بزيادة بلغت 84 بالمائة سنويا خلال ثلاث سنوات وهذا ما يستدعي تدخلا عاجلا من قبل وزارة الصحة العراقية وجميع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة للحد من هذا المرض الخطير والذي سيفتك بالمئات من الارواح في حال عدم توفير العلاجات اللازمة.
المصدر / ناس