السيمر / فيينا / الاثنين 28 . 10 . 2019 — مع دخول لبنان غدًا اليوم الثاني عشر للتظاهرات، أطلقت دعوة للطلاب في العراق إلى الإضراب.
إن هذه الدعوات في الحقيقة لها معنى واحد وهي تعطيل العمل والدراسة. في المقابل تواجه حكومة الولايات المتحدة ورئيسها منذ أسابيع استجوابا يمكن أن يورط ترامب في أي لحظة.
في إسرائيل هناك أزمة سياسية لا يمكن لأحد تشكيل حكومة، لكن لا شيء معطل. في العراق ولبنان هناك وعود بالإصلاحات وتتابع وسائل الاعلام تنفيذ السياسيين لهذه الوعود باستمرار لكن الجمهور ما زال في الشارع .
هل في مثل هذه الظروف وفي ظل مثل هذه المقارنة لا يمكن للمرء أن يشك بمؤامرات خارج حدود البلدين؟ اليس مشبوها تطبيق سياسية “المزيد من القتلى” في العراق ومحاولة اظهار الاوضاع وخيمة وغير قابلة للاصلاح وفي نفس الوقت الاصرار على “سقوط النظام” في لبنان ؟
نرى ان اسماء المقاومين العراقيين السابقين والذين كانوا في الخط الاول لمكافحة الدواعش مدرجة في قائمة شهداء وجرحى التظاهرات وفي لبنان يبدو ان البعض لا يريد أن يتذكر إن إسرائيل -العدو القديم- تتربص بلبنان بكامل قواتها المسلحة في الحدود الجنوبية .
وغرد رئيس الوزراء الإسرائيلي الفاشل في تويتر اليوم بسعادة غامرة: يعيش الشرق الأوسط ولبنان والعراق في الوقت الراهن فترة البركان المتفجر.
ربما التذكير بجرائم صدام ضد الشعب العراقي والدمار الناجم عن الاحتلال الأمريكي لهذا البلد الى جانب التذكير بالحروب الأهلية في لبنان وثلاث سنوات من الفوضى الحكومي بامكانه ان يفيد الشباب الأقل اطلاعا على تلك الايام في التمييز بين مثيري الشغب وباقي المتظاهرين. بالطبع ، بشرط أن يتم في الوقت نفسه ملاحظة هذا السؤال المهم: لماذا الولايات المتحدة وإسرائيل هادئتان للغاية؟
يحرص ترامب بشدة على إيجاد طريقة للهروب من الاستجواب مع الاستمرار في جمع الأصوات للانتخابات المقبلة (ضع في اعتبارك الإعلان عن مقتل البغدادي ).
ورد اليوم في الاخبار : ان المحادثات الأميركية السعودية بشأن الطاقة النووية تسير بنجاح ! كما افادت التقارير عن نشر 3 الاف عسكري امريكي في السعودية وتزويد الرياض مجددا بالأسلحة.
اليست كل هذه الامور غريبة؟ يجب أن يظل العراق ولبنان غير آمنين ومضطربين حتى تنعم الولايات المتحدة وإسرائيل وشركائها الإقليميين بالهدوء والسلام.
المصدر / العالم