السيمر / فيينا / الثلاثاء 21 . 01 . 2020 — خاض المرشح محمد توفيق علاوي مباحثات مع الكتل السياسية طويلة ومعقدة ،
وكانت نتيجتها انه رفض تماما اي ضغوط بتعيين بعض مرشحيهم في مناصب في
الحكومة ووزراء و و و ووو.
وكان صلبا في جوابه القاطع :
(( انا لا أنفعكم بتعيين اي من مرشحيكم ولا يمكنني ان افعلها والا لماذا
التغيير ، وأفضل الانسحاب وااتوا بمرشح اخر يستطيع عمل ذلك ويتحمل
المسؤولية .))
وبعدها قرر الانسحاب تماما من الترشيح وترك المجال الى مرشح اخر .
هذا لغاية يوم الاحد الماضي ( ١٩ / ١ ) وقرر السفر الى بيروت لبعض العلاجات الصحية والابتعاد عن الكتل السياسية .
وصل بيروت يوم الاحد مساء .
في اليوم التالي ( يوم الاثنين ٢٠ / ١ ) عصرا اتصل به فخامة رئيس الجمهورية وأبلغه بما يلي :
– تم حسم الامور مع الكتل السياسية ولم تتبقى اي مشكلة .
– سيتم الإعلان رسميا عن التكليف هذه الليلة ( الاثنين مساء )
– عليك التوجه فورا الى مطار بيروت حيث ارسلت اليك طائرة خاصة عراقية (
تنتظرك ) الى بغداد حيث يجب ان تكون هنا خلال ساعتين ونصف في القصر
الجمهوري لإعلان التكليف .
وفعلا امتثل الرجل الى كلام فخامة رئيس الجمهورية ، ووصل بغداد وتوجه بشكل مباشر الى القصر الجمهوري .
وهناك تفاجأ بوجود ؛ الدكتور نصار الربيعي ، والسيد امير الكناني بطلبه الى
اجتماع جانبي خاص ، استمر لوقت طويل جدا ، خرج منها محمد علاوي ، بوجه
الهاديء المبتسم دوما ولكن بامتعاض شديد وخيبة أمل .
حيث أعيدت عليه الإملاءات بفرض شروط تعجيزية ( في اللحظات الاخيرة من التكليف ) وتعيين شخصيات في الحكومة .
و محمد علاوي كرر في الاجتماع موقفه الصامد برفض جميع مرشحي الكتل السياسية
للحكومة وانه تعهد للجميع بحكومة مستقلين ١٠٠٪ ويكون مسؤولا امام الجميع
عن هذه الحكومة بكل ما لها و ما عليها .
وبقي محمد علاوي صلبا امام هذه الضغوط . وانسحب من الاجتماع .
حينها كان فخامة رئيس الجمهورية جاهزا للإعلان عن تكليف محمد علاوي لتشكيل
الحكومة . وينتظر . رفض محمد علاوي التكليف بهذه الشروط وخرج من القصر
وتوجه الى بيته .
علما بان فخامة رئيس الجمهورية سيتوجه هذا اليوم الى اجتماع دافوس حيث لديه برنامج اجتماعات مع قادة العالم ولا يستطيع تأجيل هذه الاجتماعات . وتأجلت قضية التكليف لما بعد عودة رئيس الجمهورية ( الا اذا حصل تطور مفاجئ اخر لا نعلم به ) .
هذا ما حدث ليلة امس وشكل بالحقيقة صدمة كبيرة للشعب العراقي ولبقية الكتل السياسية التي اتفقت مع المرشحين بان لا تقدم اي مرشح لهذه الحكومة وتترك الامر الى رئيس الوزراء ليشكل حكومته المستقلة ويتحمل مسؤوليتها وهكذا يريد الشارع العراقي ومن أجل هذا انتفض الشارع وقامت الثورة ، لا من اجل تغيير الاسماء وابقاء الوضع عما هو عليه .
المصدر / تسريبات نيوز