الرئيسية / مقالات / في ذكرى رحيل سيد الكونين

في ذكرى رحيل سيد الكونين

السيمر / الأربعاء 09 . 12 . 2015

د . يوسف السعيدي

ها هو قلمي مرة أخرى يشق دروبه عبر سطور الصفحات ..مهرولاً أمام فؤادي الذي يكابد أمراً مهولاً…وسويداء القلب اكتوت بنار شب لظاها …ودموع
جرت دماً..مطرقة خجلاً وهي تنازع مع الروح حزناً ..مع هتاف من بقايا امة تنتحب لوعة..برحيل سيد الكونين..وخاتم الأنبياء والمرسلين..ذلك الرحيل الذي ابكى عيون الوحي ..وملائكة السماء وزمزم والصفا اخط بقلمي هذا حروف عبرتي ..وكلمات مهجتي ..وسطور مقلتي..وصفحات صرختي …وأنا اخط بهذا اليراع المفجوع وقد ماج حبر الكتابة دما ارتمى على سطور الزمان ..واحرق حشاشات الفؤاد ..بالحسرات واللوعة ..مغالباً ضجج الورى ..وهاملات العيون ..التي تحدو ركبها آهات ..وأقدار ..تنعى رحيل المصطفى ابا الزهراء(ص) …
رويدك أيها القلم الحزين ..رويدك علي ..ها هو ناعي الموت جاءك ينعى ..يناجيه نشيج الأسى ..ويتبعه أنين قلبي المفجوع ..المختلط بلهاثي الجريح وأنفاسي ألمقطعه ..والوعتاه واحر قلباه…رحيلك سيدي أورى فؤادي وأجرى مني عصي الدمع..وسهام المنون اخفت عني شعاع البدر الرسالي وغطت فواجع البين المحيا المحمدي..والالق ألملكوتي …أتراك يا قلمي قادرا على وصف ما جرى وما أصاب عترة الزهراء ؟؟ سيدي يا رسول الله انتحب عليك في هذه الدار وتلك الدار وقد أوريت قبساً لقابس آلاء الله ..ورحيلك أوقد أحشائي نيراناً وقلبي التهب بجمرة الحزن ..يكابد مع قلمي نداء الدموع إذ جار الدهر علينا في غمرات المصائب والرزايا ..الدهر الذي اقبل ينعى متعثراً يندب الرحيل الأخير ..يرقب قلمي الذي أحاطه الحزن وأسكته النحيب وغمره موج الأسى وارق الجفون ..واحرقته لهفة الوجد والفراق..
مهلك علي أيها القلم المتهاوي في دروب الأحزان وأنت تحاول أن تغذ السير فوق سطور هذه الصفحات ..وأنا معك …أنوح..بدمع ينزف…على مصاب آل الرسول (ص) ومع هذه السطور التي ساورتها المصيبة وظللتها الرزية…وتعكزت عليها هموم الكلمات ..أوشك أن ارفع صحائفي هذه اللحظات قبل أن يجف قلمي …لوعة…وألما ً ..وحزناً…وإجلالا…وهيبة…لرحيلك يا أبا الحوراء الانسيه…وصلى الله عليك وسلم يوم ولدت ويوم رحلت إلى الرفيق الأعلى…ويوم تبعث حيا…والحمد لله رب العالمين…