السيمر / الأربعاء 23 . 12 . 2015
أنور السلامي
لبلدٌ انهار جميلة ممتدة من الشمال إلى الجنوب, مياهها عذبه وغنية بثرواتهما بين حيوانية ونباتية وطاقة كهربائية, يا ترى من غيرهما دجلة الخير والفرات العذب,لا نظير لهما في بقاع الأرض, ولكن أبنائها عطشا ليس هذا غريب..؟ بل أعجب العجاب..! وكذلك فيه النفط, ولكن أطفاله عرايا..؟
يحاول الخيرون والصادقون من أبناءْ, وقادة هذا الشعب, كلٌ حسب اختصاصه إدارة عجلة الحياة من جديد, وتجاوز هذه الأزمات, قبل حصول ما قد يٌخاف عليه من نتائج, قد تٌغير مسار العراقيين إلى محطات متفرقة بعيدة واحدة عن الأخرى , مترامية عن بعضها البعض.
وادي الرافدين يحمل اسما على غير مسمى, وكأنهما عاجزين, عن تقديم قطرة ماء نقية لطفل عراقي واحد, أصاب الرافدين الحزن والهلع, لأنهما انحسرا في زاوية النسيان, ولم ينحسرا عن العطاء المستمر, إنهما يبحثان عن مْن يخرج كنزهما لأبناء هذا الشعب.
النفط حزين هو الآخر, لم يستطع إن يكسي يتيم واحد من يتامى الحرب العادلة, ضد قوى الشر والظلام , التي ابتدأت بالقاعدة, ثم خلعت جلدها لتكون داعش, ثم ماذا بعد..؟ لا يخفى على الجميع, القادم أسوء من داعش وأخواتها, وعيّن اليتامى على دولة المؤسسات التي تضمن حقوقهم المعطلة.
هي دولة النزاعات ودولة الأزمات ودولة الشهداء..! سمّها ما شأت بأي وصف تحب وتختار, هل هي قادرة على تجاوز محنتها, ولملمة جراحها, رغم إن بعضها عميق جداً, والإصلاحات خجولة جداً,وما تحقق لا يكاد يشفي العليل, لان هناك ضغوط داخلية وخارجية تعرقل الإصلاحات.
الأسباب كثيرة والأخطاء كبيرة, والمواجهات عنيفة, وعدم وجود الغاية النبيلة من قبل بعض الساسة المحسوبين على العملية السياسية, وخلاف ذلك يوجد لدى البعض من كان يبذل جهدا كبيرا, أنٌجز على أثرها, بعض الإصلاحات , وكان دافعه النوايا الطيبة.
يبقى الأمل , هو الدافع الأكبر, رغم أن بعض من تسبب بالأزمات لا زال حاضرا ومؤثرا بالعملية السياسية المتلكئة, قد لا نقطف تمارها هذا الصيف, ولكن الإرادة موجودة, لتحقيق ما عجزوا عنه بالسابق, وإقامة دولة مؤسسات, رغم انف كل من حاربها.