الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / انتفاضة آذار: البعث اعدم اشخاصا بالسيف وهدم بيوت المنتفضين

انتفاضة آذار: البعث اعدم اشخاصا بالسيف وهدم بيوت المنتفضين

متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الخميس 17 . 03 . 2016 — تمر ذكرى انتفاضة آذار من العام 1999 , على العراقيين, وبعد مايقارب العقدين من الزمن, بشعور ملؤه الألم واستذكار الشهداء الذي قدموا دمائهم فداءاً للوطن, وإعلاءاً لكلمة الحق أمام ما يصنف بأعتى طاغية عرفه التاريخ الحديث, ولقرب الحادثة على المستوى الزمني, فقد بقيت تفاصيلها عالقة في أذهان الكثيرين منهم, كمشاركين فيها أو شهود عليها.
ويعلق الأكاديمي جابر خليفة, والذي في عقده الرابع حينها, على الحادثة بأنها مثلت الشعور الكامن من الشعب تجاه الطاغية, وخصوصاً في مناطق الفرات الأوسط والجنوب, حيث اتقدت شعلتها في البصرة التي سيطر منتفضوها على المحافظة لمدة 24ساعة.
ويضيف خليفة لـ”عين العراق نيوز”, ان “الانتفاضة انطلقت بعد مايقارب 17 يوماً من استشهاد المرجع الديني محمد الصدر, الذي أعدمه النظام السابق, ما ولد شعوراً عميقاً بالظلم, أدى في النهاية الى اشتعال الانتفاضة الشعبية”, مشيراً الى ان “الثقل الاكبر لها كان في محافظة البصرة, أقصى الجنوب, حيث سيطر المنتفضون على المحافظة بالكامل لمدة 24 ساعة”.
ويشير الأكاديمي, ان ” النظام عمل على قمع الانتفاضة وتشويه صورتها من خلال اتهام المنتفضين بالتسلل من خارج العراق, لخلخلة أمنه, خصوصاً وانها أتت بعد سنوات من الحرب الايرانية العراقية”, منوهاً الى ان “المحافظات عاشت بعد قمع الانتفاضة موجة اعدامات كبيرة, وهدم بيوت المشاركين فيها”.
وعن رد فعل النظام, أفاد خليفة ان “عناصر حزب البعث وقوات أمنية خاصة قامت باعدام الشباب المشاركين وغير المشاركين علانية, بالسيف, وبدون محاكمات أو تحقيق معهم”, لافتاً الى ان”الأيام التي تلت الحادثة كانت أيام رعب بالنسبة للشباب, وللأهالي, حيث هدمت الكثير من البيوت بالجرافات والسيارات الثقيلة انتقاماً”.
ومن جانبه أكد أمين عام حزب الفضيلة في البصرة عدي عبود , ان “الانتفاضة لازالت مظلومة على المستوى الاعلامي والسياسي على الرغم من اهميتها في بيان الموقف الشعبي من الطاغية, مرجحاً ان يكون سبب الاهمال راجع الى النفس الموجود لدى بعض الاحزاب بشأن مجاهدي الداخل والخارج, فيما أشار الى ان محافظة البصرة شيدت نصباً تذكارياً للانتفاضة في العام 2005 لازال شاهداً على الحادثة.
وقال عبود لـ”عين العراق نيوز”, ان “استشهاد الشهيد الصدر الثاني خلق جيلاً واعياً من الشباب ساهم بشكل رئيس في انطلاق الانتفاضة, التي كان من المفترض ان تقوم ليلة استشهاده برفقة نجليه, لكن أموراً تنظيمية ساهمت في تاجيلها”, مشيراً الى ان “الانتفاضة كشفت عن خواء النظام البعثي آنذاك, الذي عمد بعدها الى تصفية الكصير من الشباب المجاهد”.
وأضاف ان “الانتفاضة لازالت الى الان مظلومة, وهو قصور يتحمله الجميع, على الرغم من كونها شكلت انعطافاً مهماً في علاقة الشعب بالسلطة, وكشفت عن الرفض الشعبي”, منوهاً الى انه “على الرغم من كون بعض الجهات السياسية سعت الى تثبيت الانتفاضة لدى الحكومة”, الا ان “الحساسية بين مجاهدي الداخل والخارج لدى البعض, قد تكون سبباً في عدم الاهتمام بها”.
كما وأوضح عبود, والذي كان قد تخرج قبل الانتفاضة, انه “بعد الانتفاضة دخل الشباب المجاهدون مرحلة جديدة من السفر بين المحافظات وعدم الاستقرار, حيث كانت مجرد طرقة على باب المنزل تمثل ايذاناً بالاعدام, نظراً للقسوة التي قابل بها النظام السابق الحركة الشعبية”, فيما أشار الى ان “محافظة البصرة كانت قد شكلت مركز الانتفاضة, وقد قامت بتشييد نصب تذكاري يؤرخها في ساحة الطيران بالمحافظة, يحمل أسماء العديد من الشهداء لتخليدهم”.
ومن جهته قال حزب الفضيلة الاسلامي، ان انتفاضة عام 99 شكلت الهزة الاخيرة لعرش النظام الطاغوتي، حيث سطرت الدماء الزواكي في ليلة السابع عشر من اذار أروع صفحات البطولة وأكثرها أشراقا.
وذكر الحزب في بيان رسمي اصدره اليوم وتلقته “عين العراق نيوز” بمناسبة ذكرى انتفاضة الـ 17 من اذار، اننا “نحتفي في مثل هذا اليوم بتوثيق واحدة من الصفحات المشرقة في تاريخنا المعاصر, لم يتم الاحتفاء بها سابقا بما تقتضيه من التقدير والاجلال ، تلك الصفحات التي سطرها العراقيون بالدماء والدموع وعاشوا لحظاتها سنينا من القلق والخوف والترقب ، خصوصا في ذلك المقطع الزمني الذي عاصر نهضة سيدنا الشهيد الصدر الثاني (رضوان الله عليه) حين ارتفعت وتيرة المواجهة مابين الشعب المظلوم مع النظام الصدامي فلم يعد في حساباتنا (أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا)”.
واستعرض الحزب الحادثة بأن “كثيرين توهموا أن السيد الصدر كان يستقوي بهم في مواجهته مع النظام ، ولم يغادروا الوهم الا ليلة استشهاده حين انكشف للجميع أن تلك الملايين انما كانت تستمد عزيمتها منه، وفي تلك الليلة قررت مجاميع من ابناء السيد الصدر تنفيذ عملية عسكرية تهدف لاسقاط النظام الاستبدادي”.
وأشار الى ان ” الانتفاضة الباسلة قد شكلت الهزة الاخيرة لعرش النظام الطاغوتي وسطرت تلك الدماء الزواكي في ليلة السابع عشر من اذار أروع صفحات البطولة وأكثرها أشراقا، وأنه لمن دواعي الشرف العظيم ان نجد أنفسنا نعمل برفقة مجاهدي انتفاضة اذار ٩٩ الى يومنا الحاضر، بل ونجد الكثيرين منهم مازالوا محافظين على خُلق الفرسان وعفتهم”.
ولمّا كان ذراع الطاغية, علي حسن المجيد لا تقصر في جريمة, فقد أرسل الى البصرة لقمع الانتفاضة على راس قوة كبيرة من العسكريين, أثبتوا وحشيتهم في انتهاك حرمة المنتفضين ونثر دمائهم في الشوارع وتشريد أهاليهم, حيث كان قد جربه في العام 1988, وفي اليوم ذاته في ضرب حلبجة بالسلاح الكيمياوي.
واستذكاراً للمنتفضين في اذار تلا النائب عن محافظة البصرة ،جمال المحمداوي في جلسة اليوم بالبرلمان بيانا اشار فيه الى ان ليلة السابع عشر من اذار سطرت فيها الدماء الزواكي أروع صفحات البطولة.

http://https://www.youtube.com/watch?v=Vj2dnZ4CsMs&feature=youtu.be

وقد أدت الأحداث المتسارعة آنذاك الى قمع الانتفاضة, لكنها لم تستطع اسكات صوت الشعب الذي ظل يتحين الفرص للإنتقام, حتى سقوط النظام عام 2003, من خلال تشكيلات جهادية سرية قادها مناضلون, تعرض الكثير منهم الى الاعدام, وبقي آخرون, ليشهدوا سقوط صدام, بعد حقبة قاد فيها البلاد الى انتكاسة الى أخرى, لتبقى آثارها جلية حتى اليوم

اترك تعليقاً