متابعة السيمر / الأربعاء 29 . 06 . 2016 — يدين تنظيم داعش لمعلمه الأول ,تنظيم القاعدة, في اكتساب ثقافة التفجير الانتحاري, كون الأخير قد عرف خلال سنوات نشاطه, والتي لازالت مستمرة ولكن بشكل أقل, بالتفجيرات الانتحارية وتجنيد العشرات من مختلف الجنسيات لهذا الغرض, معتمدين على أكثر من وسيلة لعل أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي والدعوة المباشرة عبر المراكز الدينية للجماعات المتشددة.
التنظيم الذي أعلن نفسه “دولةً” في مناطق من العراق وسوريا منذ العام 2014, طوّر من امكانية استغلال الانتحاريين كثيراً, حتى صار يجند الاطفال واليافعين, وهو يعدهم بما تطيب له انفسهم من ثواب ومصير. حيث بلغ عدد الانتحاريين شهر نيسان الماضي وحده 79 انتحارياً, في كل من العراق واليمن وليبيا وسوريا.
عراقيون, وعرب, واجانب من مختلف الجنسيات, اجتمعوا على مبدأ التفجير الانتحاري بقناعة تامة, وهم يلفظون “التكبيرة” الأخيرة في حياتهم, كما لو انهم ذاهبون في نزهة, قبل ان يسقطوا العشرات بين شهيد وجريح, ويسيلوا الدماء, كل هذا بسبب اختلاف العقيدة معهم, واعتبار من لايدين بدين التنظيم كافراً.
وبين من يتهم التنظيم بتخدير انتحارييه, وغسل ادمغتهم, وآخر يقول بان الانتحاري يتم فعلته عن دراية واصرار, لكونها عقيدته وإيمانه المطلق, ينكب متابعون على فهم السبب الكامن وراء هذه القناعة, وأعداد الانتحاريين, وجنسياتهم من خلال احصائيات مفصلة.
من أين يأتي التنظيم بالانتحاريين؟
درج تنظيم داعش على استغلال كافة الطرق الممكنة لتجنيد مقاتليه, حيث نشط على مواقع التواصل, وخصوصاً تويتر, وانتشر في المناطق الاكثر تعصباً وتطرف, ما أدى الى تأسيس تشكيلات انتحارية أطلق عليها “لواء الانتحاريين” والانغماسيين, أسهمت بتزويد التنظيم بالمئآت منهم.
ووفقا قناة روسيا اليوم, فإن التنظيم استطاع خلال مدة قصيرة, استقطاب 300 تونسي, و2500 سعودي, ومايقارب الـ1500 مغربي, بالنسبة للدول العربية, أما من الدول الاوربية والاسيوية, فقد استطاع تجنيد 1200 فرنسياً, و600 ألماني, و500 باكستاني, حملوا السلاح الى جانب مقاتلي داعش من الجنسيات الأخرى, في العراق وسوريا.
وفي شهر ايار الماضي, ارتفعت العمليات الانتحارية الى 81 عملية, من مختلف الجنسيات, وفي خمسة دول بعد أن اضيفت نيجيريا الى قائمة العراق وسوريا واليمن وليبيا, قام بها 148 انتحاري بتفجير أنفسهم, بحسب احصائيات رسمية.مارفع الاحصائية الى 227 انتحارياً خلال شهرين فقط.
وقد انقسمت الهجمات, في العراق فقط, الى “انتحاري بحزام ناسف (انغماسي), 22 عملية باستخدام 60 انتحاري, وانتحاري بسيارة مفخخه 26 عملية, بأستخدام 32 انتحاري”, فيما كانت جنسيات الانتحاريين بصدارة عراقية بلغت 45 انتحارياً, و4 طاجيكيين, وثلاثة سوريين, وتونسيين اثنين, وانتحاري واحد لكل من ايران والمغرب والسعودية, بالاضافة الى 28 من مجهولي الهوية.
نساء التنظيم
والى جانب الرجال, جند التنظيم النساء ليكونن عوناً له في المعارك التي يخوضها, الى جانب حاجته في التعبير عن نزواته التي غالباً ما يعبر عنها بشكل وحشي, حيث جاءت اعترافات نساء شاركن التنظيم لتكشف عن حقائق صادمة, تطابقت مع سياسة التظيم التي انتهجها في القتل والترويع, حتى وصل الحد به الى اعادة فتح أسواق النخاسة, لكن مشاركة النساء في الهجمات الانتحارية لم يكن لها وجود, ربما لانه استغلها في جوانب اخرى.
وتتصدر الجرائم المتعلقة بالاعتداء الجنسي ممارسات مقاتلي داعش بحق مئات الأيزيديات، فأغلب اللواتي اختطفهن التنظيم المتشدد كـ(سبايا) تم اغتصابهن أو تزويجهن قسرا، وأكثر من ذلك تبادلهم مقاتلو داعش كـهدايا لإشباع رغباتهم الجنسية، وتم بيعهن في أسواق النخاسة.
كما وجند التنظيم المئات من النساء العربيات الاوروبيات ممن يجدن في التنظيم تعبيراً مناسباً عن جنوحهن النفسي والاخلاقي, حيث انتشرت قصص مثل مارلين السويدية ذات الـ15 عاماً, التي غادرت بلادها برفقة “جهادي” وقد حملت منه, نحو العراق. بالاضافة الى تارينا شاكيل البريطانية, ذات الـ26عاماً التي أدينت بواسطة محكمة بريطانية, بتهمة الالتحاق بتنظيم داعش.
وقد عملت نساء التنظيم في وظائف شتى مثل مايعرف بـ”العضاضات”, ودوائر الحسبة, والدوريات التي تطبق الزي الشرعي على نساء المدن التي يحتلها داعش.
داعش يكفّر الجميع
يستقي التنظيم الارهابي تعاليه الشرعية من مذاهب “اسلامية” كالوهابية, وبعض العلماء المتعصبين من السلفية, حيث كفّرت هذه المذاهب, مذاهباً أخرى من الدين نفسه, ناهيك عن الديانات الاخرى كالمسيحية والصابئة والايزيديين, وقد حلل التنظيم وفق هذا التكفير دم ومال ونساء المختلفين معه.
وقد استغل التنظيم, التكفير, في السيطرة على عاطفة مقاتليه ودفعهم نحو تحقيق مآربه, معتبراً القتل نصرة للدين, والقيام به مرضاة لله ورسوله, هادفاً بذلك الى تقسيم العراق لثلاث دول, دولة كردستان، الدولة الشيعية بالجنوب، الدولة السنية.
ويشار الى ان التنظيم قد انحسر بشكل كبير بعد امتداد القوات الامنية المشتركة للسيطرة على مناطق شاسعة كان يسيطر عليها, آخرها الفلوجة. لكن الولايات المتحدة أعلنت ان القضاء عليه قد يتطلب سنوات اخرى, نظراً لتثبيته جذوره في الموصل التي يسيطر عليها منذ سنتين, وسيطرته على السلاح الموجود فيها, في حين يؤكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ان “العام 2016 سيكون عام القضاء على داعش في جميع اراضي العراق”.
وان نيوز