السيمر / السبت 06 . 08 . 2016
نـــــــــزار حيدر
أَوَّلاً؛ انّ إِسْتِخْدامِ الارهابيّين للسّلاح الفتّاك المحرّم دوليّاً دليلٌ على إِنهيارهِم وهم يخوضونَ معاركهِم الأَخيرة سواءً في الْعِراقِ او في سوريا.
فمنَ الواضحِ فانّ (المقاتل) لا يستخدم مثل هذه الأسلحة في بدايات معاركهِ وحروبهِ لما تُسبّب لهُ من إِحراجٍ دوليٍّ وإِدانةٍ عالميّةٍ وفضيحةٍ مدوّيةٍ، وانّما يستخدمها في معاركهِ الاخيرة عندما يشعر بهزيمتهِ او انهيارهِ، وعندما يُحاصَر! كما فعل مثلاً نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين عندما استخدم السّلاح الكيمياوي في حلبجة الشهيدة او ضدّ قوات فصائل حركة المعارضة التي كانت تُقاتل ضدّهُ في مناطقَ عديدةٍ في كُردستان بالاضافة الى استخدامِها ضدّ القوّات الإيرانية، فلقد استخدمها الديكتاتور في الأشهر الاخيرة من الحرب العراقيّة الإيرانية عندما شعر بضعفِ قوّاتهِ وانهيارِ القيادة العسكريّة، فالسّلاح الفتّاك المحرّم دوليّاً هو القشّة التي يتشبّث بها المهزوم وخشبة النّجاة التي يمتطيها المُنهار في ساحة المعركة لإنقاذ نَفْسهِ ومواجهةِ الهزيمة.
انّنا نقف اليوم أَمام استحقاقات معارك التّحرير الاخيرة في الحرب على الارهاب، والتي ستنطلق قريباً باذْن الله تعالى في معركة تحرير الموصل الحدباء، وكلّنا نعرف مدى الخسائر الكبيرة التي مُنِيَ بها الارهابيّون سواء في العراق او في سوريا على حدٍّ سواء، جرّاء الضَّربات الجويّة التي يوجّهها لهم نسور الجوّ الأبطال في قوّاتنا المسلّحة الباسلة الى جانب عمليّات القصف الجوّي التي ينفّذها الحُلفاء، بالاضافة الى الانتصارات الباهرة التي تحقّقها قوّاتنا المسلّحة بمختلف عناوينها وأسمائها وتشكيلاتها، ولذلك فليس مستبعداً ابداً ان يلجأ الارهابيّون للقشّة في نهاية المطاف!.
انّ كلّ ذلك أصابَ الارهابيّين في مقتل ما أَنتجَ انهياراً واضحاً في صفوفهم ومعنويّاتهم إِنعكس على شكل تصفيات جسديّة في صفوفهِم بذريعة تصفية العناصر الخائنة او الضّعيفة او المدسوسة او ما الى ذلك من العناوين التي تدلّ على الهرج والمرج الذي أَصابهم!.
ثانياً؛ لا أَستبعد ان يستخدم الارهابيّون السّلاح الفتّاك في معركة تحرير الموصل كطريقةٍ للردّ على تقدّم القوّات العراقيّة الباسلة، ولذلك فانا أَدعو أَهلنا في الموصل الى التحرّك بسُرعةٍ والتّعاون مع قوّاتنا الباسلة بأية طريقةٍ من الطّرق للتّسريع في عمليّات التحرير لانّ تأخّرها وإطالة أمدها يضرّ بهم أَولاً ويعرّضهم لمخاطر عديدةٍ.
عليهم ان يجدوا الطّريقة او الطّرق المناسبة لاختصار زمن التّحرير ما أمكنهم فالوقت ليس لصالحهِم أَبداً.
ثالثاً؛ من جانبِها، فانّ على مؤسسات الدّولة العراقيّة المعنيّة في عمليّات تحرير الموصل تحديداً إعداد كلّ ما هو لازم وضروري لمواجهة مثل هذا الاحتمال اذا ما استخدم الارهابيّون السّلاح الفتّاك المحرّم دوليّاً سواء ضد الأهالي العُزّل او ضدّ قطعات الجيش العراقي، للتّقليل من أَثرها السّلبي سواء على الأرواح والبيئة أَو على سَير العمليّات العسكريّة على الارض.
كما ينبغي على المؤسّسات المعنيّة التحرّك دوليّاً، سياسيّاً وديبلوماسياً وحقوقياً، لتثبيت كلّ الحالات التي تتعرّض فيها مناطق النّزاع للسّلاح المحرّم دوليّاً، لإدانة الارهابيّين على هذا الصّعيد، فلا ينبغي ان تمرَّ مثل هذه الحالات الخطيرة بلا ايِّ تحرّكٍ دوليٍّ سواء على المؤسّسات والمنظمات الدّولية وعلى رأسها مجلس الامن الدّولي او على بقيّة المنظّمات الحقوقيّة الأُخرى، كما حصل بالنّسبة للحالات السّابقة خلال الأشهر الاخيرة عندما تعرّضت عدّة مناطق في العراق، وخاصّةً المناطق التي تقطنها الاغلبيّة التركمانيّة، لقصفٍ بالسّلاح المحرّم دوليّاً والغازات السامّة.
رابعاً؛ ان الارهابيّين يريدون ان يبعثوا برسائلَ عدةٍ عندما يستخدمون الأسلحة المحرّمة دوليّاً، واحدة من هذه الرّسائل موجّهة الى المجتمع الدولي مفادها انّ مَن يقدر على استخدام هذا النّوع من السّلاح في سوريا او العراق قادرٌ على استخدامها في دول المنشأ، وهي كلّ الدّول التي ينشط فيها الارهاب بمن فيها الولايات المتّحدة الاميركيّة وأوربا وغيرها، ولذلك ينبغي على المجتمع الدّولي ان يتحمّل مسؤوليَّتهُ كاملةً للحيلولة دون وصول هذا النّوع من السّلاح بيد الارهابيّين في العراق وسوريا تحديداً.
على المجتمع الدّولي ان يُمارس أَقصى واشدّ انواع الضّغوط وبكلّ اشكالِها على نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديداً، منبع الارهاب في العالم، وفي قطر لقطعِ وايقافِ كلّ انواع الدّعم المالي والاعلامي الذي لازال يتلقاهُ الارهابيّون منهم، والذي يمكّنهم من الحصول على ما يُريدون ومن ذلك السّلاح الفتّاك، وستعترف واشنطن وحليفاتها في نهاية المطاف بأَنَّ ما يسمّى بالمعارضة المعتدلة في سوريا هي أُكذوبة ليس الّا فليس فصيلٌ من كلّ هؤلاء المقاتلين في بلاد الشّام هدفهُ إقامة الديمقراطيّة في البلادِ أَبداً!.
إِنّهم كلّهم قطّاع طرق وأَصحاب سوابق وإرهابييّن وقتلة ومجرمين وذبّاحين لا يؤمنون لا بالدّيمقراطيّة ولا بأدواتِها ولا بحقوقِ الانسان ولا هُم يحزنون!.
إِنّهم تجّار حروب يعتاشون على الدّماء ويقبضون على إِزهاق الأرواح والأنفُس البريئة وعلى تدمير البلد وتهجير الأهالي!.
ليفِق المجتمع الدّولي قبل فواتِ الأَوان، فالإرهابُ يقفُ على أبوابِ عواصمهِم!.
أَتمنّى ان تكون الجرائم الارهابيّة الأَخيرة التي ارتكبها الارهابيّون في عدّة دول في العالم كافية ليستفيقَ المجتمع الدّولي من غفوتهِ ويتبنى الحقيقة! وكذلك الرّأي العام من غفلتهِ