السيمر / الجمعة 07 . 10 . 2016 — (من حقول تجاربي في الحياة ) كتاب للأديبة اسبرانس كوهين من منشورات رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
تناولت قبل ايام كتاب السيدة اسبرانس لكسر حاجز العزلة التي كنت فيها مجبرة لا مخيرة لاداء امتحانات تتعلق بالهندسة ذلك الشريك المنغص للأدب , و قد وجدتُ الكاتبة بأنها (صندوق حكايات الدنيا ) , كتابها عبارة عن قصص قصيرة من وحي تجارب حياتها و عملها , تسرد حالات انسانية و تتغلغل الى كيمائية النفس البشرية و تقود القاريء بعقلية باحثة اجتماعية متخصصة الى مكامن الحلول دون ان تقحم النصح او تلوح به كمطرقة , لها لغة سرد و اسلوب ينم عن عشقها و ولعها باللغة العربية و عن ثقافة عريضة واسعة يشي بذلك كله عذوبة مفرداتها و تهذيب اختياراتها ولو صبرت على هذه اللغة اكثر بدل ان تنهي قصصها احياناً بشكل مباغت وعلى عجل وكأنها تفاجأت بزيارة ضيف لحظة كتابتها للنص او كأنها تتخفف منه لتبدأ قصة جديدة
الكاتبة امرأة خبرت الحياة تدُهش ولا تندهش , ما ترويه في قصصها و معرفتها بنوائب الدهر و مصائبه دليل سعة تجاربها و عمق تجربتها لتصنع منها امرأة حكيمة , اظنني لن افاجئها اذا ما جئتها قائلة بأنني قتلت جاري بسكين مطبخ , لها صبر و دراية عمق لنوائب الدهر لذا فأنك بين ايدي امينة منصفة ان شكوت لها حالك
اسبرانس كوهين هي اول أديبة عراقية يهودية نزحت من العراق , شقيقة البروفسور الاديب الباحث شموئيل ( سامي ) موريه , احبت الادب العربي في بيت والديها اللذين كانا خريجي مدرسة الاليانس الفرنسية ويحسنان من اللغات العربية والانكليزية والعبرية والفارسية , وقد خُطبت في سن مبكرة وشرطت على خطيبها ان يسمح لها بانهاء دراستها الثانوية و نيل شهادة البكلوريا العراقية قبل الزواج , وكان لها ما ارادت , وبعد هجرتها مع زوجها الى اسرائيل شجعت زوجها على مواصلة دراسته في التحليل الطبي و شجعها هو بدوره على دراسة علم الاجتماع لتعمل بعدها في دار الاذاعة الاسرائيلية مع السيدة نزهت قصاب و فيوليت بطاط في تحرير زاويتهما عن المرأة العربية , واصلت بعدها دراستها الجامعية لتعمل موظفة اجتماعية في بلدية تل ابيب ونالت جائزة ( الموظفة الممتازة ) اعترافا باخلاصها و تفانيها في عملها في حل مشاكل المرأة والعائلة
يبقى ما قدمته الكاتبة السيدة اسبرانس كوهين في كتابها (من حقول تجاربي في الحياة) من مشهد واسع لمشاكل الأسر والعوائل كأنه مسلسل يومي لمدينة تنام و تصحو على التنوع تواجه الحياة بقضها و قضيضها , الا هي تجربة فريدة للاطلاع واخذ العبر والحكم , كما افردت الكاتبة فصل كامل لاستعراض سريع لحياة كاتبات اديبات و شاعرات كان لهن دوراً في احياء الدور الثقافي النسوي في الوطن العربي
في النهاية اود تقديم شكري وأمتناني للسيدة الكاتبة اسبرانس كوهين و للبروفسور شموئيل موريه لمنحي هذه الكتاب الذي اتخذ له مساحة مميزة لقيمته الثقافية.
في آمان الله