السيمر / الثلاثاء 04 . 04 . 2017
أنور السلامي
حلّ الليل فسكنت الأصوات وهدأت النفوس , كانت ليلة صافية وكل شيء فيها مستقر, لا.. انتظر لحظة ليس تماما , إني اسمع صوتا فيه قصة وألم, يا ترى ما هو, أو من هو, أنه يدعوا ربه, اقتربت أكثر من مصدر الصوت, رويدا رويدا, كي لا يشعر بي , فأصبحت قريبا جدا حتى بتٌ, قادرا على إحصاء أنفاسه, وهو يتمتم ربي مسني الضّر وأنت ارحم الراحمين..! قادني الفضول لمعرفه موضوعه, فسلمت عليه, فرد التحية بمثلها, فقلت ما قصتك ومن الذي أيقض مضجعك, فتحدث قائلا..؟
أنا من يخدم الناس وهم نيام, ورفع عن الأرض ما يرمّون, أنا عامل البلدية وسائقا ومهندسها ومحاسبها وملاحظها بل أنا بلدية في النجف أصابتها البلية, صوتي غير مسموع وحقي ممنوع, وراتبي لا يغني عن الجوع, عندما تقارنه مع رواتب أقرانه من الوزارات الأخرى, هو أقل راتب له مدفوع ومهندسهُ عن الخطورة ممنوع , بينما خطورته في بقية الوزارات مدفوعة, والغبّن عليه غير مرفوع, والسنين تّمر وأنا أدور ثم أدور حول هذا الموضوع.
يا صاحبي, إن الباري يأمركم أن تؤدوا الامانه , فعلى الشخص المؤتمن, لابد أن يحل مشاكلنا, ويضع النقاط على الحروف, ومنها مشكله التسكين عام 2004 ومشكلة من تخرج ولم تحتسب شهادته عام 2008 وبعد عده سنين, فخسر تأريخ الاستحقاق وحسبت من تأريخ صدور الأمر وظلم بالتسكين 2004 , ولم يشمل في نظام الزحف (سنتين- سنتين لحين الوصول لدرجته), وهو حاصل على إجازة دراسية رسمية, من الوزارة والدراسة صباحي, وكأن الموضوع , عقوبة لا تميز وكفاءة, وباختصار خمس عشر سنة خدمة ولا زال يراوح بين السابعة والسادسة, أنها لقسمة ضيزى.
يا صاحبي, طرقت كل الأبواب وفشلت, وأصبح هذا الموضوع, مثل الكرة تتلاقفه الصبيان في الشارع, وما تعيّين شخص خلفنا لا وسبقنا , وهذا المثال والحديث هو اجتماعي, وليس له أغراض سياسية , وهو حاله عامة في وزارة الإسكان والبلديات العامة, وهذا يشمل باقي الوزارات, إن وجدّ مثل ما ذكرت آنفا, وإني أخاطب من تسلم مهام أمانه هذا الموضوع (أي تعديل الرواتب) وهذه الامانه, يجب أن تصان وتحفظ ما دامت في أعناقهم وليس الأمر أشتهائيا, فتحولت من أمين إلى غير هذا لا سامح الله, وأن موضوع الامانه المهنية, تشمل كل شرائح المجتمع, من نجار وحداد ومهندس ومدراء الدوائر بمختلف أنواعها, والمدراء العامين ووزراء, وصولا على قمة الهرم.
فقال هذه قصتي, فانصرفت منه مودعا, وتركته شاكيا ربه , والليل الذي توقعته ساكناً, كان يضج بصوت المظلومين, أبقوا معي للحدث بقيه .