السيمر / السبت 27 . 05 . 2017
معمر حبار / الجزائر
للديكتاتورية في المجتمعات العربية والاسلامية جذور عميقة، وطقوس رهيبة، وأشكال متعددة، وأخطرها على الإطلاق تلك التي تعتمد على الدين والعلم.
وسبق لصاحب الأسطر أن تطرق منذ سنوات إلى مظاهر الديكتاتورية العلمية عبر بعض المقالات، وفي هذا المقال سيتم التركيز على ظاهرة لفتت الانتباه منذ عامين، معتمدا في ذلك على ما تعيشه جامعات الجزائر، لأن الديكتاتورية العلمية واضحة في الجامعات والمؤسسات العلمية أكثر مما هي عليه في المؤسسات الأخرى التي لها أشكالا أخرى من الديكتاتورية
صاحب الأسطر يعرف بالإسم والصفة مدير جامعة جزائرية تم تنصيبه منذ عامين على رأس الجامعة، إنتظرت منه عائلة الجامعة من الأساتذة والعمال تغييرا على مستوى بعض المسؤولين فلم يحدث ذلك لحد الآن، والسبب في ذلك أن:
مدير الجامعة تلميذ سابق للعمداء، ونواب المدير، ورؤساء المجالس العلمية، ولا يستطيع بحال أن يغيّر التلميذ أستاذه، رغم أنه الشاب الذي كان يرجى منه الكثير في تغيير الجامعة، فأطال الشاب المدير بتنصيبه عمر الديكتاتورية، وباسم العلم واحترام المعلم القابع على كرسي العمادة منذ سنة 1987، ومنذ سنة 2000 أي منذ تولية زين العابدين للحكم.
وهناك سياسيين من أصحاب الوظائف السامية، وأساتذة جامعيين من أصحاب الرتب العلمية العالية ينصبون شبابا لتولي المسؤولية، لكن في حقيقة الأمر تنصيب الشاب في هذه الحالة يطيل من عمر الديكتاتورية، لأن الفاعل الأساسي هو العجوز القابع من وراء الستار، وجاء الشاب ليطيل عمره لأنه تلميذه تربى على يديه ولا يستطيع بحال أن يخالف أستاذه ولو تشبث بالكرسي إلى اللحد.
تولي الشباب للمسؤولية من مظاهر التقدم التي تميّز المجتمعات المتحضرة، لكن ترك الشباب يعاني سيطرة الكبار من وراء الستار يبقى من مظاهر التخلف المقيت، وإن كان ولا بد فلزم الوقوف مع الشاب المسؤول، ومساعدته في تجنب الضغوط، وإبعاد الكبار الذين يسعون للتشبث بالكرسي عبر التلميذ، ويبقى في نفس الوقت إحترام عامل السن والتجربة بعيدا عن التشبث والضغوط من مظاهر التقدم، والعوامل التي تساعد الشاب المسؤول على تقلد المسؤولية بكل أمانة وصدق، وتحمل عواقبها السلبية والإيجابية منها.