السيمر / الثلاثاء 27 . 06 . 2017
معمر حبار / الجزائر
الحلقة الأولى بعنوان ” تراويح الرحمة وقراءات الرحمة”، والحلقة الثانية بعنوان “تراويح المغفرة وقراءات المغفرة”، وخاتمة العشر الأواخر بعنوان ” تراويح المغفرة وقراءات المغفرة”، ومما جاء فيها:
الليلة 21 من صلاة التراويح، خاصة بسورة الأحزاب
1. “الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض”1. والحمد لله أن ما في السموات وما في الارض ليس بيد الانسان، ولك الحمد يا رب أن كل شيء بيديك.
2. “لهم مغفرة ورزق كريم”4. الرزق وحده لا يكفي فقد يكون مع الذل والبخل فيفقد وظيفته التي خلق لأجلها، وأحسن ما في الرزق أن يأتيك من كريم لا يمنّ ولا يطمع إلى يد كريمة تنفق ولا تخشى الفقر، وترجو كريم العيش بما رزقت.
3. سيّدنا داوود عليه السلام كان بارعا في الصناعات الثقيلة التي تعتمد على الحديد “وألنا له الحديد”10، وطلب منه “واعملوا صالحا”11. الصلاح من أسس القوة والصناعة ودوام الحضارة.
4. وسيّدنا سليمان عليه السلام رزق الخوارق “ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر… ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه”12، وكان بارعا في الهندسة المعمارية “يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات” 13. العظمة والصناعة والهندسة بقدر ما تتطلب من علم ومهارة ومادة أولية، تحتاج أيضا إلى العمل الصالح الذي يقوم على شكر الله تعالى وإلا انهار كل شيء. الشكر لله تعالى من مقومات الحضارة وثباتها ودوامها.
5. حضارة سبأ كانت “آية”15، وربك لم يطلب منهم غير “كلوا من رزق ربكم واشكروا له”15. لكنهم رفضوا “فأعرضوا”15، فكانت النتيجة “فأرسلنا عليهم سيل العرم”16، فانهارت أعظم حضارة في ثواني معدودات، لأنهم لم يشكروا ربهم، فعدم الشكر هنا مزيل للحضارة رغم قوتها وعظمتها، والشكر في حالة سادتنا داوود وسليمان عليهما السلام، كان من عوامل الحضارة وتثبيتها ودوامها.
6. “ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق”6. يعرف العلم بالحق، ويعرف الحق برب العالمين، فالعلم هو الذي يقود لله تعالى.
7. “ولا تنفع الشفعة عنده إلا لمن اذن له”23.الشفاعة قائمة لكن بإذن الله تعالى، والمطلوب من المرء أن يكون شفيعا في الخير حين يطلب منه ذلك، ويحث من حوله أن يكونوا شفعاء في ما يعز ويرفع، ولا يرد شفاعة الخير فيحرم منها وهو أحوج الناس إليها.
الليلة 22 من صلاة التراويح، خاصة بسورة سبأ
1. “يا أيّها النّبىء اتّق الله”1. إذا قيل لك اتق الله فلا تأخذك العزة بالإثم، فقد قالها ربّنا لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2. “ليسئل الصّديقين عن صدقهم”8. لنتقرب من الصديق ونتعلم منه الصدق ويسأل صاحبه كيف وصل إلى درجة الصديقين، فالصدق يسعى إليه المرء بالممارسة والسؤال.
3. “من المومنين رجال”23. الرجولة عملة عزيزة نادرة، ليسعى المومن أن يكون رجلا فيتزين إيمانه ويرتقي برجولته التي تشمل الرجل والمرأة معا.
4. “ولما قضى الله زيد منها وطرا زوجنكها”37. الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة هو سيّدنا زيد وفيما هو خير رضي الله عنه وأرضاه، ولم يكن من سادة قريش ولا من قادتها ولا كبرائها، بل كان غريبا عن الديار ومن عامة الناس، ولم يذكر بالإسم صراحة غيره، وسبحان من يرفع من يشاء ويذكر من يشاء ويخلّد من يشاء.
5. “يا أيها النّبىء إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذير”45. بهذا الترتيب فلماذا يجعل المرء نذيرا على رأس الصفات، فيكون شهيدا على نذيرا ويرفض أن يكون شهيدا على بشيرا أولا.
الليلة 23 من صلاة التراويح، خاصة بسورة ص
1. “وقال الكافرون هذا ساحر كذّاب”3. سيّدنا رسول الله صلى الله عليهم وسلم وهو الطاهر النقي يتهم بهذه التهم، ولا يوجد في الدنيا من اتهم مثله، فلا داعي أن تتظاهر أن من حولك اتّهموك، فلن يبلغ المرء معشار التهم التي وجهت لسيّد الخلق صلى الله عليه وسلم.
2. “إن كل إلا كذّب الرّسل فحقّ عقاب”13. الكذب يستحق العقاب، والأرضية الخصبة للكذب هي عدم العقاب والتسامح، حتى يظن الكذاب أنه الصادق فيضيع الصدق.
3. “وهل أتاك نبؤ الخصم إذ تسوّروا المحراب”20. للبيوت أبوابها، ومن تسوّر الأبواب فقد أساء الأدب ولو كان صاحب حق، فالأدب مقدم على الحقوق، ومن لم يحسن الأدب ضاع حقه وأضاع الحقوق.
4. “يا داوود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق”.25. مهمة الإنسان أن يحكم بين الناس وجميع الناس، ولو كانوا أعداء له يخالفون العقيدة والأخلاق والمصالح بالحق، وليس بين فئته وقبيلته وطائفته دون غيرهم، ومن كان غير عادل ولا يحكم بالحكم بين الجميع دون استثناء، فليس أهل لأن يحمل لقب الحاكم والخليفة، فالإنسان بعدله وليس بلقبه.
5. “ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنّه أوّاب”29. الذرية الصالحة هبة من الله تعالى، والمرء يقدم الأسباب ويدعو ربه أن يرزقه الذرية الصالحة ويحمد الله عليها.
6. “قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي”34. طلب المغفرة يسبق طلب العطاء وذلك من الأدب والأخلاق. ومن طلب من ربه فليطلب الكثير والكثير لأنه يطلب من رزاق كريم وحي لا يموت.
7. “إن هذا لرزقنا ماله من نفاد”53. من أراد أن يمتد رزقه فليطلبه من الرزاق الذي لا ينفد رزقه، ومن طلب الرزق من حي يموت، عاش ذليلا حقيرا.
8. “فبعزّتك لأغوينهم أجمعين”81. إبليس لا يحابي أحدا فلا يظن المرء أنه بمنأى عنه، فقد أقسم بعزة الله أن لا يستثني أحدا، وما زال وفيا لقسمه.
الليلة 24 من صلاة التراويح، خاصة بسورة فصّلت
1. “كتاب فصّلت آياته قرءانا عربيا لقوم يعلمون”2. نزل القرآن الكريم باللغة العربية لكن لمن يعيه ويستوعبه ويفهمه، وليكن بعدها أمريكيا، أو أوروبيا، أو من أدغال إفريقيا، أو من مجاري الأمازون، أو عجائب الهند، ومن علمه فهو أحق به من العربي الذي لم يفهمه، فادعاء حب الكتاب بالفهم والامتثال.
2. “ثم استوى إلى السّماء وهي دخان فقال لها وللارض ايتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين”10. الجماد يأتي ربه طوعا، والإنسان المميز يرفض الطاعة، ويستهزىء بمن أطاع ربه، وكل من رفض المجىء لربه طوعا فهو أقل من الجماد وأحط منزلة.
3. “فأما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة”14. تزول الحضارة حين يدعي أصحابها أنهم أشد قوة ولو كانوا الأقوى.
4. “وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا”20. المرء مطالب أن يعمل ليوم يشهد الكون والخلق والجسد له لا عليه، وبقدر ما يكون شهيدا على من يتحكم فيه بالخير يشهد الذي لايتحكم فيه غدا بالخير.
5. “إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا”29. الاستقامة علامة على معرفة الرب، وكلما أوغل المرء في الاستقامة كان أكثر الناس معرفة برب العالمين.
6. “وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم”35. لا يمكن للمرء أن يواجه الشر بمفرده ومن ظن أنه يقدر فقد هلك، فعليه أن يستعين بربه فيعينه على فعل الخير ويبعد عنه السوء وأهل السوء وكبيرهم الذي علمهم البغي والانحراف.
الليلة 25 من صلاة التراويح، خاصة بسورة الحديد
1. “ءامنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه”7. جاء الإنفاق بعد الإيمان مباشرة مايدل على عظم شأنه. والإنفاق مسؤولية لأنه استخلاف والمنفق مستخلف على الأموال التي بين يديه، فلا يظنن أنه يفعل بها ما يشاء، ومن العيب القول مكرمة ملكية، بل هو واجب لأن المرء مستخلف على أموال الأمة، ويحاسب إن أساء التسيير.
2. ” يوم يقول المنافقون والمنافقات انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا”13. لو كان للمنافق نور يضيء له ما كان منافقا، ومن علامات المنافق فقدانه لنور يهتدي به، لذلك حرم منه في الدنيا ولآخرة.
3. “سابقوا إلى مغفرة من ربكم”20. لا يكفي أن ينتظر المرء ليطلب مغفرة ربه بل لابد من التنافس والسرعة، وكذلك مع أخيه وجاره وكل من يتعامل معه، يسبقهم في أن يطلب منهم المغفرة إن أخطأ في حقهم، ويسبقهم في أن يغفر لهم إن أخطأوا في حقه.
4. “الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل”23. من ابتلي بالبخل فلا يدعو إليه، لأنه حينها ينتقل البحر من ابتلاء إلى جريمة، تستحق العقاب.
الليلة 26 من صلاة التراويح، خاصة بسورة الممتحنة
1. ” يا أيها الذين ءامنوا لاتتّخذوا عدوي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودة”1. من الخيانة الفاضحة التعامل مع العدو بالمودة، ويبقى التعامل مع العدو بما يليق بالعدو أي المعاملة بالمثل دون إهمال الجانب الانساني.
2. ” لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم”3. المرء يعمل ليوم يجمعه الله برحمه وأهله وأبنائه، وطوبى لمن كانت هذه نهايته.
3. “يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المومنات مهاجرات فامتحنوهن”10. ليس عيب أن يمتحن المؤمن ولا يعتبر حطّ من قدره، فلا داعي أن يدعي المرء أنه معصوم وفوق الامتحان والاختبار، مع إحترام أداب الامتحان وخصوصية المعني.
الليلة 27 من صلاة التراويح، خاصة بسورة الممتحنة
1. الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر”1-2. المقبرة للعبرة لا أن يكون المرء عبرة، ومن أنساه الافتخار بالأموات فضل البناء والتصنيع فقد خاب، ومن افتخر بفضائل الأموات وظل المتخلف الذي يمد يديه كان وبالا على أمته، والمجد يكون بالحاضر الذي يعرف السابق ليبني للاحق.