السيمر / السبت 15 . 07 . 2017
عبد الحمزة سلمان
تحرير أرض العراق.. يقف الأبطال بشموخ, يكفكفون دموع الأيتام, يواسون عوائل الشهداء و العوائل المنكوبة من جراء الإنفجار, قلوبهم تحمل دموع وحرقة, و ألام الفراق, لأعزاء, تم فراقهم بعد نيل الشهادة, دفاعا عن البلد الحبيب,الذي تعانقه المصائب, رجاله عاهدوا الباري والشعب على النصر.
تتناثر الأشلاء يغطيها تراب الجدران المشتعلة, والدخان الأسود يرسم لنا صور المآسي, وشهامة الشهداء, يتحدون الإرهاب لا يهابون الموت, قلوب تعتصر من شدة الألم, والشهادة على أثر جرائم ينفذها الحاقدين, بإرثهم الدفين, الذي يعيد المأساة على ضفاف نهر الفرات, الذي لازالت الأمواج تحملها التي أججتها الدماء, التي سالت من شهداء سبا يكر.
نقلتنا الأحداث والتجارب, رغم مرارتها وتأثيرها على النفوس, إلى مرحلة جديدة هي إنتصارنا في الحرب النفسية, التي يشنها أعدائنا حيث وحدتنا, ونجحنا بإدراك خطر عدونا, الذي لا يفرق بيننا, يستهدف الجميع, خدع إخواننا في المنطقة الغربية, و إستحوذ في القوة أو الضلالة, على أهلنا في الموصل .
وسط الأحزان والمآسي للبلد والشعب الصابر, يأمل الفرج من الباري, وإستقبال النصر وألم المصائب التي حلت بالبلاد, إنها عصابات كفر وإرهاب, وسط قدرات دولة وجيش وحشد شعبي, ومساندة دول عظمى, لماذا هذا التهاون؟ لماذا لم يتم تعبئة الرأي العام ضد ما عبثت به (عصابة داعش) الإجرامية, في المنطقة الغربية من العراق ومدينة الموصل؟ ولكن تشن الحملات ضد القوة المحرر والجيش المساند, و يصيغ مفرداتها ساستنا وبعض القادة السنة, لذا يقف العقل في حالة الذهول.
جريمة تفجير الكرادة ليست هي الأولى, بل هي استمرار للأحداث الدامية التي يمر بها البلد, يحاول عدونا تشتيت الشمل, وخلق حالة الإنهيار الشعبي في الداخل, لنقل المعركة من المناطق المنكوبة إلى الوسط والجنوب, بعد أن أصبحت نهايته قريبة جدا, بالهزائم المتتالية أمام أبطال القوات المسلحة, ومتطوعي الجهاد الكفائي, الذي شمل كل أبناء البلد, لثبوت وحدة الشعب الصامد.
إلتمسنا ثقافة الشعب, بتجاهل الأصوات المنمقة, التي تريد دفع البلد, للتخلف عند ضجيجها, بمواقع التواصل الإجتماعي, أو في ساحات الأحداث, رغم رقتها والدموع, التي خدشت الخدود, و لم تثير الإهتمام لأنها باطلة ومأجورة .
أرواح الشهداء والواجب الوطني المقدس, يحتم علينا تحرير كل شبر من أرض العراق, من دنس الأشرار والكفرة, دفعنا ثمنها بسبب أخطائنا, أو أخطاء من جعلنا ثقتنا بهم .
تحرير العراق يحتاج لدماء تروي تربة البلد, أمانتا بأعناقنا, نحملها ليوم الدين لا تهاون بها, ولا مساومة عليها, وحين يكتمل التحرير, ونجعل من الجيش والقوات المسلحة سور يحمي حدود البلد, من أي تدخل خارجي, تجمعنا طاولة العتب والحوار بنشوة النصر, وينكشف الصالح من غيره, ويحكم الشعب لينال العابثين بمقدراته, ما يستحقونه من جزاء, جراء أعمالهم فصبرا لما هو قريب.
العراق اليوم أحوج ما يكون إلى الإعلام الحقيقي, و الصحافة الحرة والإذاعات,والقنوات الصادقة, التي تدافع عن الحق والكلمة الصادقة, يخلصون لهذا البلد,ويرسمون الطريق السليم, البعيد عن كل الملوثات للجيل الجديد,لكشف الفاسد والسيء, والإستعداد لما وعدنا به الباري, لضهور المصلح في الأرض,ليعيد ما ينقصها من أمور الإصلاح , ومشاعر تهوى قلوب الموفقين إليها, وسعادة لمن نالها, فيتنافس المتنافسين, فهذا ما يحثنا عليه الاسلام.
إنطلاق المظاهرات,عبرت عن صرخة الشعب, من سوء أختياره لممثلين عنه في السلطة, ويجب أن يتحمل سوء الإختيار,ولكي لا يتكرر الإصطدام بالحجر مرة أخرى,وستكون له نظرة مختلفة عن سابقتها, في الإنتخابات القادمة, لأن الإختيار الغير مدروس, يعود بنتائج خاطئة, تؤثر على الجميع, وأن كانت شخصية .
إتحاد الشعب والمرجعية مع حكومة العبادي, يعد إنتصار على الإرهاب الداخلي, و إصلاح الأوضاع في العراق, وقطع الأيادي التي تعبث بمقدرات الشعب, نصرا يعزز الإنتصار في جبهات القتال, لأبناء الحشد الشعبي, والقوات المسلحة .
يترقبون العراقيون.. بفارغ الصبر وتمر الساعات والأيام عسيرة عليهم, هل ينصفهم رئيس الوزراء ؟ أو ينصاع لرغبات الكتل والأحزاب, ويتستر على الفاسدين؟ ويستمر الحال على ما هو عليه, بمعاناة العراقيين ؟
ستكشف الساعات والأيام المقبلة ذلك!.