السيمر / الأربعاء 09 . 08 . 2017 — على خلفية الأحداث التي وقعت في دولة اسرائيل، شعرت وزارة الخارجية في تل أبيب بالدهشة الكبيرة من المتعاطفين بين العراقيين الذين عبروا عن امتنانهم وتضامنهم مع الجانب الاسرائيلي. الأسئلة كثيرة وتدعو الى الشكوك، فمن يقف وراء هذا الدعم، وهل هناك اجندات خارج العراق تحاول الترويج للانفتاح على اسرائيل وعلى حساب من؟.
يقول يوناتان جونين، رئيس الدبلوماسية وباحث في اللغة العربية العامل في وزارة الخارجية الاسرائيلية إن الوزارة تفاجأت بالكم الهائل من المتعاطفين العراقيين مع اسرائيل، مستشهدين بذلك بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتوتر.
وبعد الأزمة بأيام، بدأت صفحات التواصل الاجتماعي تظهر وبشكل يدعو الى الشك والريبة، لجذب العراقيين والاسرائيليين على انهما يشتركان بهمٍ واحد.
الاسرائيليون رحبوا في تعاطف مجموعة من العراقيين، معتبرين هدا التعاطف ما هي إلا انتقادات قاسية لما أسموه بـ “نفاق الشعوب العربية” ولاسيما المصريين والاردنيين الذين وقعت بلادهم معاهدات سلام مع دولة اسرائيل، بحسب تعبير الاسرائيليين.
واحدى الحجج التي اثارها المستجيبون للأزمة، هو عدم معارضتهم لتوقيع معاهدات سلام وتطبيع مع اسرائيل، فعلى البلدان الموقعة مع اسرائيل، ان يبدأوا بالشكوى لا الظهور بالاعلام ومعاداتهم، بسحب تعبير ناشطين اسرائيليين.
العراقيون المتضامنون مع اسرائيل، اطلقوا حملات وهاشتاكات كثيرة تعبر عن تضامنهم مع الاسرائيليين بدون وجه حق سوى تعبير عن خيبة املهم بالدول العربية التي صدّرت لهم الارهاب، بحسب تعبير بعض العراقيين المتضامنين مع اسرائيل.
وعلى سبيل المثال، راح يكتب زيد من بغداد الى وزارة الخارجية الاسرائيلية “جميع العراقيين معكم وليس بدافع الحب، لكن الاخوان المسلمين وغيرهم من التنظيمات الاسلامية المتشددة الاخرى ارسلوا الانتحاريين الينا”. واجه زيد بعد هذه الرسالة، سلسلة من الانتقادات التي تحاول إقناعه مع غيره، بأن دولة اسرائيل لا تحب العراق واهله.
وكتب عبد الله بسام من بغداد متبجحاً “أكتب اليكم من بغداد الى تل أبيب، نحن نعترف بدولة اسرائيل والشعب المختار المنتصر بالله، والفلسطينيون هم خونة وارهابيون، ونحن العراقيون سنكون سعداء لزيارة اسرائيل”.
وكان بدر من مدينة البصرة قال “العراقيون عانوا لسنوات، بينما رفض الاسرائيليون الارهاب منذ عقود، ويجب طرد الفلسطينيين”.
وزارة الخارجية الاسرائيلية ردت فرِحة بهذه التعليقات والمنشورات بالقول “نحن نشاطركم الشجاعة ونعرف انكم عانيتم من الارهاب، ونأمل ان يتمتع ابناء العراق بالأمن”.
وبعد هذا التأييد من العراقيين لصالح اسرائيل، يعمل الاسرائيليون على كسب ردود الفعل المتعاطفة معهم، حتى أن بعض المصادر اشارت الى عدم اهدار هذه الطاقات والموارد لانها قادرة علي تغيير الواقع.
وكتب عديد من الناس وهم عراقيون، كيف انهم تعبوا من القتل واراقة الدماء، وان التطبيع مع اسرائيل سيعزز العراق اقتصادياً ويساعد على إعادة بناءه، بحسب تعبيرهم.
وانتقد الكثير من الفلسطينيين المنشورات العراقية وقالوا انهم غير ممتنين لهذه الحملات، لكن عراقيون ردوا بالقول “اكثر من 1200 فلسطيني ارتكبوا هجمات انتحارية في العراق قتلوا مئات من الشعب العراقي”.
ومن الجانب الرسمي العراقي، دعت وزارة الخارجية العراقية الى احترام السيادة العراقية، وان البلاد ملتزمة بمحاربة اسرائيل حتى تحرير فلسطين.
وانقسم العراقيون بين مؤيد ونصير للاسرائيليين، فقد كتب بشار “انا كعراقي، اعتقد ان العداء لاسرائيل واجب ويجب علينا نصرة اخواننا الفلسطينيين، وهذا امر لا بد منه”.
وقال غونين باحث في احدى جامعات تل أبيب “يبدو ان الشعب العراقي منقسم بشأن نصرة الاسرائيليين، لكن تبقى هذه الاصوات لا تعبر عن حقيقة العراقيين إتجاه اسرائيل”.
وفي الشهر الماضي، فتح ناشطون عراقيون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بإسم “العراق مع اسرائيل”، وكانت نواياها واضحة وهي الدعوة لاقامة علاقات مع اسرائيل.
ويبقى السؤال الأبرز، من يقف وراء هذه الحملات التي يشنها ناشطون عراقيون ويتغنون حباً بالكيان الصهيوني؟، وهل لهم اجندات خارجية واطماع، والى أي مدى يمكن الاعتماد على هذا التعاون إن تم في يوم ما.
المصدر: Y netnews
ترجمة: وان نيوز