الرئيسية / مقالات / يسقط اللامعقول

يسقط اللامعقول

السيمر / الأحد 27 . 08 . 2017

حسن حاتم المذكور

1ـــ عندما يصبح نظام الفدرالية والأقاليم موساً في بلعوم الدولة والمجتمع وجب رفضه واسقاطه عن ظهر العراق ورميه في حاوية دستور الفتنة ومعه لامعقول المتنازع عليه بين دولة وحزب عشيرة, أدولة تلك التي تنهكها وتستهلكها عشيرة ثم تتمدد فيها وتجفف مكوناتها وترسم حدود مستوطناتها بالدم وحدود المتنازع عليها بالدم وحدود مندوبها السامي في المنطقطة الخضراء بالدم ايضاً بعدها تستفتي نفسها دولة برزانستانية يصبح العراق فيها اقليماً, اذن ليسقط لامعقول الفدرالية والأقاليم ومعها دستور اللامعقول ومعقول اللامعقول.
2 ـــ في دولة لا شمال لها وجنوب اقليمها يتمدد مستوطنات متنازع عليها حتى يلتقي عند شرق الفرات حدوداً مع الجارة اسرائيل, انها لعنة الغرور التي اصابت الفأر فتوهم انه فيلاً, في العراق وحده يجد اللامقعول بيئته ومعجزات تصنع من الفأر فيلاً ومن مستوطنة اربيل ام الدنا ومسعود امبراطور القطب الواحد في عالم افتراضي مشحوناً بالوهم.
3 ـــ أحلام الصغار كبيرة, هكذا فسرها مسعود عندما يحلم بضم كركوك الى مستوطناته, وهكذا ينتفخ الغرور بأبخرة المديح العائلي الحزبي ويتناسا حضرته ان اربيل هي الأخرى مدينة عراقية التاريخ والأرث الحضاري ولا يملك فيها حجراً وعليه ان لا يجعل من كركوك آخر انكساراته, ان استطاع ابتزاز حكومات الضعف العراقي اموالاً وسلطات فليس بوسعه الأقتراب من الأرض فهناك العراقيون وخطوطهم الحمراء ربما سترسم بالدم ايضاً, الذين حرروا ثلث العراق بمعجزة عراقية بأستطاعتهم حماية كركوك وتحريرها من عبودية المادة (140), ليس في العراق بعد الآن ارض متنازع عليها وعلى الحكومة ان تحترم نفسها والعراق وتسد الأبواب بوجه وفود الأستفتاء العابثة.
4 ـــ حتى لا يتخبط مسعود اكثر في تاريخ كتبه لنفسه نذكره: لا توجد في الشمال العراقي مدينة ولا حتى قرية شيدتها العشيرة بنفسها حتى تدعيها الآن او تنازع العراق عليها, كلما كان على الأرض مدن عراقية حضارية سكنتها شعوب تاريخية قبل ان تنزح اليها العشيرة وتستوطن فيها وغالباً في عمليات تكريد واجتثاث دموية تعرض لها اصحاب الأرض:
ـــ السليمانية: اسسها العثمانيون عام 1503 وسميت بأسم السلطان العثماني سليمان القانوني.
ــــ اربيل: اشورية الأصل وأسمها وكل تاريخها واثارها اشورية اكدية.
ــــ دهوك: مدينة قديمة اشورية الأصل نزحت اليها عشائر الكرد من جبال الأناضول.
ـــ كركوك: مدينة قديمة قدم التاريخ الأشوري الكلداني, سريانية عربية عريقة وكانت مركزاً للمسيحيين.
جميع مدن الشمال العراقي عراقية وقد نزحت اليها العشائر الكردية كغيرها واستوطنت فيها واندمجت مع سكانها الأصليين, ولا يحق لها ادعائها والتنازع عليها او استقطاعها كما لا يحق لأي مكون آخر مهما كانت اغلبيته ان يمزق الأرض والناس والتاريخ ومن لا يرغب ان يكون عراقياً لا يستحق الأقامة على ارض العراق.
5 ـــ نريد ان نكون اكثر وضوحاً مع مسعود وحزب عشيرته, اذا كان النظام الفدرالي واقامة الأقاليم دسيسة دولية اقليمية لتجزأة العراق وتقاسمه وتقطيع شرايين ارثه الحضاري ثم اقامة اكثر من ثمانية عشر امارة على اضلاعه فهذا كامل اللامعقول ومستحيل المستحيلات, يرفضه الواقع ولا يمكن ان يحصل وعلى الأرض احفادها.
6 ـــ على الدولة ان تتعامل مع مسعود وحزب عشيرته بما يليق بهما وتحجيمهما في عقر اوهامهما وحرق اوراق الأبتزازات كاملة, مسعود اصبح فاقد الشرعية والمضمون حتى على الصعيد الكردي وان لا تسمح لوفود الأستفتاء ان تطرق ابواب بغداد, عليها ان تتعامل ايجاباً مع ممثلي الشعب الكردي, حركة التغيير (كوران) مثلاً صاحبة التمثيل الشعبي الأوسع ومعها اكثر من 80% من كوادر وقواعد وجماهير الأتحاد الوطني واحزاب وكتل اخرى وحتى اربيل لا تخلو من ردود افعال ورفض وتمردات للمثقفين بوجه السلوك الفوضوي للأستفتاء الأنفصالي للعشيرة.
7 ـــ مسعود صاحب الملفات الخطيرة والعلاقات الدولية الأقليمية الأخطر وصاحب نوايا شريرة لتدمير الدولة العراقية والمثقل بالمشبوه من الفضائح والسلوك الغادر, من الغباء الفاضح مصافحته وعجبنا لحكومة تتجاهل ايادي الداعون لأحترام المشتركات والثوابت الوطنية وتمتين العلاقات المصيرية بين الكرد واشقاء لهم في الوطن والمواطنة.

26 / 08 / 2017

اترك تعليقاً