السيمر / الاثنين 28 . 05 . 2018
هادي جلو مرعي
الذبح والتفجير والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والهجمات المسلحة العنيفة والتطور الذي طرأ على تقنيات الإرهاب لاتحتاج الى نقاش طويل وعريض فهي من أولويات المسلمين الأوائل الذين خانوا الأمانة، وسرقوا دين محمد ليحولوه الى دين إرهابي كمافعل قبلهم اليهود وحرفوا التوراة وجعلوها أداة ترهيب وتدمير وإبادة للبشر المخالفين. وكما فعل المسيحيون عندما دمروا أمما من أجل المال والنفوذ والثروات.
لماذا لايركز الباحثون على إرهاب الإسلاميين اليومي المرتبط بالسلوك العام، والمعاملات الخاصة والعامة، ومحاولات حكم المجتمعات بالقسوة والتسلط وفرض الرأي الواحد ورفض المشاركة وفسح المجال للفئات الإجتماعية لممارسة طباعها وطرقها الخاصة في التفكير والتعبير؟
هذا هو السؤال الصح…شنو يعني إرهابي؟ الإرهابي كما أسلفنا ليس من يفجر ويفخخ ويذبح ويهجر وفقا لتعاليم هو يؤمن بها لأن المسلمين من طوائف مختلفة تلذذوا عبر التاريخ بممارسةأنواع من الإرهاب سواء السلطوي منه، أو إرهاب المنظمات الدينية التي ترى الحق في جانبها، وماعداها هو الباطل الذي يجب أن يحارب ويواجه دون رحمة.
الإرهابي هو المتدين بتعاليم مذهب فكري معين لايرى في الآخرين سوى إنهم على ضلالة وهو الصح المطلق. فيؤمن بزعامة واحدة، وبطريقة تفكير واحدة، ويلغي الآخر، ولامجال للتعامل معه إلا إذا إنتمى لطريقته، وآمن بها، وقاتل من أجلها.
الإرهابي من يتقوى على الناس بسلطة ونفوذ، ويخيف المجتمع. والأدهى إن رجال الدين، وزعماء دينيين عبر العالم يرون فظائع الأتباع، ويسكتون عنها، ويعلمون بالتجاوزات على المجتمع، ولايبالون ولايكترثون، ويقبلون بالنتائج النهائية لتصرفات الأتباع ماداموا يحفظون لهم المكانة والرفعة والنفوذ.
الإرهابي من يسيطر على عقارات الدولة، ومن يملك بالقوة، ومن يقتطع الأراضي ليتصرف بها على هواه، ويحوز لنفسه منها مايشاء، ويتحول الى ملياردير بفعل طريقته التي يمارسها دون خوف من سلطة، أو من ضمير، ويحكم مشهد الحياة، ويشوه صفحة المجتمع، ويلطخها بالسواد، ويجعل الناس في خوف دائم منه. فيكرهون الدين، ويمارسونه كطقوس عابرة، وممارسات إحتفالية لاقيمة لها إلا كونها صورة معبرة عن المختلف، وينصاعون لتوجهات أشخاص وجهات لأنهم يرهبونها فقط.
الإرهابيون يعيشون معنا، ومن حولنا. هم في كل مكان، ونتوهمهم بعيدين عنا.أي قوة أو تنظيم خارج إطار القوات المسلحة هو تنظيم إرهابي. الحكومات تقاتل هذه التنظيمات وتستنزف موارد الدولة وتفقر المجتمعات. وكل قوة خارج القانون هي إرهاب. الحقيقة إن الإرهاب واحد لكنه يلبس قناعا مختلفا مع كل حادثة وحدث..
pdciraq19@gmail.com
رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية