السيمر / الأربعاء 01 . 08 . 2018 — كشفت صحيفة New York Times الأميركية، اليوم الأربعاء، عن اجراء وزارة العدل الأميركية تحقيقا حول اتهامات وجهت لشركات كبرى في مجال الادوية والأجهزة الطبية، بتمويل “جيش المهدي” الذي كان تابعا لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بملايين الدولارات لشن هجمات ضد القوات الأميركية.
وقالت الصحيفة الأميركية في تقريرها الذي ترجمته (بغداد اليوم)، إن “وزارة العدل الأميركية تحقق في مزاعم بأن كبرى شركات الأدوية والأجهزة الطبية الممارسة للأعمال التجارية في العراق، قدمت ادوية ومستلزمات طبية بصورة مجانية للحكومة العراقية للفوز بصفقات من شأنها تمويل الهجمات الإرهابية على القوات الامريكية”.
وأضافت، ان “أسترازينيكا، وهي شركة أدوية تتخذ من بريطانيا مقرا لها، كشفت في تقرير تنظيمي تم نشره الأسبوع الماضي، أنها تلقت ملف بتحقيق من وزارة العدل الأمريكية يتعلق بمكافحة الفساد المتعلق بأنشطة في العراق”.
وقال التقرير التنظيمي، بحسب نيويورك تايمز، إن “للشركة علاقة بالتحقيق في الدعوى التي رُفعت العام الماضي في المحكمة الاتحادية، والتي اتهمت خمس شركات بالفوز بعقود لبيع منتجاتهم الى وزارة الصحة العراقية على أساس أن الشركات ستوفر إمدادات طبية إضافية وأدوية مجانا”، مبينا ان “الشركات الخمس هي جنرال إلكتريك وجونسون آند جونسون وفايزر و روش هولدينغ إيه جي وأسترازينيكا”.
وأشارت الصحيفة الأميركية، ان “الدعوى تم رفعها نيابة عن أعضاء من الجيش الأمريكي الذين أصيبوا أو قتلوا في هجمات من 2005 إلى 2009، في ذروة الحرب في العراق”، موضحة ان “في ذلك الوقت، كانت وزارة الصحة تحت سيطرة أتباع مقتدى الصدر، وهو رجل دين وقائد جيش المهدي، الذي اسس فرق قتالية ضد الجماعات المسلحة السنية، وشارك في الحرب الاهلية في عامي 2006 و2007”.
وتزعم الدعوى، بحسب نيويورك تايمز، أن “مساعدي السيد الصدر، الذي كان ينظر إليه انذاك كأحد المقربين من إيران، لكنه يمتلك نزعة قومية عراقية، كانوا يبيعون هذه المستلزمات والأدوية في السوق السوداء في العراق، لتمويل هجماتهم على القوات الأمريكية”.
وقال ريان سباراسينو وهو محام عن المدعين في بيان يوم امس الثلاثاء: “كما زعم أكثر من 300 أمريكي، فإن الإرهابيين المدعومين من إيران استخدموا الفساد في وزارة الصحة العراقية للمساعدة في تمويل عملياتهم الإرهابية في العراق منذ عام 2004 على الأقل”، حسبما نقلت الصحيفة الأميركية.
وأكدت المتحدثة باسم أسترازينيكا، ميشيل ميكسل، إن “وزارة العدل تجري هذا التحقيق”، مشددة على ان “لدى أسترازينيكا برنامج امتثال قوي وديناميكي، ونحن نرفض تحمل الرشوة أو أي شكل آخر من أشكال الفساد”.
ونقلت نيويورك تايمز، عن المتهمون في الدعوى القضائية، قولهم، في شهر نيسان الماضي، إن “حكومة الولايات المتحدة شجعتهم على القيام بأعمال تجارية مع الحكومة العراقية”، مؤكدين انها “شجعت بصراحة تلك الشركات على البيع والتبرع للوزارة بالأدوية واللوازم الطبية التي تقدر بملايين الدولارات”.
وكانت الصحيفة ذاتها، قد كشفت، في 18 تشرين الأول 2017، أن عسكريين أميركيين رفعوا أمس دعاوى قضائية ضد عدد من شركات الأدوية الأميركية الكبرى، بتهم دعمها لفصائل شيعية هاجمت الجنود الأميركيين اثناء تواجدهم في العراق.
المصدر: New York Times