الرئيسية / ثقافة وادب / صُورٌ على جدرانِ الزّمَن

صُورٌ على جدرانِ الزّمَن

السيمر / الاحد 12 . 08 . 2018

د . إبراهيم الخزعلي

حِيْنَ تَشْعُر أنّكَ
مازِلْتَ حرفا
باقيا على قيدِ السّطورِ
وبُعِثَت تَوّاَ
مِنْ جديد
مِنْ بَيْنِ ذاكرةِ الجراح
والسّوْطِ والجلاّد
وآلام الحُروبِ
ورائحة الصّديد
تَنْزِفُ عَينْاك إشتياق
مِنَ الألمِ القديم
الى الألمِ الشّديد
ومِنَ الزّمَنِ الْجَحِيمِ
الى الزّمَنِ الْجَليد
ومُناجاةُ أحلامٍ وصُوَرْ
في الوهلة الأولى
حين حُوصِرْتَ جَريحا
ذاتَ دهر
أطْفِئَتْ عَيْنُ السّماء
حينها
بَكَتِ الْنُّجوم
فهوى في صدرك
شيء…
مِنْ ضَوءِ القمر
فأضاءَ قلبكَ باليقين
وبه اعْتَصَمْتَ
كي لا ينال الليل من
حلمك شيء
إذْ كُنْتَ والكابوس
على رَمْشَةِ عين
والوقتُ سيف
ملزم أنت بهذا
قالها الجلاد
أن تسجد للشيطان
وان تطلب منه المغفرة
أمر لا محال…
فأمّا الحياة
وأمّا المنون
ليس هذا أول الرّوع
يئزُّ…
في قلب الحكاية
والمصير
ولا آخر الكلمات في
ملحمة المسافر والفصول
في طريق أوله
أشباه رجال
ورعاع وذئاب
وإله من حجر
ومغول وتتر
وفصول من تواريخ المحطات
رحلة الحلم الكبير
في القلب الصغير
في زنزانة الروح المحاطة
بالضلوع
وأشياء بلا أسماء
قُلْ ما تشاء
لا ومضة من نور
ولا نسمة ريح
سوى …
أمل خجول
وزفيرك والشهيق
البرد سكاكين
ومعطف قلبك
نار الجراح
هل أنت حي
أم أنت …؟
ولكن …
ليس من شاهدةٍ
وقبر
لا أحد…
يعرف مَنْ أنتَ وأين
كل ما في الأمر
أنّك رقم
وحرف ضائع
في زحمة الأشباح
وأدران الخطايا
في النفوس
كل شيء يصرخ
في كل شيء
لا أحد يسمع ما تهمس
أو تقول
إلا جراحك
تسمع نبضك
انك مازلت حرف
باق على قيد السطور

11/08/2018

اترك تعليقاً