السيمر / فيينا / الاثنين 01 . 06 . 2020
حيدر حسين سويري
مقولة ذكرتها مواقع التواصل الاجتماعي نُسبت لأكثر من شخص، ولم أقفُ على مصدرٍ يُثبتُ انتسابها إلى أي واحد منهم (لا كتاب ولا محاضرة صوتية ولا أي مصدر اخر). ولقد قمت بمراسلة تلك المواقع فلم يجبني أحد، لذا أتمنى من قُراء مقالي هذا ممن يمتلك أية معلومة حول المصدر، أن يزودني بها متفضلاً.
النص الأول:
” أكثر الناس يحبون الرجل صالحاً ويكرهونه مصلحاً فتجدهم يحبُون الصالحين ويعادون المُصلحين لقد أحبَ أهل مكة محمداً قبل البعثة لأنه صالحاً؛ ولكن لما بعثه الله تعالى وصار مصلحًا عادوه!!
وقالوا: ساحر كذاب مجنون. السبب لأن المصلح يصطدم بصخرة الأهواء والرغبات والمصالح
قال أهل العلم: مصلحٌ واحدٌ أحب إلى الله من ألف صالح، لأن المصلح قد يحمي الله به أمة كاملة، والصالح يكتفي بحماية نفسه فقط قال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)، ولم يقل (صالحون) اللهم اجعلنا من المصلحين.” السيد الشهيد محمد باقر الصدر – مواقع التواصل الاجتماعي
النص الثاني:
” الصالح خيره لنفسه.
المصلح خيره لنفسه ولغيره.
الصالح تحبُه الناس. المصلح تعاديه الناس. لماذا يا ترى!؟
الحبيب المصطفى (صل الله عليه وسلم) قبل البعثة أحبه قومه لأنه صالح. ولكن لما بعثه الله تعالى صار مصلحاً فعادوه وقالوا ساحر كذاب مجنون. ما السبب؟
لأن المصلح يصطدم بصخرة أهواء من يريد أن يصلح من فسادهم.
ولذا أوصى لقمان ابنه بالصبر حين حثه على الإصلاح لأنه سيقابل بالعداوة.
(يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك)
قال أهل الفضل والعلم: مصلحٌ واحدٌ أحب إلى الله من آلاف الصالحين. لأن المصلح يحمي الله به أمة، والصالح يكتفي بحماية نفسه. فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون). ولم يقل صالحون. كونوا مصلحين ولا تكتفوا بأن تكونوا صالحين. اللهم اجعلنا صالحين مصلحين هادين مهديين يا رب العالمين. فاضل صالح السامرائي – مواقع التواصل الاجتماعي
النص الثالث:
” الكثير من الناس يسأل عن الفرق بين الصالح والمصلح …… وقال بعض الصالحين ان الصالح: خيره لنفسه والمصلح: خيره لنفسه ولغيره والصالح: يحبُه الناس. والمصلح: يعاديه الناس والحبيب المصطفى (صل الله عليه وسلم) قبل البعثة أحبه قومه لأنه صالح. ولكن لما بعثه الله تعالى صار مصلحًا فعادوه وقالوا ساحر كذاب مجنون. ما السبب لأن المصلح: يصطدم بصخرة أهواء من يريد أن يصلح من فسادهم. ولذا أوصى لقمان ابنه بالصبر حين حثه على الإصلاح لأنه سيقابل بالعداوة. (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان: 17])
فقال أهل الفضل والعلم: مصلحٌ واحدٌ أحب إلى الله من آلاف الصالحين، لأن المصلح: يحمي الله به أمة، والصالح: يكتفي بحماية نفسه. فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون). ولم يقل صالحون. فكن مصلحا ولا تكتفي بأن تكون صالحا. أحمد طه فرج – موقع حزب الوفد على الشبكة العنكبوتية
النص الرابع:
من القواعد الفقهية التي ترسم لنا سنة ربانية، وتضع لنا منهجاً إصلاحياً: أن الماء الجاري لا يتنجس إذا أُلقيت فيه نجاسة، فببركة جريانه فلا تؤثر فيه النجاسة ويبقى على طهارته، أما الماء الراكد القليل فبمجرد ملاقاة النجاسة له فإنها تنجسه وتلوثه.
وهذا الحكم الفقهي يعطينا رؤية اجتماعية في التأثر والتأثير، وفي الحركة القولية والفعلية التي يقوم بها المؤمن فتنتج تغييراً في الأحوال والسلوك، والأخلاق والطبائع.
من هنا ندرك قيمة الإصلاح، ففرق كبير بين الصالح الذي ينحصر أثر صلاحه وتقواه على نفسه، وبين المصلَح الذي يتعدى أثر صلاحه على الآخرين في دعوته لهم، وتنعكس أقواله الطيبة أريجاً يعبق هداية ورشداً، وتفوح أحواله الربانية عنبراً زكياً يكون له الأثر الطيب في مجتمعه.
إن الرجل الصالح يترك أثرا صالحا أينما حلَّ، وقد حددت لنا آية قرآنية مقومات المصلحين فوصفهم الله تعالى بأنهم أولئك الذين يدعون الناس إلى التمسك بتعاليم القرآن، ويحرصون على تقوية صلتهم بربهم من خلال إقام الصلاة فقال تعالى:” وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ” (170/ الأعراف).
وفي هذا وقاية من الهلاك، وحصن أمين من الضياع، وضمان للمجتمعات من الانهيار كل ذلك نتائج مباركة من سعي المؤمن في إصلاح الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة، وفي أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وبذلك يتحقق الأمان من العذاب المادي والمعنوي كما قال الحق سبحانه :(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). فكن صالحا مصلحاً منهجك وشعارك: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)، وكن من غراس هذا الدين العظيم طاعة ودعوة، وصلاحا وإصلاحاً فعن أبي عِنَبَةَ الخَوْلاَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ: (لاَ يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ في هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ في طَاعَتِهِ إلى يوم القيامة) رواه أحمد وابن ماجه” (موقع رابطة العلماء السوريين على الشبكة العنكبوتية).
مناقشة:
النصوص الثلاثة الأولى أقرت بأن المصلح أفضل من الصالح، وهذا ما لا أتفق معهم بهِ، لأنهُ خلاف النص القرآني والحديث الشريف، وسنناقشهم فيما قالوا. لذا أقول:
لم يرد في القرآن الكريم وصف أي من الأنبياء بالمصلح بل العكس، فقد تم وصفهم بالصالحين، بل وصف القران الفاسقين بصفة المصلحين﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ [البقرة: 11]﴾ وذلك لأن مدعيَّ الإصلاح كُثر ولكن الصالحين قليل، حيث نستنتج أن الصالح هو مصلحٌ في ذاته وبدون ادعاءٍ أو بيان، إنما يَدلُ على نفسهِ بنفسه، وأما المصلح فيحتاج الى إثبات ذلك من خلال فعلهِ وعمله، فيثبتُ الصلاح من الداخل والخارج بدون دعوى، وأما المصلح فيثبت بالعمل مع دعوى، ولبيان ذلك وتوضيحه نرجع إلى حديث الامام الصادق عليه السلام حيث جاء في شرح الأخبار – القاضي النعمان المغربي – ج ٣ – الصفحة ٥٠٦ ﴿[1452] وعن أبي عبد الله عليه السلام، أنه أوصى بعض شيعته فقال لهم:” كونوا لنا دعاة صامتين”.
قالوا: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟
قال: تعملون بما أمرناكم به من طاعة الله وتنتهون عما نهيناكم عنه ومعاصيه، فإذا رأى الناس ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فسارعوا إليه.
أشهد لقد سمعت أبي عليه السلام يقول: شيعتنا فيما مضى خير من كان، إن كان امام مسجد في الحي كان منهم، وإن كان مؤذن في القبيلة كان منهم، وإن كان موضع وديعة وأمانة كان منهم، وإن كان عالم يقصد إليه الناس لدينهم ومصالح أمورهم كان منهم، فكونوا أنتم كذلك، حببونا إلى الناس، ولا تبغضونا إليهم.
[1453] وعنه عليه السلام، أنه قال للمفضل: اي مفضل قل لشيعتنا كونوا دعاة الينا بالكف عن محارم الله، واجتناب معاصيه واتباع رضوانه، فإنهم إذا كانوا كذلك كان الناس الينا مسارعين.
[1454] وعن الفضل، أنه قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إنما شيعة جعفر من كف لسانه، وعمل لخالقه حتى يكون كالحنية من كثرة ﴾
وحينما سؤل السيد علي السيستاني من بعض المغتربين: كيف يمكننا أن ندعو إلى ديننا؟ أجاب سماحته: كونوا الأوائل في عملكم وأخلاقكم وإنسانيتكم وبهذا يسأل الناس عن دينكم فيقتدون بكم.
أصبح من الواضح من خلال الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة أن الصالح هو صاحب الفضل والعلو على المصلح لأنهُ مصلحٌ لذاته وبذاته، وأما ما جاء في النصوص الثلاثة الأولى فهو غير صحيح البتة.
ولا بأس بمناقشة الآية التي أستدل بها أصحاب النصوص الثلاثة وهي قولهُ تعالى﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود: 117] ﴾، ولو فرضنا جدلاً وأبدلنا (مصلحون) بكلمة (صالحون) فهل يستقيم المعنى؟ قطعاً لا يستقيم، وتكون الآية فارغة المعنى، فهل من الممكن أن يعذب الله الصالحين!؟ لكن المعنى يقوم ويقول بوجود كلمة المصلحين: حتى وإن كانوا غير صالحين في ذاتهم لكنهم مصلحون في عملهم فإن الله لا يعذبهم، لأن الله لا يحاسب أحداً على السيئة حتى تصدر منه، هذا الذي أنبأنا القران بهِ من أسباب هلاك الأمم، وهو ما نراه اليوم في بلاد الكفر (كما يسمونها) من رقي وتقدم وحضارة ورفاهية، لأنهم مصلحون ولكن هل هم صالحون؟!
أما المثال الذي ضربوه في النصوص الثلاثة عن سيرة الرسول في قريش وسيرتهم معهُ من قبلُ ومن بعد البعثة، فإنما قريش لا غِيرة لها على دينها، لذلك كانت تتعامل مع الأديان الاخرى مثل اليهودية والنصرانية والمجوسية وغيرها بلا حربٍ ولا مشاكل، وعندما لم يكن لرسول الله أتباع كُثر ودعوة واضحة لم يصطدموا بهِ، لكنه عندما صرح بعدم عبادة الاوثان والاصنام ضرب مصالح قريش، وهذا واضح من كلام أبو سفيان حينما وصف دينه قائلاً:” إنما ديننا عبادة وتجارة “، والصحيح هو تجارة فقط. فعندما أمن أبو سفيان على استمرار تجارته غيَّر دينهُ ودخل الإسلام. ولنا أن نسأل أصحاب النصوص الثلاثة: هل كان الرسول قبل الدعوة غير مصلح؟ فكيف تفسرون حله لمشكلة رفع ووضع الحجر الأسود التي قام بحلها؟![1]
أما النص الرابع فأراد أن يساوي بين الصالح والمصلح ويضعهما في مرتبة المترادفين، وهذا غير صحيح لما بينَّاه فهما ليسا مترادفين، فلو أبدلنا الكلمتين مع بعضهما في الآيات القرآنية لاختلف المعنى واختل.
اعتراض:
قد يقول قائل: إن الصالحَ في أصلهِ مصلحٌ، فقد أصلحَ ذاته حتى صار صالحاً
ونجيبه: نعم هو كذلك. لكن حديثنا في المصلح لغيرهِ. وهو ما تحدثت عنهُ النصوص الثلاثة وضربهم لسيرة الرسول مثلاً. فافهم أصلحنا واصلحك الله.
الخلاصة:
بعد ما قدمناه نستطيع القول:
- أن كل صالح هو مصلح، وليس كل مصلح هو صالح (بمعنى: العكس غير صحيح) كما جاء في الآية﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ [البقرة: 11] ﴾
- أن الصالح أحب وأقرب الى الله من المصلح. بعض الآيات التي ذكرت الصالحين ومكانتهم عند الله تعالى:﴿ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ [آل عمران: 114] ﴾، ﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [النساء: 69] ﴾، ﴿ إنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ [الأعراف: 196] ﴾، ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ [العنكبوت: 9] ﴾، ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم: 10] ﴾
[1] بعد بناء البيت اختلفت قريش عند وضع الحجر الأسود أرادوا أن يضعوا الحجر الأسود فقد جاء من حديث السائب في مسند أحمد قال: ((فَبَنَيْنَا حَتَّى بَلَغْنَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ، وَمَا يَرَى الْحَجَرَ أَحَدٌ، اختلفت بطون قريش فقالت طائفة نحن نضع الحجر وقالت قبيلة أخرى بل نحن نضعه وهكذا فكل طائفة وكل بطن من بطون قريش تريد أن تضع الحجر لأن هذا شيء عظيم.
فقالوا: ماذا نصنع؟
فَقَالُوا: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ حَكَمًا.
قالوا: قَالُوا: أَوَّلَ رَجُلٍ يَطْلُعُ مِنَ الْفَجِّ فهو الذي سيكون حكما بيننا وفي بعض الروايات أنه كان من باب بني شيبة فخرج النبي – عليه الصلاة والسلام –
فَقَالُوا: أَتَاكُمْ الْأَمِينُ يعني هذا هو الذي سيحكم بينكم لأنه أول من طلع علينا من باب بني شيبة.
فقالوا له: أن الأمر كذا وكذا.
فأتى النبي – عليه الصلاة والسلام – بثوب ووضع هذا الثوب على الأرض ثم أمرهم أن يحملوا الحجر ويضعونها على الثوب ثم دعا ببطون قريش يعني من كل قبيلة ومن كل فخذ أمر رجلا أن يحمل ويرفع الثوب من ناحية فرفعوا هذا الثوب إلى أعلى ثم أخذ النبي – عليه الصلاة والسلام – الحجر ووضعها في مكانها)).
يعني هذا الذي فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-يدل على حكمته – عليه الصلاة والسلام – وعلى عقله ورجاحته كيف أنه أصلح بينهم جميعا ولعله كانت تصير بينهم من الفتنة فجاء وقال لهم تشترك كل الفخوذ وكل القبائل في حمل الحجر فلما حملته وضعته وهذا قد جاء بأسانيد صحيحة.
إذاً هذا كان وعمره – عليه الصلاة والسلام – خمساً وثلاثين سنة ، كما قال جمهور أهل السير وجمهور العلماء.