أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الامام الخميني (قدس).. مرآة 31 عاما بعد الرحيل

الامام الخميني (قدس).. مرآة 31 عاما بعد الرحيل

السيمر / فيينا / الاربعاء 03 . 06 . 2020 —-يقال ان الانسان يبقى حتى بعد رحیله لان ما تركه من فكر وانسانية هو ما يبقيه خالدا في ادراك ووعي الاجيال التي تاتي بعده. اما من يترك هذه الدنيا ولم يترك أي اثر فكري او انساني يذكر فذلك الذي يموت بكل ما تحمله الكلمة من ابعاد.

لم يكن لمسيرة الامام الخميني (قدس) ان تكون مسيرة انسان عادي يعيش حياته بأقل انجازات ويترك الدنيا مثل كثيرين. بل كان مصيرها ان تؤسس فكرا وانسانية لما سيكون قاعدة تجددية تعتمدها الاجيال اللاحقة في تحديد مسيرها وتقرير مصيرها.

يقول الكاتب الانجليزي “جوزيف اديسون” المتوفی في القرن الثامن عشر (ينتج عن اتحاد الكلمة والعقل هذا الغموض الذي يُدعى الحياة. تعلم العقل وغموضه بعمق، فهناك يكمن سر الخلود)

لا يمكن تصور حركة الامام الخميني الراحل (قدس) في معزل عن العقل والفكر. فالثورات والنضال والقتال في وجه الظلم والاستبداد يحتاج فكرا وكلمة قبل اي شيء. والفكر والكلمة يقودان الى الايمان المطلق بالحرية وحين يكون الانسان حرا يكتسب الشجاعة والقوة وكل الصفات الاخرى المطلوبة لانجاح مواجهة الظلم والقيام بالثورات التحررية.

وفي مرآة واحد وثلاثين عاما بعد رحيله، حكايات كثيرة وانعكاسات اكثر لما تركه من ارث فكري وعقلي وانساني مبني على عشق الحرية والانسانية والعمل اجل الانسان.

وفي النظر الى هذه الانعكاسات لا يحتاج المرء للتمحيص والتدقيق لرؤية اشراقات فكر الامام الخميني (قدس) على الامة بعد اكثر من ثلاثة عقود.

ابرز الصور التي تظهر في هذه المرآة حقيقة انه من اتحاد العقل والكلمة والفكر والحرية والانسانية في شخصية الامام الخميني(قدس) كانت الخطوة الاولى بتحويل سفارة كيان الاحتلال الاسرائيلي الى سفارة فلسطين. لتتبعها خطوة اعلان يوم القدس العالمي. خطوتان عكستا فيما بعد اهمية النظرة الشاملة للامام الخميني تجاه قضايا العالم الاسلامي. واهمية هاتين الخطوتين انهما ترافقتا مع الضغط الغربي والحصار والحظر والتحريض ضد ايران وحرب مفروضة عليها. لكن كما ورد سابقا.. الحر لا يخاف، ولذلك واصلت ايران مسيرتها في خط الدفاع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني وما زالت.

اما الانعكاس فواضح وجلي. يكفي واقع ان ايران هي المدافع الاول عن القضية الفلسطينية وما زالت فلسطين هي البوصلة والاساس والمحور.

ومن هذا الانعكاس تبرز انعكاسات اخرى. فمع توسع دائرة الظلم المرتبطة باصل العلة اي كيان الاحتلال الاسرائيلي، توسعت ايضا دائرة التجارب المتبنية لفكر الامام الخميني (قدس) ومدرسته في الحرية والانسانية والقوة والايمان. من لبنان الى العراق مرورا باليمن وصولا الى التاثير الكبير على عدد كبير جدا من دول العالم، سواء بشكل مباشر او من خلال الفكرة العابرة للانسان والاثنيات والاعراق التي رسخها الامام الخميني الراحل. (لا يمكن انكار او تغييب مشهد الايرلنديين والاسكتلنديين وهم يحيون يوم القدس العالمي كل عام والذي كان نتاج فكر الامام الخميني وادراكه لمحورية قضية القدس)

والامة بعد واحد وثلاثين عاما من رحيله، ما زالت تواجه التحريض والحظر وتشويه الصورة والتهديد. من ايران الى سوريا والى العراق واليمن وكل طرف ومجموعة وانسان يؤمن بالمسار الذي تبناه وارسى اسسه الامام الخميني (قدس). لكن ايضا الامة التي بنى لها اسسا قوية للحياة والصمود اصبحت اقوى وبنت على الاساس الذي وضعه لها. فايران اليوم اقوى. ليس فقط بالقوة المادية والعسكرية بل بالقوة العلمية والفكرية والاجتماعية، وتؤمن اكثر بحقها وحرية وسيادة قرارها.

ايضا ايران ومعها حركات المقاومة والشعوب الحرة تتعرض اليوم كما في حياة الامام الخميني الى حملة تشويه واسعة، غير ان كل ذلك لا يؤثر في رؤية هذا المحور لطبيعة مهمته واحقية اهدافه ومشروعية حقوقه.

ولا يبالغ المرء بالقول ان انجازات دول المنطقة والامة الاسلامية تدين بالفضل لفكر وانسانية وقوة ورؤية الامام الخميني (قدس). وهذا دليل دامغ على ان هذا الفكر وهذه الانسانية والقوة كانت على حق لانه وببساطة الحق يبقى والباطل ينتهي.

يقال (اذا احيا الانسان شيئا في الاخرين فانه يكون قد اقترب من الخلود). فما بالك بإنسان كل حياته كانت من اجل حرية الانسان وعيشه بكرامة، وما بالك بانسان احيا روح الانسانية والفكر والعقل والكلمة والحرية والقوة والمحبة في نفوس امة باكملها؟

المصدر / العالم

اترك تعليقاً