السيمر / فيينا / الاثنين 11 . 01 . 2021 —- بين 20 مارس/آذار و9 أبريل/ نيسان2003، تبادل ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركيّ، وطارق عزيز، نائب رئيس الحكومة العراقيّ، عدداً من الرسائل التي كشفت بعضَها وزارةُ الخارجيّة الأميركيّة من غير أن يظهر أيّ تكذيب عراقيّ لها.
تقول الرسالة الأولى التي كتبها عزيز:
“بغداد في 20/3/2003،
سيادة نائب الرئيس ديك تشيني،
بعد التحيّة،
لقد صنّفَنا رئيسكم السيّد جورج دبليو بوش، قبل عام ونيّف، واحداً من ثلاثة أطراف تُشكّل معاً “محور شرّ” في العالم، ثمّ تناهت إلينا معلومات خطيرة عن أنّكم ستعتبروننا من المسؤولين عن المأساة التي حلّت بمدينتي واشنطن دي سي ونيويورك قبل عامين. ويبدو أنّ هذا التصنيف الظالم لنا، والمصحوب باتّهامنا بامتلاك أسلحة محظّرة دوليّاً، هو تمهيد لاستهدافنا عسكريّاً. إنّ هذه الصورة التي تقدّمونها عنّا لا أساس لها من الصحّة إطلاقاً، ونحن نعلم أنّ بعض العراقيّين الحاقدين على وطنهم وشعبهم، خصوصاً ذاك المدعوّ أحمد الجلبي، هم الذين سوّقوها عنّا وأقنعوكم بها. إنّنا مستعدّون أن نضع كلّ الأوراق على طاولة التفاوض من أجل أن نوضح لكم موقفنا الودّيّ منكم. واسمحوا لنا أن نذكّركم بأنّ العراق هو الذي وقف في وجه إيران الخمينيّ ودفع أكلافاً بشريّة واقتصاديّة باهظة. كما أنّ الحزب الذي يحكم العراق، حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، كان من أشجع الذين تصدّوا للمدّ الشيوعيّ في الستينات، في ذروة الحرب الباردة، فكنّا بالتالي، نحن وإيّاكم، في خندق واحد. مع هذا، فإنّ رئيسكم السابق جورج بوش لم يكن مستقيماً معنا حين أرسل لنا سفيرتكم السيّدة إبريل غلاسبي فخدعتنا وورّطتنا في المغامرة الكويتيّة. لقد كان هدفنا أن نتخلّص من حكمٍ إقطاعيّ تتعارض قيمه مع القيم الأميركيّة والغربيّة المتمدّنة. لكنّكم جئتم بجيوش جرّارة لإذلال العراق وحماية تلك الإمارة الإقطاعيّة القروسطيّة.
إنّنا، يا سيادة نائب الرئيس، وكما ذكرت قبلاً، مستعدّون للتحدّث في كلّ شيء، بما في ذلك النفط. واسمح لي أن أقول إنّ كتابات وتحليلات بعض من يسمّون أنفسهم “مناهضين للإمبرياليّة”، في بلادنا وخصوصاً في بلادكم، تركّز على ما تعتبره أطماعكم في نفطنا. وهم ينبّهون دائماً إلى أنّكم أنتم شخصيّاً كنتم، حتّى الأمس القريب، المدير التنفيذيّ لـ لشركة “هالّيبرتون”. وبدورنا، نحن لا نزال حتّى الآن نرفض الأخذ بهذه التقديرات مع أنّنا، كنظام يحترم إرادة الشعب وحرّيّته، لا نستطيع منعه من التعبير عن هواجسه هذه.
على أيّة حال، أنا في انتظار جوابكم كي نبدأ حواراً صريحاً وشاملاً بين أصدقاء.
تفضّلوا بقبول احترامي،
طارق عزيز”.
ويبدو أنّ جواب تشيني لم يتأخّر، فكتب ردّاً على الرسالة العراقيّة:
“واشنطن دي سي في 27/3/2003،
عزيزي نائب رئيس الحكومة طارق عزيز،
سأدخل معك مباشرة في الموضوع وأجيب عن نقاطك نقطة نقطة. فنحن لسنا متأكّدين من أنّكم على علاقة بمنظّمة القاعدة ولا بالجريمة التي نزلت بالولايات المتّحدة في 11/9. وليس لدينا دليل قاطع على أنّكم تملكون، أو لا تملكون، أسلحة محظّرة دوليّاً. مع هذا، ووفقاً لما توصّل إليه الأصدقاء “المحافظون الجدد” في إدارتنا، فإنّ سبب الإرهاب هو فقدان الديمقراطيّة في بلدانكم جميعاً. ومن بين هذه البلدان الكثيرة، قرّرنا أن نبدأ بالعراق ونجعل منه نموذجاً لباقي بلدان الشرق الأوسط. فالعراق بلد كبير وغنيّ، ولديه طبقة وسطى متعلّمة، وفيه تنوّع دينيّ وإثنيّ وطائفيّ. وهذا لئن تولّى السيّد جلبي فتح أعيننا عليه، فالمؤكّد أنّه موجود قبله وبمعزل عنه (وبالمناسبة: هل يستطيع السيّد جلبي، وكثيرون من العراقيّين الذين يعيشون مثله في الخارج، أن يعيشوا في العراق ويمارسوا حرّيّاتهم وخياراتهم السياسيّة؟ طبعاً لا).
صحيح أنّكم وقفتم في وجه الخميني وثورته التي دشّنت أعمالها بالاستيلاء الوحشيّ على سفارتنا في طهران. لكنّ زمن الحرب الباردة ولّى وما عدنا بحاجة إلى التحالف مع أنظمة مستبدّة لمواجهة أنظمة مستبدّة أخرى، إلاّ إذا كانت تربطنا بها مصالح اقتصاديّة في غاية الأهميّة. وهذا ينطبق بدرجة أكبر على الستينات: فأميركا التي كانت تشجّع يومذاك ذبح الشيوعيّين، في العراق كما في أندونيسيا وأيّ مكان آخر، أصبحت اليوم تتعامل معهم بوصفهم ضحايا أنظمة استبداديّة فرضت علينا ظروفُ الماضي السيّء أن نحالفها. أمّا عن تذرّعكم بسبب وبلا سبب بأنّ سفيرتنا إبريل غلاسبي أعطت الضوء الأخضر لرئيسكم صدّام حسين بأن يغزو الكويت في أوائل آب (أغسطس) 1990، فهذا غباء محض في أحسن حالاته. فغلاسبي، حين قالت إنّ الولايات المتّحدة غير معنيّة بالنزاعات العربيّة – العربيّة، لم يكن يخطر في بالها، لا من قريب أو بعيد، أنّ المقصود هو احتلال الكويت. إنّ ما ورّطكم ليس الولايات المتّحدة ولا السفيرة غلاسبي بل، واعذرني على قولي هذا، غباء قيادتكم السياسيّة وعدم معرفتها بالعالم وبالديبلوماسيّة في وقت واحد.
أمّا أنّكم أردتم التخلًص من “حكم إقطاعيّ تتعارض قيمه مع القيم الأميركيّة والغربيّة المتمدّنة”، فهذا، حتّى لو قبلناه، لا يجيز لكم احتلال دولة مستقلّة. فضلاً عن ذلك فإنّ تعارض قيمنا والقيم الكويتيّة يظلّ أقلّ من تعارضها مع القيم التي يُحكَم بموجبها العراق حيث، وأنت أعلم منّي بذلك، لا يتوفّر الحدّ الأدنى من حقوق الإنسان والحرّيّات والتعدّد. وأخيراً، وبالنسبة إلى النفط، يُستحسن تذكيركم وتذكير “المناهضين للإمبرياليّة” عندنا وعندكم، بحقيقتين لا يقلّل منهما أنّني عملت سابقاً مديراً تنفيذيّاً لإحدى الشركات: أولاهما، أنّ أيّة حرب قد نشنّها على العراق ستكلّفنا من المال ما لن يعوّضنا إيّاه نفط العراق حتّى لو احتكرناه كلّه لعشرات السنين. أمّا الثانية، فأنّنا نعلم جيّداً أنّ رئيسكم السيّد حسين مستعدّ أن يمنحنا هذا النفط كلّه من دون أيّة حرب إذا ما ضمنّا له البقاء في السلطة. هذه الخلافات، على أيّ حال، لا تلغي الدخول في “حوار صريح وشامل” بيننا.
صداقتي،
ديك تشيني”.
الرسالة الثانية التي وجّهها عزيز لتشيني بدت أشدّ صراحة ودخولاً في صلب الموضوع:
“بغداد في 4/4/2003،
سيادة نائب الرئيس ديك تشيني،
بعد التحيّة،
لقد اطّلعت على رسالتكم وأطلعتُ السيّد الرئيس صدّام حسين عليها، وهو بدوره طلب منّي أن أحيطكم علماً بالتصوّرات والاحتمالات التي نتداولها هنا في بغداد. لكنْ قبل ذلك لا بدّ من ردّ عابر على ما اعتبرناه إهانة لحاكم دولة ذات سيادة كالرئيس صدّام حسين. لقد وصفتم قيادتنا بـ “الغباء السياسيّ وعدم المعرفة بالعالم وبالديبلوماسيّة في وقت واحد”، ونحن من جهتنا نودّ أن نذكّركم بأنّ رئيسكم السيّد جورج دبليو بوش، بحسب ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز”، لم يعرف موقع العراق على الخريطة إلاّ قبل أيّام قليلة.
على أيّة حال، لا بدّ من تجاوز هذه العنعنات الصغرى. فنحن نعتقد أنّ في وسعنا أن نستعيد أجواء الصداقة التي سادت علاقتنا في الثمانينات، إبّان الحرب مع إيران، وهذا من دون أن تغيّروا أيّاً من قناعاتكم التي عبّرتم عنها في رسالتكم الأخيرة. ولأنّكم مصرّون على بناء الديمقراطيّة في المنطقة انطلاقاً من نموذج ما، فنحن نقترح عليكم ثلاثة خيارات تكون بديلاً عن خياركم العراقيّ:
هناك السعوديّة، وكما تعلمون فإنّ الذين نفّذوا 11 أيلول كانوا سعوديّين، فيما المال السعوديّ هو الذي ينشر التطرّف الإسلاميّ الوهّابيّ. وهناك إيران، وهي أصلاً، وكما حدّد رئيسكم جورج دبليو بوش، من “محور الشرّ”. ودائماً، هناك سوريّا التي توجد لها أصابع في كلّ عمل إرهابيّ. إنّنا نعرف حكّام سوريّا جيّداً كما نعرف أنفسنا وندرك طبيعة عقلهم الإجراميّ الجهنّميّ (ولا تنس أنّ الحزب الذي يحكم هناك هو نفسه الذي يحكم هنا في العراق).
لقد ساءنا كثيراً أنّكم وضعتم العراق في “محور الشرّ” ولم تضعوا سوريّا، كما فرضتم وتفرضون علينا حصاراً جائراً (مع أنّ نظامنا استفاد منه كثيراً بالمناسبة). ويهمّني أن ألفت نظركم، يا سيادة نائب الرئيس، إلى أمر أجده غريباً: فأنتم تقولون إنّ العراق كبير وغنيّ لكنّكم، لهذا السبب، تريدون أن تعاقبوه!. إنّ العراق بلد صعب، ولا يصلح مكاناً لهذا النموذج الديمقراطيّ الذي تتخيّلونه. فهو يعجّ بالأديان والطوائف والإثنيّات، ولست أكشف سرّاً إذا قلت لكم إنّ تحرير الشيعة، وهم أكثريّة السكّان العدديّة، ستدفع بهم إلى أحضان إيران أكثر ممّا إلى أحضان الديمقراطيّة. إنّكم تجهلون الكثير عن تركيبة العراق وعواطف أبنائه، وما تعرفونه مجرّد أخطاء يزوّدكم بها الجلبي وأمثاله. كذلك فأصدقاؤكم الأكراد الذين وفّرتم لهم الحماية الجوّيّة وحرمتم العراق من فرض سلطته المركزيّة عليهم، ينقسمون إلى عشائر متنافسة، وهم، على عكس ما تصوّرونهم عليه، ليسوا سويديّين أو نروجيّين محبّين للديمقراطيّة. إنّهم سيتصارعون في ما بينهم إلى ما لا نهاية، وستتوزّع ولاءاتهم على دول المنطقة، وتاريخهم كلّه لا يدلّ إلاّ على ذلك.
إنّنا، وأكرّر ما قلته سابقاً، مستعدّون أن نعطيكم ما شئتم من نفطنا، وأن نقف إلى جانبكم عسكريّاً، وبالطبع سياسيّاً وإعلاميّاً، في مواجهة أيّ واحدة من الدول الثلاث التي اقترحتُها عليكم، في حال رغبتم في ضربها. كذلك يمكننا، مستعينين بوزن العراق وإمكاناته وبصداقتنا مع صحافيّين دفعنا لهم غالياً، أن نروّج للسلام مع إسرائيل، وهو ما يهمّكم كثيراً، وأن نضع حدّاً لسياساتنا المتطرّفة القديمة (وهي بالمناسبة لم تكن سوى هواء ساخن نستخدمه ضدّ سوريّا ولتدجين الفلسطينيّين، وليس أبداً لإيذاء إسرائيل. ونذكّركم بأنّ قوّاتنا في الأردن عام 1970 أتاحت للجيش الأردنيّ أن يتقدّم لتصفية قوّات منظّمة التحرير الفلسطينيّة).
أمّا في شأن الديمقراطيّة، التي لا نفهم في الحقيقة مدى سحرها عليكم، فقد فاتكم وجود “جبهة وطنيّة وقوميّة تقدّميّة” على رأسها الرفيق نعيم حدّاد، هي التي تحكم العراق. مع هذا فنحن على استعداد لأن نوسّع هذه الجبهة قليلاً بحيث تضمّ جلبي وبضعة أشخاص آخرين يشبهونه.
لكنْ إذا رفضتم عروضنا، يا سيادة نائب الرئيس، فنحن لن نفتقر إلى أوراق قويّة ندافع بها عن أنفسنا. أكتفي هنا بمثلين يُستحسن بكم أن تفكّروا قليلاً بهما: إنّنا مستعدّون أن نُشعل المنطقة كلّها بتجديد الصراع مع إسرائيل. وإذا صحّ أنّ السوريّين والإيرانيّين هم الذين يسيطرون اليوم على الحدود اللبنانيّة – الإسرائيليّة، فهذا لن يمنعنا من العثور على وسائل وممرّات أخرى لن تُستثنى منها العمليّات في الخارج. وأنتم سمعتم من غير شكّ بأسماء أشخاص ككارلوس ووديع حدّاد وأبو نضال ممّن نستطيع أن نصنع أمثالهم في أيّ وقت. فإذا أضفنا إلى ذلك قيامنا بحملة إعلاميّة وسياسيّة مكثّفة حول تحرير فلسطين، وعبّأنا حولها الجماهير العربيّة والإسلاميّة، أمكننا أن نُلحق أفدح الأذى بسياساتكم ومصالحكم في المنطقة. حملة كهذه يمكن أن يتولاّها وزير إعلامنا محمّد سعيد الصحّاف الذي يتمتّع بقدرات هائلة تقلب الأبيض أسود والأسود أبيض.
أمّا الشيء الآخر فهو أنّ سجوننا تمتلىء بمن نسمّيهم “مجانين الدِين”. هؤلاء نعاملهم بقسوة وخشونة تجعلانهم أشدّ تطرّفاً، بل مجانين فعليّين يتعاملون مع أجسامهم كقنابل موقوتة صالحة للتفجير في وجه أيّ عدوّ. وسوف يكون في وسعنا دائماً إطلاق هؤلاء وبرمجتهم بحيث يستهدفون الأميركيّين والغربيّين، ليس في منطقتنا فحسب، بل في بلدانكم نفسها أيضاً. وأنتم، يا سيادة نائب الرئيس، لا تستطيعون أن تتخيّلوا كيف يهتاج هؤلاء حين تُذكر أمامهم كلمات كـ “صليبيّ” و”يهوديّ” و”كافر”. إنّهم أسلحةٌ لن ينجح حتّى احتلالكم لبلدنا في مكافحتها، هذا إن لم نقل إنّ احتلالاً كهذا يُفرحهم لأنّه يقرّب جنودكم منهم. إنّهم ينتظرون قدومكم بلهفة، ولهذا فإنّ الحكمة تستدعي عدم احتلالكم العراق. فكّروا بذلك، وتفضّلوا بقبول احترامي،
طارق عزيز”.
وبدوره ردّ ديك تشيني:
“واشنطن دي سي في 9/4/2003،
عزيزي نائب رئيس الحكومة طارق عزيز،
هذه ستكون آخر مرّة أكاتبك فيها، لأنّني بتّ على يقين بأنّ ما من شيء، مطلق شيء، يجمع بيننا، وما من شيء بالتالي يمكن أن نتحدّث فيه.
باختصار أقول: إنّ اختيار العراق لا يعني استبعاد إيران وسوريّا، فدورهما آتٍ، علماً بأنّنا نظنّ أنّ النموذج العراقيّ الجديد هو بذاته سيتولّى أمرهما. أمّا السعوديّة فتقع في قلب دائرة المصالح الأميركيّة والغربيّة، ما يجعل هزّها أمنيّاً ذا تأثير سلبيّ بالغ على العالم بأسره. مع هذا، فنحن نظنّ أنّ تحوّلاً كبيراً في العراق، يليه تحوّلان مماثلان في سوريّا وإيران، سوف يغيّر وضع السعوديّة إلى الأحسن. هذا في شبه المؤكّد.
وأمّا أن تقارنوا رئيسكم برئيسنا فهذا ذروة الوقاحة. فالمدعوّ صدّام حسين هو الذي أهداه خاله السيّد طلفاح خير الله مسدّساً عند نيله الشهادة الابتدائيّة، وكان أوّل ظهور عامّ له محاولته اغتيال رئيسكم آنذاك عبد الكريم قاسم، والتي لجأ بعدها جريحاً إلى سوريّا. هذه ليست تربية رئيسنا المنتخب. وبحقّ الله لا تقل لي إنّ المدعوّ نعيم حدّاد هو الذي يحكم بلدكم على رأس “جبهة” تمثّل العراقيّين. وأخيراً، فإنّ تذرّعكم بوجود الطوائف والإثنيّات في العراق لا يقدّم ولا يؤخّر. فهذا الوجود ينتشر على مدى منطقتكم بكاملها، ومن الخطأ كلّيّاً أن تُستخدم هذه الحجّة استشراقيّاً واستعماريّاً لاستخلاص الاستحالة الديمقراطيّة في ربوعكم. يبقى أن أقول إنّ تهديدكم لنا بالإرهابيّين وبمن أسميتَهم “مجانين الدين” لن يُخيفنا بتاتاً. والحريّ بكم في هذه اللحظة أن تشعروا أنتم بالخوف فيما الأرض تهتزّ تحت أقدامكم.
ديك تشيني”.
وما أن أنهى طارق عزيز قراءة الرسالة حتّى كان ضابط عراقيّ يدفعه دفعاً نحو الملجأ الواقع في قبو القصر المخصّص له. ذاك أنّ الطائرات الأميركيّة كانت تحلّق في سماء بغداد وتمطر عاصمة الرشيد بالقنابل والصواريخ.
الناشر / جريدة السيمر الاخبارية