السيمر / فيينا / الجمعة 03 . 09 . 2021 —– مكان بين فتيات المودل في العراق والعالم تطمح إليه أميرة ذات الـ20 عاما، المصابة بمرض جلدي مزمن لا شفاء منه، وهي تحمل رسالة سامية تثبت جمال اختلافها مع قريناتها المصابات على غرار أول عارضة أزياء الكندية العالمية، ويني هارلو.
تخرج أميرة هاني رشو، الفتاة العراقية من المكون الإيزيدي، من منزلها الكائن في ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار غربي مركز نينوى شمالي العراق، في الساعة الرابعة فجرا، يوميا للتوجه إلى عملها المتمثل برفع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة والخطيرة التي خلفها تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا الاتحادية) عندما استولى على المدينة وطبق إبادة شنيعة بحق المكون الإيزيدي قبل سبعة أعوام.
تحلم أميرة أن تصبح عارضة للأزياء ومودل لما تتمتع به من جمال يشع سحرا منها بين سفوح جبال سنجار، وبقلب طموح يتحدى مرض البهاق النادر الذي لا شفاء منه، والذي أصاب جلدها وزاد جمالها حسنا وتميزا.
وتحدثت أميرة هاني رشو في لقاء مع مراسلة “سبوتنيك” في العراق، اليوم، قائلة:
“تخيلي عدد المصابين بالبهاق في الوطن العربي ولم تكن لديهم الجرأة أو الشجاعة لمواجهة التنمر والصعوبات، كما لا يمكنهم نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة إيجابية وتمثيل المصابين بالبهاق بشكل إيجابي”.
وأضافت أميرة: “أردت أن أقوم بتغيير إيجابي وأتحدّى المعوّقات وتحلّيت بالجرأة والشجاعة، لأنه لا يوجد داع إلى الحرج من مرض مزمن”.
نجاة من الإبادة
وكانت أميرة التي تحمل شهادة السادس ابتدائي ولم تكمل دراستها بسبب ظروف عائلية خارجة عن إرادتها حسبما ذكرت، قد نزحت مع عائلتها إلى مدينة السليمانية التابعة لإقليم كردستان عندما استولى “داعش” الإرهابي على قضاء سنجار غربي الموصل مركز نينوى شمالي العراق في مطلع أغسطس/ آب عام 2014.
أميرة هاني رشو، عارضة أزياء عراقية، العراق
واستطردت: “مكثنا أنا وعائلتي المكونة من أبي وأمي وأخي الصغير في السليمانية طوال عامين، ثم رحلنا إلى أحد المخيّمات وبقينا فيه لمدة شهرين كاملين قبل أن نعود إلى سنجار”.
حلم قديم
وتبين أميرة بقولها: “أن أصبح مودل أو عارضة أزياء ذلك حلم قديم بات هاجسا لإيصال صوتي وصوت من يعانون مثلي من مرض البهاق إلى العالم، كي تصل رسالتي لهم وهي: نحن نستطيع تحقيق أحلامنا رغم اختلافنا عن باقي البشر”.
طموح
وتطمح أميرة إلى المشاركة في مسابقات الجمال التي تقام في العراق على وجه الخصوص والعالم عامة، بعد قطعها شوطا طويلا في التغلب على المضايقات والتنمر في حياتها اليومية سابقا.
تتلقى أميرة ذات الشعر الكاريه بقصته التي أبرزت ملامحها، دعما وتشجيعا من قبل عائلتها وأصدقائها قبل خروجها من دوامة نظرات الناس والمضايقات والتنمر على بشرتها، معبّرة:
“أصبح الأغلبية يحترمونني ويتفهمون اختلافي ليس مرضا إنما اختلاف جميل من الله”.
وتحلم أميرة بأن تحصد شهرة عالمية وتشارك في عروض خارج حدود العراق كي تساعد الناس ممن يشبهونها وتبرهن للآخرين والعالم بأسره أن نجاحها هو تميزها ويرى الجميع التميز الجميل للمصابين بالبهاق.