الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / إذا كان “المتغطي بالأمريكان عريان” فما حال “المتغطي بالإسرائيليين”؟!

إذا كان “المتغطي بالأمريكان عريان” فما حال “المتغطي بالإسرائيليين”؟!

السيمر / فيينا / الأربعاء 08 . 09 . 2021  —–  يبدو ان الكثيريين في الخليج الفارسي لم يستوعبوا الدرس الافغاني، بل ان نسبة كبيرة منهم فهموه بشكل مقلوب، فخروج امريكا من افغانستان، وقبل ذلك فقدان منطقة الخليج الفارسي اهميتها بالنسبة لامريكا، بدلا من ان يدفعا بعض قادة الدول العربية في الخليج الفارسي، الى التفكير بموضوعية حول كيفية التعامل مع مرحلة ما بعد امريكا، نرى هؤلاء القادة!، يستميتون في الارتماء في حضن “اسرائيل”، كبديل لامريكا.

هذا أستاذ العلوم السياسية الإماراتي والمُقرّب جدا من حكم الامارت الفعلي محمد بن زايد، عبدالخالق عبد الله يقول في تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر، ‏وزير خارجية ووزير دفاع أمريكا في المنطقة يحملان رسالة واحدة من واشنطن تقول: أمريكا لن تدافع عن الخليج الفارسي ولن تخوض معركة من أجل نفط الخليج الفارسي من الآن فصاعدا. ودول الخليج الفارسي أمام مفترق طرق: كيف يجب أن تتكيف مع مرحلة خليج ما بعد أمريكا؟.

لا يحتاج المراقب لاحداث وتطورات المنطقة للكثير من التفكير واهدار الوقت لمعرفة ماذا يقصد هذا “الاكاديمي” و “استاذ العلوم السياسية” الاماراتي والمقرب من ابن زايد، من “كيف يجب ان تتكيف الدول العربية في الخليج الفارسي مع مرحلة ما بعد أمريكا”. فبلاده الامارات حددت سريعا هذه “الكيفية”، وهي السقوط الحر في احضان “اسرائيل”، واستبدال أمريكا المنسحبة بكيان الاحتلال الاسرائيلي.

المرء يصاب بالصدمة من الكيفية التي تمكنت بها امريكا من سلب بعض حكام الخليج الفارسي وما يعرفون بـ”الاكاديميين والنخب السياسية” فيها من “ملكة التفكير”. فاذا كانت امريكا عاجزة عن “حمايتكم” تُرى كيف ستوفر “اسرائيل” هذه “الحماية”، وهي التي ما كانت لتوجد وتبقى لولا الحماية الغربية. واذا كانت امريكا تطمع بثرواتكم وتعمل على نهبها وبشراهة في مقابل هذه “الحماية”، فان “اسرائيل” تطمع بأرضكم. اخيرا كيف خطر ببال العقول الصغيرة التي ارتمت في احضان “اسرائيل”، ان “الاسرائيليين” سيحاربون لـ”حمايتهم”؟!!.

على دول مثل الامارات والبحرين، التي طبعت مع “اسرائيل” علنا، والسعودية في الخفاء، ان تكف عن سياسة صناعة عدو وهمي، وهو ايران ، من اجل تبرير تطبيعها مع عدو العرب والمسلمين ومغتصب مقدساتهم، لتكون “حاميهم” بعد رحيل امريكا، فلا وجود لهذا العدو الذي زرعته امريكا في عقولهم، لذلك وضعنا عبارة “الحماية” بين قوسين، فهذه “الحماية” ليست سوى اكذوبة، الهدف منها شرعنة التواجد الامريكي و”الاسرائيلي” في المنطقة اولا، وتبرير تطبيع بعض الانظمة العربية في الخليج الفارسي مع الكيان الاسرائيلي.

من الحكمة ان يتعظ الانسان بالتاريخ، لذلك ندعو زعماء بعض دول الخليج الفارسي واكاديمييها والنخب السياسية فيها، ان يتوقفوا قليلا امام مقولة قالها “زعيم” عربي، وهو الرئيس المصري حسني مبارك، الذي كان “يؤمن” مثلهم بأمريكا، الا انه وبعد فوات الاوان، قال مقولته المعروفة “المتغطي بالامريكان عريان”، وهنا ندعو هؤلاء الزعماء والاكاديميين والنخب السياسية في الخليج الفارسي، ان يجسدوا لنا حال من يتغطى بـ”الاسرائيليين”؟!!.

المصدر / العالم

اترك تعليقاً