السيمر / فيينا / الجمعة 18 . 02 . 2022
لا علاقة للجريدة بكل ما يطرح من آراء وافكار ضمن اي مادة للنشر
جدل شيعي كبير دار في العراق مع بدايات الحرب على سوريا
حين دخلت بعض الفصائل الجهادية العراقية في النزاع العسكري بعنوان الدفاع عن حرم السيدة زينب
لاحقا تطورت الرؤية إلى الحرب الاستباقية المنطلقة من حقيقة ان انتصار الارهاب في سوريا سيدفع به فورا الى العراق.
➖ سرعان ما نضجت رؤية سياسية عسكرية شرعية تبنت ستراتيجية الدفاع عن العراق في الميدان السوري بلحاظ وحدة المصير ووحدة العدو واستهدافه لكل شيعة المنطقة. وان هدفه النهائي هو العراق حتما كونه مهد التشيع وعاصمته ومركز دولة الامام المهدي.
➖ لم يكن اعتباطا انطلاق الحرب العالمية على التشيع من البيئة السورية ..
.. والتنبؤ بان محطتها التالية هي العراق لم يكن يحتاج عبقرية كبيرة. أبسط الناس كان يعلم ان العراق هو الهدف القادم. إنها مسالة وقت ليس إلا.
➖ أصوات عديدةٌ عارضت المشاركة العراقية في الحرب السورية.
بعضها تنبأ بقرب وصول الهجمة إلى العراق ، مما يتطلب الحفاظ على شبابنا للدفاع عنه.!
لكن هذه الرؤية كانت تستوجب تهيئة اولئك الشباب للقتال ، وتدريبهم وتسليحهم وتنظيمهم وإعدادهم روحياً للمواجهة مع عدو شرس .. فقد ولى زمن الفالة والمگوار ، واصبحت حروب اليوم تحسمها التكنلوجيا والتخطيط والتسليح والتدريب والإعلام.
ومن كان يعلم انه مقبل على حربٍ وشيكة كان لابد له من الإستعداد لها – وهذا ما لم يقم به المعارضون لذهاب الفصائل الى سوريا.
➖ لقد بات واضحا أن ستراتيجية المشاركة كانت هي الأصح – لإعتبارات نورد أهمها :
١- إن صد الارهاب في سوريا ساهم في تأخير وصوله للعراق .
٢- أدت المشاركة الى اكتساب الفصائل العراقية خبراتٍ ميدانية مهمة مكنتهم لاحقا من تصدّر المواجهة مع داعش في العراق.
٣- تجذّرت العلاقة بين الفصائل العراقية وقوى محور المقاومة، والتي انبهرت بالبسالة العراقية في القتال ..
.. لاحقا اثمرت تلك العلاقة في تشجيع قادة المحور بلبنان وايران للإسراع في دعم الجبهة العراقية ضد داعش خلال الساعات الأولى من سقوط الموصل ، معتمدين على الفصائل التي أثبتت كفاءتها في الميدان السوري، وقاموا برفدها بالخبراء والمعدات القتالية المتطورة.
➖ لقد بات معروفا للجميع أهمية الدور المحوري الذي أدّاه الشهيد #قاسم_سليماني في هذا الدعم ، وطلبه من قيادة حزب الله اللبناني تزويد الفصائل العراقية بالخبراء.
إضافة لدوره في فتح مخازن السلاح الإيراني لتلك الفصائل ، مما منع الزحف الداعشي من بلوغ اربيل وسامراء ، وحاصره ثم قضى عليه في خاصرة جرف الصخر ، والتي كان العدو يهيئها قاعدةً للانقضاض على كربلاء والنجف.
٤- تمكنت الفصائل العراقية من تنظيم نفسها عسكريا واداريا.
وهذا ما مكنها من استيعاب الوجبات الأولى من متطوعي فتوى الجهاد الكفائي، وتنظيمهم وتفويجهم وتدريبهم على القتال وتسليحهم – قبل الزج بهم في المعارك .
➖ في المقابل لم تتمكن #العتبات من تشكيل أولى أفواجها القتالية إلا بعد مضيّ أشهرٍ على صدور الفتوى ، وأضطرت للاستعانة بالفصائل والخبرات الإيرانية لتنظيم نفسها، قبل الدخول في مواجهات حقيقية.
➖ طوال السنين الأربع بقيت الفصائل تمثل رأس الحربة في معارك التحرير الشرسة ، وقدمت خيرة قادتها ورجالها شهداء.
٥- امتلكت الفصائل طاقة معنوية كبيرة وجرأة قتالية، وكانت تواجه داعش بالاستهزاء والضحكات، وتمكنت من خلال إعلامها الذكي والجريء من تهديم تلك الصورة المرعبة للدواعش وكسر هيبتهم وتحطيم اسطورتهم المرعبة التي خلقها الاعلام الغربي والصهيوني.
➖ وكان للحضور الميداني للشهيد #المهندس دوره العظيم في تحقيق للنصر المعنوي، والذي مهّد للنصر الميداني الباهر.
هذه اهم الاعتبارات التي منحت الأرجحيّة لقرار المشاركة العراقية في الدفاع عن حرم العقيلة.
١٧ -٢ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي