السيمر / فيينا / الأثنين 02 . 05 . 2022 ——- يبدو ان مرور اكثر من سنة لم تكن كافية لانهاء خلاف عشائري في قضاء الشطرة، حتى وصل الحال الى هجوم بالايدي داخل سوق المدينة على “ابو سنان الخفاجي”، الرجل الذي بلغ من العمر خمسة وسبعين سنة، فلم يستطع مقاومتهم حتى فارق الحياة.
وأصيب ابنه “مصطفى” الذي كان برفقته اثر ضربات بالسلاح الابيض، فيما يقف ذووه في مجلس العزاء يتحدثون بحرقة قلب على فاجعة لم تكن بالحسبان.
اتخذت القوات الأمنية اجراءات مشددة عقب مقتل عضو محلية الحزب الشيوعي العراقي في الشطرة عزيز عويد سلطان (أبو سنان)، يوم السبت (30 نيسان 2022)، اثر نزاع عشائري في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، جنوبي العراق.
وأغلقت القوات الأمنية يوم الاحد (1 أيار 2022)، مداخل ومخارج قضاء الشطرة في ذي قار كخطة أمنية بعد الأحداث المذكورة أعلاه.
مصطفى عزيز عويد، وهو نجل الضحية، قال لشبكة رووداو الاعلامية: “خرجنا انا والوالد قال لي اوصلني لمقهى عبيد المتعارف عليها في الشطرة، وعندما ترجل من السيارة وقفنا نتحدث قليلاً واوصيته بأن يهتم بصحته، لأنه خرج من عملية قلبية (قسطرة) قبل 14 يوماً”.
وأضاف: “كنا نتحدث بشكل طبيعي كأي أب وابنه، في هذه الاثناء اصبت بضربة في كتفي الايمن، وانهالوا علينا من كل جهة من قبل افراد العائلة التي لدينا مشكلة عائلية سابقة”، مبيناً: “انتفضت لتخليص والدي من ايديهم، فمسكت احدهم وابعدته عن والدي، لكنهم انهالوا على والدي بالضرب، وقاموا بضربي بآلة حادة على وجهي ورأسي، وعلى اثر ذلك سقط والدي ولم استطع انقاذه. فقد الوعي والدي وقمت بنقله الى المستشفى لكن لم نستطع اسعافه وفارق الحياة”.
من جانبه، يقول كامل عويد سلطان، وهو شقيق الضحية، لشبكة رووداو الاعلامية انه “ابلغنا الشرطة عدة مرات من أن هذه العائلة تتعرض لأولادنا، ولا نريد أن نصل معهم حد الصدام المسلح”.
واضاف: “نريد الردع من قبل الاجهزة الامنية والقضاء، من أجل الحد من هذه الظاهرة، فنحن اناس مسالمون لا نريد الدخول بهذه المشاكل، الا انه كان هنالك تباطؤ. واقولها بصراحة وبدون تردد، يرسلون على العائلة لدقائق معدودة ثم يطلقون سراحهم، لاسباب لا نعرفها ولا يمكن ان نتدخل بها اكثر من اللازم، الى ان وصل الامر الى فقدان اخينا”.
قضاء الشطرة ما يزال يشهد عمليات دهم وتفتيش لملاحقة مطلوبين ومصادرة اسلحة غير مرخصة، فيما تقول الادارة المحلية ان عملية فرض القانون وانتشار قوى الامن ساهم في ايقاف النزاعات العشائرية واستخدام الاسلحة بشكل عشوائي كما كان يحدث في السابق.
وقال قائممقام الشطرة حيدر غالب، لشبكة رووداو الاعلامية: “بلا شك ان المشاكل الاجتماعية لا تنتهي الا بحلول اجتماعية، ولكن عملية فرض القانون وتواجد القوات الامنية تركت اثراً بالغاً في منع الخروقات الامنية ومنع الاشتباكات التي كانت تحصل بين العشائر المتنازعة”.
يقول ذوو الضحية في الشطرة، والذي هو عضو محلية الحزب الشيوعي العراقي عزيز عويد سلطان، ان المهاجمين لاذوا بالفرار الى جهة مجهولة، فيما تم رفع دعوى قضائية ضدهم وبانتظار الاجراءات القانونية بحقهم.
تشهد محافظات الوسط والجنوب خاصة توترات أمنية بين الحين والاخر، اذ يلجأ البعض الى العشيرة لحل النزاعات التي تحدث بينهم للتسوية أو تعويض المعتدى عليه بمبالغ مالية، لكن قد لا تفضي التسوية العشائرية للتوصل إلى حلول خاصة في حوادث القتل مما يدفع المتخاصمين للجوء إلى حمل السلاح والاشتباك فيما بينهم، وقد تستمر العداوة والمطالبة بأخذ الثأر لسنوات عدة، ولذلك تتجدد الاشتباكات بين فترة وأخرى.
وأدت النزاعات العشائرية مؤخراً في قضاء الشطرة جنوبي محافظة ذي قار إلى استشهاد مدير استخبارات عمليات سومر العميد علي جميل، والذي أمهلت عشيرته الحكومة ثلاثة أيام للكشف عن قتلته، وتسلميهم للعدالة، فيما يرفض أهالي الشطرة تلك النزاعات، ويطالبون بوضع حد لها.
المصدر / روداو