السيمر / فيينا / الخميس 01 . 12 . 2022
محمد الحنفي / المغرب
مكونات العمل النقابي:
ولمناقشة فقرة مكونات العمل النقابي، لا بد من طرح مجموعة من الأسئلة، التي نعمل على مقاربة الجواب عليها، في أفق الدخول في مناقشة مكونات العمل النقابي.
وهذه الأسئلة هي:
ما المراد بمكونات العمل النقابي؟
هل لهذه المكونات صلة بمكونات النقابة؟
وما هو الدور الموكول إلى كل مكون، في جعل العمل النقابي، يؤدي دوره لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
وهل لها دور، أو أثر، في نمو المنخرطين في النقابة، وفي العمل النقابي؟
وهل لها دور، في جعل العمل النقابي، يؤدي دوره كاملا، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
وما هي هذه المكونات، التي تؤثر في تفعيل العمل النقابي، وفي النقابة، التي تقوم بدورها، كاملا، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
إن المراد بمكونات العمل النقابي، هي العناصر التي تكمل بعضها بعضا، في عملية تفعيل العمل النقابي، انطلاقا من المطالب النقابية، والبرنامج النقابي، الهادف إلى بلورة المواقف النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تبرهن على حضور النقابة، في كل مجالات الحياة، وحيثما تواجد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل الارتقاء بهم ماديا، ومعنويا، حتى يساهموا في تقدم، وتطور الواقع، في تجلياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يعود على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى كل أفراد الشعب، وعلى جميع المستويات. الأمر الذي يترتب عنه: استمرار التقدم، والتطور، إلى ما لا نهاية.
ولمكونات العمل النقابي، صلة جدلية، وعضوية، بمكونات النقابة، كتنظيم، وكمبدئية، وكمبادئية، وكمطالب، وكبرنامج نقابي، يسعى إلى تجذر النقابة، والعمل النقابي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وكبرنامج تعبوي، يسعى إلى جعل الكادحين، يستعدون لخوض المعارك النضالية، الهادفة إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، التي تسعى إلى فرض التحسين المستمر للأوضاع المادية، والمعنوية للكادحين، على مدار السنة، وفق ما يقتضيه الالتزام بالسلم المتحرك، ووفق ما تقتضيه الأوضاع المادية، والمعنوية، المتردية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل جعلهم يمتلكون الوعي بأوضاعهم المادية، والمعنوية، وبالذات، وبالاستغلال المادي، والمعنوي، سعيا إلى المساهمة في إضعاف تأثيره على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عن طريق فرض الاستجابة إلى المطالب النقابية: المادية، والمعنوية، على مدار السنة، حتى تصير معاناة الكادحين، في ذمة التاريخ.
وبالنسبة للدور الموكول إلى كل مكون، من مكونات العمل النقابي، لجعل العمل النقابي، يؤدي دوره، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإنه يتمثل، في جعل كل مكون، يقوم بدوره، كما هو مطلوب منه. والأجهزة النقابية تقوم بدورها مركزيان وقطاعيا، والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يقومون بدورهم تجاه النقابة، وتجاه أنفسهم، وتجاه النقابة مركزيا، وقطاعيا، والمطالب تستجيب لطموحات الكادحين، والبرنامج النقابي يقوم بدور المغناطيس، في جذب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى النقابة، وإلى العمل النقابي، وإلى الانضباط للقرارات النقابية.
ومعلوم، أن لمكونات العمل النقابي، دور مؤثر، في نمو المنخرطين في النقابة، وفي العمل النقابي؛ لأن هذه المكونات، عندما تفعل العمل النقابي، بشكل إيجابي، لا بد أن يترتب عن ذلك، شيوع الوعي النقابي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. ولكن عندما تقوم المكونات بتفعيل العمل النقابي، بشكل سلبي، فإن نمو المنخرطين في النقابة، وفي العمل النقابي، سيتوقف، وسيتراجع عدد المنخرطين، وسيتراجع الأداء النقابي، الذي يكتسب، بسبب ذلك، سمعة سلبية: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، لتصير النقابة متدهورة، والعمل النقابي متدهورا، وستتحول النقابة إلى لا مبدئية، ولا مبادئية، وستصبح مطالب النقابة، غير معبرة عن طموحات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. والبرنامج النقابي، لا يسعى إلى انتزاع مكاسب مؤيدة لصالح المستهدفين، وستصير تعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، استعدادا لخوض المعارك النضالية النقابية، من أجل فرض الاستجابة إلى مطالب معينة، ينتظر المستهدفون الاستجابة إليها، على أحر من الجمر.
ولمكونات النقابة، دور إيجابي، في جعل العمل النقابي، يؤدي دوره لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على مستوى الارتباط بالنقابة، والعمل النقابي، والانخراط فيهما، على مستوى تفعيل النقابة، والعمل النقابي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الشعب الكادح، الذي ازداد بذلك قيمة النقابة، والعمل النقابي، ويرتفع شأن النقابة، والعمل النقابي، في صفوف كادحي الشعب، أيا كان هذا الشعب، أملا في رفع مستوى الأداء النقابي، مما يتناسب مع مستوى الإشعاع النقابي، الذي يمتد بين الكادحين، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي كل أرجاء الوطن، على مستوى القرى، والمدن، وأينما كان وجود العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. ذلك، أن العمل على توسع النقابة، والعمل النقابي، يقتضي منا أن نكون مخلصين، فيما نقوم به تجاه النقابة، وتجاه العمل النقابي، حتى تؤدي النقابة دورها، من أجل أن تصير رائدة على المستوى الوطني، بمبدئيتها، وبمبادئيتها، وبمطالبها الرائدة، وبدورها في العمل التعبوي، وبقيامها بتعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في أفق جعل الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، يمتلكون الوعي بأوضاعهم المادية، والمعنوية، كمدخل لا متلاك الوعي بالذات، وبالواقع المادي، والمعنوي.
والمكونات هي التي تؤثر في تفعيل النقابة، والعمل النقابي، مما يؤدي بهما إلى أداء دورهما، كاملا، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
وهذه المكونات هي:
1) الأجهزة النقابية المختلفة، التي تلعب دورا كبيرا، في جعل النقابة، والعمل النقابي، يقومان بدورهما، كاملا، وتحت إشراف الأجهزة، التي تجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يزدادون ارتباطا بالنقابة، وبالعمل النقابي، ويتوافد المزيد منهم على النقابة، والعمل النقابي، عاملين على مضاعفة تفعيلهما، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة. فكأن الشعب، برمته، معني بالنقابة، والعمل النقابي.
2) المطالب النقابية: القطاعية، والمركزية، التي يشرف المعنيون بها، على وضعها، وترتيبها، حسب الأولويات، التي يفضلون الاستجابة إليها أولا، وخاصة منها: المادية / الاجتماعية، تبعا للأوضاع المادية، والاجتماعية، التي تدعو إلى ضرورة الاستجابة إلى المطالب النقابية، التي تطرحها النقابة عبر التاريخ، نظرا؛ لأن المطالب المادية، ترتبط بالواقع المادي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، خاصة وأنهم يعانون من ارتفاع الأسعار، وكثرة متطلبات الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والأسرية، والعائلية، أملا في جعل المطالب المادية، في حالة تحققها، تستجيب لبعض الحاجات المادية، والمعنوية.
أما المطالب المعنوية، الاجتماعية بالخصوص، فإنها تفرض نفسها، بحكم الانتماء إلى مجتمع معين، يفرض تكون الأسرة، وضرورة الاستجابة إلى مطالبها المادية، والمعنوية، الخاصة بالرابط الأسري، ومتطلبات الأولاد، مما يقتضي نموهم، ودراستهم، حتى ينهوا دراستهم الجامعية، بالإضافة إلى ما تقتضيه العلاقات الاجتماعية المختلفة. وهو ما يعني: أن أي نقابة، وأن أي عامل، أو عاملة، وأن أي أجير، أو أجيرة، وأن أي كادح، أو كادحة، لا بد أن تتبلور عنده مطالب مادية، ومعنوية: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، وأن على النقابة، أن تطرح تلك المطالب، وأن تقود النضالات المطلبية، بإمكانياتها المختلفة، من أجل الاستجابة إلى المطالب المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بالخصوص، حتى يتنفس العمال، والعاملات، وباقي الأجراء، والأجيرات، وسائر الكادحين، والكادحات الصعداء، ويشعرون، ويشعرن بالتخفيف من حدة الاستغلال المادي، والمعنوي.
3) البرنامج النقابي، الذي يقتضي الالتزام بخطواته المختلفة، التي تجعل العمل النقابي حاضرا في الميدان، كتعبير عن وجود نقابة معينة، وعن استعداد تلك النقابة، لخوض المعارك النضالية، في إطار العمل النقابي الهادف، إلى التحرر من وطأة الحاجة، التي يعاني منها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
وخطوات البرنامج النقابي، يمكن تصنيفها إلى:
ا ـ الخطوات التنظيمية الهادفة، إلى جعل التنظيمات النقابية: القطاعية، والمركزية، قائمة على أرض الواقع المادي، والمعنوي، مما يجعل النقابة تتوفر على آليات تفعيل العمل النقابي، في الزمان، وفي المكان: قطاعيا، ومركزيا، حيثما كان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وكيفما كانوا، إلى درجة: أن النضال النقابي اليومي، يعم جميع أرجاء الوطن، في المدن، كما في القرى، في السهول، كما في الجبال، في الشمال، كما في الجنوب، في الشرق، كما في الغرب. فحيثما نتولى، نجد التنظيمات النقابية: القطاعية، والمركزية، المنتمية إلى القطاع العام، وإلى القطاع الخاص، نظرا للمكانة التي تتمتع بها القيادة النقابية: القطاعية، والمركزية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية.
ب ـ الخطوات المطلبية، المنفرزة عن تجمعات الفئات المختلفة، والقطاعات المختلفة، والمركزيات المختلفة، من أجل وضع المطالب، وتصنيفها، حسب الفئات، وحسب القطاعات، وحسب المركزية النقابية، التي لا تتضمن إلا المطالب المشتركة، التي تهم جميع القطاعات الإنتاجية، والخدماتية، كما تهم الشعب، برمته، مما يجعل النضال النقابي: محليا، أو إقليميا، أو جهويا، أو وطنيا: قطاعيا، ومركزيا، حاضرا في الميدان.
ج ـ البرنامج النقابي، الذي تنخرط النقابة في إطاره، ومن أجل تفعيل العمل النقابي، الذي، بدونه، لا تقوم النقابة بدورها، والذي بدون النقابة، لا يكون هناك عمل نقابي هادف، في هيكلة التنظيمات النقابية المختلفة، أو بإعادة هيكلتها، وفي صياغة المطالب، في مستوياتها المختلفة، وفي تعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حول تلك المطالب، وفي جعل المطالب، وسيلة لتوعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
د ـ اتخاذ القرارات النقابية، عبر التجمعات العامة، بالنسبة إلى القطاعات المحلية، أو مجالس الفروع القطاعية، والمركزية، التي تدرس أوضاع القطاعات العامة، والمركزية، من أجل اتخاذ القرارات النقابية المحددة، والعمل على تعبئة القطاع العام، والمعني بتلك القرارات، أو تعبئة جميع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إذا كان القرار يهم القطاعات، كقرار مركزي، والعمل على تنفيذ القرار، في اليوم، والساعة، والدقيقة، والثانية، من أجل ممارسة الضغط على المسؤولين، في القطاع العام، وفي القطاع الخاص، سعيا إلى فرض الاستجابة إلى القرار المركزي.
ه ـ خوض المعارك النضالية النقابية، الهادفة إلى فرض الاستجابة للمطالب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، كمطالب مادية، ومعنوية، لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يدركون معنى النقابة، والعمل النقابي، ومعنى الانخراط في النقابة، وفي العمل النقابي، ومعنى فرض الاستجابة للمطالب النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومعنى تحقيق مكاسب معينة، لصالح العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، ولصالح الشعب، بصفة عامة.
والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يمكن اعتبارهم مكونا أساسيا، خاصة، وأنهم هم الذين يشكلون النقابة، ويمارسون العمل النقابي، في مستوياته المختلفة، وباعتبارهم هدفا للنقابة، والعمل النقابي، على مستوى المطالب، وعلى مستوى التفعيل، وعلى مستوى انتزاع المكاسب المادية، والمعنوية، حتى يتأتى للنقابة، أن تفرض أهميتها، وللعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أن يصنعوا تلك الأهمية، على جميع المستويات: التنظيمية، والمطلبية، والبرنامجية، والتعبوية، والنضالية.
وهذه المكونات، التي وقفنا عليها، هي التي تعتمد في العمل النقابي، كما تعتمد في النقابة، وفي الخطاب النقابي، وفي التعبئة النقابية المبدئية، المبادئية، التي نجد لها مكانا يناسبها، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والتي تسعى إلى جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يمتلكون وعيهم بالذات، وبالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يكون لهم الاهتمام بأوضاعهم، في مستوياتها المختلفة، ومن أجل أن يساهموا في العمل على التحسين المستمر، لتلك الأوضاع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ويجعلون النقابة قوية بهم، وهم أقوياء بها، كما يجعلون العمل النقابي، وسيلة للوصول بالإنسان، إلى مستوى التقدم، والتطور، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لصالح جميع أفراد الشعب المغربي، الذي لا بد أن يعمل على مقاومة الأوضاع المتردية، التي يعيشها كل فرد، على مدار السنة.
ولذلك، نجد أن المراد بمكونات العمل النقابي، هو الأطراف التي تكمل بعضها البعض، من أجل الانتقال بوضعية العمال المادية، والمعنوية، إلى الأحسن، وفي إطار جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يستفيدون من الواقع، في مسنوى التخفيف من حدة الاستغلال، وعلى مستوى الرفع من قيمة التعويضات، الخاصة، بكل فئة، وعلى مسنوى الرفع من مستوى الأجور، وعلى مستوى التمتع بحقوق الشغل، وحقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وعلى مستوى التكوين المستمر، في كل التخصصات، أملا في جعل الإنسان، يتمتع بالحياة، بكل ما يناسبها، ومن أجل الانتقال بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من وضع متمرد، إلى وضع تحضر فيه كرامتهم الإنسانية، والشغلية.
وإذا كان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعانون من الاستغلال المادي، والمعنوي، فإنهم في الوضعية الجديدة، التي لا يهتم بها المسؤولون عن الإنتاج بالكيف، ولا يهتمون بالكم، خاصة وأن البضائع المصنعة، أصبحت توجه إلى المستهلك المتقدم، والمتطور، خاصة وأن تجار البضائع، أصبحوا يبحثون عن البضائع الجيدة، التي تعرف بها معروضاتهم، في متاجرهم، على مستوى القارات، وعلى مستوى كل الدول، وعلى مستوى كل قرية، وكل مدينة، في أي دولة، وفي أي قارة، مهما كان الإنسان، الذي يستهلك تلك البضائع المعروضة، على جميع المستويات، وفي كل قارة، وفي كل دولة، حتى تصير القارة، والدول، في خدمة الرأسمال، الذي أخذ ينهب كل شيء.