القومية والدين والمذهب وسوء الاستخدام
01/06/2024
مقالات
17 زيارة
فيينا / السبت 01 . 06 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
القومية والدين عامل إيجابي، لكنه يتحول إلى أسلحة دمار شامل، في المجتمعات التي تعاني من صراعات قومية ومذهبية، من الأمور التي تهدد أمن المجتمعات، وجود قوى وأحزاب سياسية مثل حزب البعث الساقط، يجعلون من الحزب مشروع للقضاء على الشيعة بسبب معتقدهم الإسلامي ، ويبيدون الكورد انتمائهم القومي، والتخفي خلف شعارات الوحدة الوطنية البائسة، نعم يغلفون طائفيتهم بشعارات الوحدة الوطنية الكاذبة.
البعثيين استغلوا الدين والمذهب والقومية في تدمير الشعب العراقي والسوري بشكل خاص، ثبت طائفية وشوفينية تجربة الحكم لدى البعث العراقي والبعث السوري، لذلك التطرف المذهبي، هو الظلام الأسود الذي سيطر على الشعب العراقي بحقبة حكم البعث وبحقبة إرهابهم بعام ١٩٦٣ وارهابهم خلال العشرين سنة الماضية التي تلت، سقوط حكم زعيمهم صدام جرذ العوجة الهالك وعارها.
إرهاب البعثيين استباح دماء الأطفال والنساء والشيوخ وزهقت أرواح مئات آلاف الأنفس البريئة بغير حق، اراذل فلول البعثيبن تجردوا من الانسانية والرحمة، العراق بلد كبير وغني بالثروات يتسع لكل أبناء الشعب العراقي، الجرائم الإرهابية والقتل على الهوية مثل جريمة سبايكر التي فعلتها عشائر تكريت، لا يفعل تلك الجرائم الإرهابية سوى الحيوانات المتوحشة من فصيلة الضباع، الأسد حيوان متوحش يفترس فريسة واحدة إذا جاع، أما الضباع يقتلون كل من يقع في أيديهم، هناك تشابه بين الضباع والبعثيين والوهابيين في قتل ضحاياهم، البعثي والوهابي والضبع لايعرفون سوى لغة القوة والرد بالمثل.
نقرا مقالات لعناصر بعثية طائفية ألفت كتب لتكفير الشيعة وسلب عراقية الكورد الفيليين الشيعة والقول انهم فرس أو هنود، رغم أن الفيليين من أقدم البشر الذين سكنوا في وادي الرافدين ولازالت آثار دولهم موجودة في العراق مثل آثار دولة بدرة، والتي هي اليوم قضاء تابع لمحافظة واسط العراقية، لم أجد بعثي سني عراقي شريف بحياتي إلا ماندر، أحد هؤلاء الحثالات الطائفية البعثية كتب مقال حول عطلة الغدير وصب جام غضبه على السيد مقتدى الصدر، واغرب نكته يقول هذا البعثي الطائفي القذر ،( أم السيد مقتدى الصدر خسر انصاره من السنة ).
اقول إلى هذا البعثي الطائفي القذر، السنة الشرفاء يشاطرون اخوانهم الشيعة في الاحتفال بيوم الغدير، وفقاً لما فعله السلف، عمر بن الخطاب قال إلى علي بن أبي طالب ع بخ بخ لك ياعلي أمسيت مولى كل مؤمن……الخ.
الحقد البعثي على الشيعة والاكراد لم يكن مصادفة، بل ظاهرة قديمة حديثة، منذ تولي البعثيين السلطة بالعراق قبل خمسين سنة، جمع البعثيين كل موبقات التمييز العنصري والديني والقومي وحتى في اللهجة اللغوية، كل هذه العناصر الحقيرة انتشرت بسبب التعصب الديني البعثي المذهبي، وأصبح تعصب الكتاب والساسة البعثيين مذهبي واضح بشكل جلي وواضح، الفيالق الإعلامية البعثية الوهابية تتبنى فكر طائفي حنبلي وهابي، مشكلة هؤلاء أنهم نتاج بيئة مذهبية متعصبة، استقبالهم إلى المعلومات والفكر والثقافة من قناة واحدة، ويحاولون خداع جمهورهم من الاطلاع على حقيقة الصراع المذهبي والقومي بالعراق، يبثون الأكاذيب بالقول أن علماء الشيعة ومحدثيهم يكفرون الصحابة والسنة …..الخ من الأكاذيب، رغم أن الشيعة لا يقيمون الحدود التي تخص التكفير إلا تحت ظل سلطة نبي أو أمام معصوم، لذلك كل فتوى أو رأي فقهي في إقامة الحدود لدى الشيعة فهو معطل، وعلى اراذل فلول البعث وهابي أن يعلموا الحدود لدى الشيعة معطلة على عكس السنة فجميع شيوخ السنة يقيمون الحدود ويذبحون و يسبون ويكفرون كل من هب ودب لم يسلم من إرهابهم حتى اهاليهم، نتذكر كيف شباب سعوديين أقاموا الحد على والدتهم قتلوها لانها تكلمت ضد أمير داعش .
الاستعانة بالدين والقومية موجودة في الكثير من دول العالم، لكنها بشكل أقل، في حرب أوكرانيا أيضا السلطات الحاكمة في كييف حاربت الكنيسة التابعة إلى روسيا، الآن في أرمينيا، تخرج مظاهرات في العاصمة يريفان، الجماهير تطالب إسقاط رئيس الوزراء، بسبب هزيمته أمام المسلمين الشيعة من أبناء جمهورية اذربيجان، مشكلة الأرمن حاولوا إذلال شعب أذربيجان واستولوا على إقليم كاراباخ بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، واحتلوا ثلث أراضي أذربيجان لكن بالنهاية استطاع الأذريين تحرير أرضهم بدعم من الحليف التركي القومي.
بعد تفكك السوفيت عام ١٩٩١ جرت ثلاث حروب بين أذربيجان وارمينيا بدعم روسي، يحاول الكثير زج اسم إيران بدعم أرمينيا وهذا محض افتراء، كسبت أذربيجان الحرب الأخيرة بمساعدة تركيا.
المظاهرات الحالية في أرمينيا يقودها مطرانٍ من الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية، المطران يقول أن القرى الأربع في إقليم كاراباخ تحمل ذكريات دينية ويحتوي على كنائس تاريخية.
كل جمهوريات آسيا الوسطى والبلقان تشبه الصراع القومي والمذهبي والقبلي بالعراق وسوريا وليبيا والجزائر واليمن والسعودية والبحرين وافغانستان وباكستان قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت تريده دول الرأسمالية المتوحشة.
حدثت حروب مذهبية ودينية وقومية بين الإمبراطوريات النمساوية والعثمانية والروسية، وبين العثمانيين والفرس، كل هذه الحروب يتم الاستعانة بالدين والقومية والمذهب لشرعنة مطالب القوى السياسية في ضم أراضٍي إلى بلدانهم لأسباب دينية ومذهبية، والانتقام من أبناء المذهب والدين الذي يخسر ساحة الحرب.
الامام علي ع كان يسير مع أصحابه، وحان موعد الصلاة، صلى صلاة الظهر والعصر في باحة كنيسة، ابن عباس اقترح على الإمام علي ع تهديم الكنيسة وإقامة مسجد مكانه، الإمام علي ع رفض قال له هذا مكان ذكر الله به، وأقام مسجد بجانب الكنيسة، في خلافة عمر دخل المسلمين فلسطين، قاموا بتهديم كنيسة في جنين وأقاموا عليها مسجد، وليومنا هذا الخلاف على ملكية المسجد مع المسيج ليومنا هذا.
رئيس وزراء الهند الهندوسي، قبل أيام، زار معبد أقيم على مكان مسجد للمسلمين، لننظر لهجمات اليهود الصهاينة، على المسجد الأقصى وعلى الحرم الابراهيمي، بحجج ملكيتهم على المسجد الاقصى.
استغلال الدين ليس جديدا، فرنسا أسقطت حكم الملك و الإقطاع والكنيسة في فرنسا وفصلت الدين عن السياسة لكنها تدخلت في بيروت لحماية المسيح من الابادة العثمانية في بداية القرن التاسع عشر.
من مصالح زعماء العالم الكبرى، اثارة الحساسيات الدينية والقومية ليستغل للكسب الشعبي، ترامب حمل الكتاب المقدس الانجيل بصراعه مع بايدن، أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند السابقة زعيمة حزب المؤتمر اثارة حفيظة الهندوس والنتيجة اغتيلت وقتل ابنها راجيف غاندي بتفجير من مجاهدة انتحارية هندوسة بسبب اقتحام القوات الهندية المعبد الذهبي.
الوهابية والبعثية يستغلون اسم الصحابة والقرآن بالقول أن الشيعة يكفرون الصحابة والطعن بشرف النبي ص والقرآن ….الخ من الأكاذيب.
الشيعة أحرص الناس على الدفاع عن صحابة رسول الله ص المخلصين الذين طالهم إرهاب معاوية وبني أمية، لازالت قبور صحابة رسول الله ص بالشام والعراق ماثلة، قتلهم الملعون معاوية وابنه وأتباعه وأحفاده، جيش بني أمية نكح آلاف الصحابيات دون عقد زواج ومثل الطريقة الداعشية، في واقعة الحرة في المدينة المنورة، غالبية صحابيات سلف الأمة تعرضن للاغتصاب، من قبل جيش الخلافة الأموية.
من طعن في شرف عائشة صحابة مصنفين على السنة اولهم حسان بن ثابت وإليكم نص الحديث من صحيح مسلم ذكر ابن الأثير في “أسد الغابة في معرفة الصحابة، (2/6) بترجمة الصحابي حسان بن ثابت أمرين يوجبان الطعن فيه والانتقاص منه، أولها أنه كان ممن طعن في عرض النبي (ص) في حديث الإفك، فجلده النبي في ذلك، وثانيها أنه كان من أجبن الناس، ولذلك لم يشارك في أي معركة من معارك الإسلام، وقد نص ابن حجر بجبنه في ترجمته في الإصابة. وقال ابن عبد البر في، الاستيعاب، ما نصه، وقال أكثر أهل الأخبار والسير إنَّ حساناً كان من أجبن الناس وذكروا من جبنه أشياء مستشنعة.
من طعن بالقران هو أبو موس الأشعري الذي قال كنا نعد سورة براءة مثل البقرة لكن سقط ثلثها مع البسملة، وهذا نص الحديث عن بن أبي الأسود عن أبيه قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرؤوا بالقرآن فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
1/7/2024
2024-06-01