رفعت عبد الرزاق – مدير الجلسة:
يجري الحديث الآن عن اليوم الوطني العراقي الملغى مؤخراً، لكنني أشير إلى أن ثورة 14 تموز من الأحداث التاريخية المهمة في تاريخ العراق، وهناك شبه إجماع في الشارع العراقي على أهمية ما أحدثته هذه الثورة في البلد.
لا شك أن هناك تراجعاً في السياسة العراقية نتج عن 14 تموز، لكن هذا لا يقلل من أهمية الثورة، كما أن لا شائبة تؤشّر على تنظيم الضباط الأحرار الذين قادوا الثورة.
د. حسان عاكف – نائب رئيس المجلس العراقي للسلم والتضامن:
الحقيقة إن محاولات النيل من 14 تموز بدأت منذ السنوات الأولى لانطلاق الثورة، امتداداً إلى العقود الثلاثة الماضية، لاسيما بعد غزو الكويت.
كان هناك مزاج عام سلبي انعكس على العراقيين، لاسيما المتواجدين منهم في الخارج، وبدأت تظهر بعض الأفكار منها مقالات نُشرت من بعض السياسيين والصحفيين والكتاب وصحف المعارضة كانت تشجع كتابة هذه المقالات، ووصل الأمر إلى أن أناساً لا شك في وطنيتهم صاروا يكتبون على هذا النمط الذي يهاجم ثورة 14 تموز.
من المؤاخذات التي كانت تطرح هي أن الثورة أطاحت بنظام برلماني وجاءت بنظام أحادي عسكري، ومن ثم أنها جاءت بالعسكر الذين تدخلوا بشؤون السياسة، إلى جانب تحميل 14 تموز كل المآسي والنكبات التي حلت فيما بعد، من الانقلابات العسكرية وما آلت إليه الأمور بعد العام 2003.
بكل بساطة وسطحية، كانت مثل هذه الاتهامات والأحداث الدامية منذ انقلاب شباط وصعود البعث وصولاً إلى أحداث 2003 وما بعدها، توجّه إلى ثورة 14 تموز.
بالرغم من أن ثورة تموز سنّت مشروع دستور مؤقت، لكن التآمر الذي أحاطها لم يمكن من عرض الدستور للاستفتاء الشعبي، والحقيقة أن الثورة أخفقت في إجراء انتخابات عامة للبلد، للأسباب التي تتعلق بالمؤامرات التي ذكرناها.
لم يكن الجو البرلماني في النظام الملكي ديمقراطيا كما يصوره لنا البعض. وكانت الامور تدار من ثلاث غرف، هي البلاط الملكي والسفارة البريطانية ومجموعة من السياسيين المتنفذين وفي مقدمتهم نوري السعيد، أما البرلمان والانتخابات فكانت أموراً شكلية فحسب.
يقال إن مفجري الثورة كانوا جميعهم عسكريين، لكن دعونا نلقي نظرة على رجالات الحكم الملكي، وهم نوري السعيد، جميل المدفعي، علي جودت الأيوبي، جعفر العسكري، ياسين الهاشمي، طه الهاشمي، طه الهاشمي، نور الدين محمود، هؤلاء وغيرهم كلهم كانوا عسكريين شغلوا مناصب عليا في الدولة.
علي الرفيعي – سياسي وأكاديمي:
هناك طمس للعيد الوطني العراقي، متمثلا ب 14 تموز، وهو اليوم الذي يفترض أن يبقى في ذاكرة الأجيال، لأنه يوم استقلال البلد، وقيام الثورة الوطنية.
القانون الخاص بالعطلات الرسمية قام بسرقة هذا اليوم وطمسه، والأجيال اللاحقة ربما لن تعرف 14 تموز وماذا حققت هذه الثورة من مكاسب للعراقيين.
ثورة تموز ليست حدثاً عابراً في تاريخ العراق، لأن هناك ضرورة لقيامها، يتمثل بتفشي الفقر والجهل، كما أن العلاقات الاجتماعية كانت محكومة بالنظام الاقطاعي.
المصدر / 964