فيينا / الجمعة 12 . 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قال الله سبحانه وتعالى “وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ” (المؤمنون 20)”و” أنشأنا”شجرة تخرج من طور سيناء” (المؤمنون 20) جبل بكسر السين وفتحها ومنع الصرف للعلمية والتأنيث للبقعة “تنبت” من الرباعي والثلاثي”بالدهن” الباء زائدة على الأول ومعدية على الثاني وهي شجرة الزيتون”وصبغ للآكلين” عطف على الدهن أي إدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت.
تكملة للحلقة السابقة يستطرد الشيخ الشيرازي في تفسيره الأمثل: قوله جل جلاله و”وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا” (عبس 29) ومن الواضح أنّ ذكر هاتين الفاكهتين لما لهما من الأهمية الغذائية للإنسان، حيث يعتبر الزيتون والثمر من أهم الأغذية المقوية والصحية والمفيدة للإنسان. ويواجهنا سؤال: إذا كانت الآيات السابقة ذكرت بعض أنواع الفاكهة، و الآية المبحوثة تناولت الفاكهة بشكل عام، هذا بالإضافة إلى ذكر الـ (حدائق) في الآية السابقة والتي قيل أنّ ظاهرها يشير إلى الفاكهة. فَلِمَ هذا التكرار؟ الجواب: إنّ تخصيص ذكر العنب والزيتون والتمر (بقرينة ذكر النخل)، إنّما جاء ذكرها لأهميتها المميزة على بقية الفاكهة. أمّا لماذا ذكرت بشكل منفصل عن الفاكهة؟ فيمكن حمله على ما للحدائق من منافع خاصّة بها، ولا تشترك الفاكهة فيها، كجمالية منظرها وعذوبة نسيمها وما شابه ذلك، بالإضافة إلى إستعمال أوراق الأشجار وجذورها وقشور جذوعها كمواد غذائية (كالشاي والزنجبيل وأمثالها)، أمّا بالنسبة للحيوانات، فأوراق الأشجار المختلفة من أفضل أغذيتها عموماً. فالآيات إذَنْ كانت في صدد الحديث عن غذاء الإنسان والحيوان. قوله تعالى “شجرة تخرج من طور سيناء” (المؤمنون 20) ماذا يقصد ب طور سيناء؟ ذكر المفسرون لهذه الكلمة احتمالين: الأول: أنها إشارة إلى جبل الطور المعروف في صحراء سيناء. وإذا وصف القرآن المجيد شجرة الزيتون باعتبارها الشجرة التي تنمو في جبل الطور، لأن عرب الحجاز كانوا يمرون بهذه الأشجار المباركة عندما كانوا يتوجهون إلى الشمال، حيث تقع منطقة الطور في جنوب صحراء سيناء كما يدل على ذلك موقعها الجغرافي بوضوح. والاحتمال الثاني: طور سيناء ذات جانب وصفي يعني الجبل ذي الخيرات، أو الجبل ذي الأشجار الكثيرة، أو الجبل الجميل (لأن “الطور” يعني الجبل، و “سيناء” تعني ذات البركة والجمال والشجر).
وجد ان زيت الزيتون يقوي القلب والأوعية الدموية ويمنعها من تصلب الشرايين وإرتفاع الكوليسترول الضار وخطر الإصابة بأمراض القلب. وزيت الزيتون عكس الزيوت الاخرى ينظف الشرايين وذلك بازالة الكوليسترول الضار، بينما الزيوت الضارة تغلق الشرايين. وقد ثبت أن زيت الزيتون المنقوع في الثوم لفترة تزيد عن أسبوعين يفيد في تقوية المناعة ومضاد حيوي، وفي تصفية الدم والكبد وعلاج حصى الكلى والبواسير وضغط الدم وتساقط الشعر. ومن الأكلات المشهورة وخاصة في بلاد الشام الحمص بطحينة المضاف له زيت الزيتون مما يجعل الطبق غني بالعناصر المطلوبة لتكون وجبة غذاء متوازنة تجمع فوائد الحمص والزيتون لاحتوائها على أحماض امينية وعناصر معدنية مهمة وفيتامينات وخاصة فائدته لأمراض السكر والقلب والضغط والجهاز الهضمي والعضلات والحوامل والشعر وفقر الدم وزيادة المناعة ويمنع تكاثر الخلايا السرطانية. ولكن الافراط بأكل هذا الطبق يسبب اضطرابات في المعدة “وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الانعام 141) بالاضافة الى زيادة الوزن، ولا ينصح بقليه لفقد فوائده. ووجد ان خليط عصير الليمون والثوم والزنجبيل وزيت الزيتون له فوائد في تنظيف الكبد.
جاء في جريدة الوطن عن (سيوة) أرض التمر والزيتون ومناخ خالٍ من الرطوبة للكاتب محمد سعيد الشماع ومحمد بخات: تشتهر واحة (سيوة) بالزراعة، ويعيش غالبية أهلها من وراء خيراتها، حيث تُعد من أهم مناطق إنتاج البلح والزيتون فى مصر، نتيجة لتميز أراضيها الزراعية بالجودة العالية وجوها الصحراوى الجاف والخالى من الرطوبة. (أنور بكرين)، 29 عاماً، المهندس بالمعمل المركزى للأبحاث وتطوير نخيل البلح، يوضح أن البلح يحتاج إلى أماكن جافة وليست مناطق ساحلية، وفى سيوة المناخ جاف والأرض والمياه الجوفية كلتاهما تساعد على زراعته وازدهاره على عكس مطروح، كما أن هناك أماكن أخرى مشهورة بزراعة النخيل كأسوان والوادى الجديد والواحات، لكون المناخ الصحراوى هو الأنسب لزراعته، مضيفاً: (الزيتون والبلح هما المحصول الأساسى من زمان فى سيوة، وكان الأول البلح مالوش قيمة لأنه ماكنش له أسواق متوفرة، وكان وقتها الزيتون قيمته أعلى من البلح، وكان يعتمد فى طريقة تخزينه على أشعة الشمس، لكن الآن أصبح فى مصانع داخل سيوة، مصانع لتغليف وحفظ البلح، وأصبح تسويقه أمراً سهلاً). وعن (مهرجان التمور فى سيوة) يقول (بكرين): (يضم منتجى التمور على مستوى الجمهورية، على مدار 3 أيام فى شهر أكتوبر من كل عام وهو توقيت حصاد البلح، وأُقيم للمرة الأولى منذ 4 أعوام، ويتم فيه تسويق كل ما يتعلق بالبلح وزراعته وتصنيعه، سواء مُعدات أو فسيلة، أو ثمرة وأسمدة)، وأضاف أنه فى العامين الماضيين شاركت دول مختلفة فى المهرجان كالإمارات، وفى كل عام يحصل 10 متسابقين على جوائز فى المهرجان، ولكن غرضه فى الأساس هو الترويج لمنتج البلح، متابعاً: (البلح السيوى يتميز بأنه مافيهوش أى مبيدات كيماوية، وده ساعده فى فرصة التصدير للخارج لأن جودته أصبحت أعلى، والثمرة بقت مسكرة وزاد الطلب عليها فى السوق). (بكرين): تمورنا جودتها أعلى وبلا مبيدات بفضل الجو الجاف والمياه الجوفية وللتصدير.. و(إبراهيم): الإسكندرية أكثر المحافظات إقبالاً على الشراء. النخل) يسهم فى تصنيع منتجات كثيرة بعيداً عن إنتاجه التمر، حسبما أكد (بكرين)، مضيفاً: (ورق الجريد بنعمل بيها سور حول المزرعة، أو برجولات على الشواطئ، ويتم تصنيع كراسى وسراير من قاعدة الجريد بعد تنضيفه من الشوك، بجانب أن النخلة نفسها لما تكبر بنقلعها ونستفيد من الخشب بتاعها، وبيتعمل منه أسقف البيوت، وسقف أفضل فندق فى سيوة حالياً منه)، وأشار إلى أن التمر فى سيوة دخل مرحلة التصدير منذ نحو 6 أعوام، وتقوم جمعية تنمية المجتمع بتصديره إلى إيطاليا، وأقامت معرضاً مخصوصاً لسيوة هناك. وبالحديث عن زراعة (الزيتون)، يقول (محمد إبراهيم)، 23 عاماً، صاحب إحدى المزارع، إن سيوة مشهورة بزراعة الزيتون، ويختلف زيتونها عن باقى المحافظات بسبب المناخ المناسب لزراعته أكثر من أى مكان آخر، مضيفاً: (الزيتون له أنواع كتيرة، فيه منه اللى بيتعصر ويتعمل منه زيت وده صحى جداً وله استخدامات كتيرة سواء للأكل أو لدهان الشعر، وفيه منه اللى بيتخلل). الشاب العشرينى يوضح أن (تسويق الزيتون يتم عن طريق التجار أو نسوقه بأنفسنا، وإما نعبيه فى جراكن عشان التخليل وبعد كده نبيعه، وفيه تُجار عارفينهم بنتعامل معاهم كل سنة لأنهم ياخدوا مننا كميات كبيرة)، وأوضح أن الإسكندرية أكثر المحافظات التى تحصل على الزيتون من سيوة بجانب مدينة مطروح، وقال إن هناك زراعات أخرى تزرع فى سيوة بجانب الزيتون والتمر، ولكن بكميات أقل مثل التين البرشومى والملوخية والكركديه والنعناع.