فيينا / الثلاثاء 13. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
مصطفى منيغ / المغرب
تطوان هيَّأَت نفسها مِن زمان لتكون لسائر الناس أحلَى بستان ولهمومهم مُزاحَة ، لولا نفس “القِلَّة” المستولية على كل جميل مهما كان عبر البلدان اعتماداً على نفوذها بأساليب جد قبيحَة ، ولا يهمها إن سبَّبت للأهالي متاعب وحرمان و لحقوقهم مهما كان الميدان أزيد من فادحة ، لتستأصل فيهم ما عاشوا واجتهدوا لتحقيق ما راودتهم كقريحة ، يفرضون بها وجودهم التي تمثل ذات تطوان العذراء الفاتنة المليحة . إن تَجَاوَزْتَ شارع الجيش الملكي وبعد فَرَعَيّ الطريق على اليمين المؤدي لمدينة “مَرْتِيلْ” او المُقابل على اليسار المتصاعد صوب جماعة “المَلَلِيِّين” القروية وصولاً إلى مدينة “المضيق” وما يليها إلى مشارف “سبتة” التي عن طلبِ استقلالها غير سامِحَة ، في جزء من هذا المسلك المقتْطَع من خريطة نفوذ تطوان الترابي لا تجد هناك سيادة لعموم الشعب بل لأفرادٍ من صنف مغايرٍ غير معروف جاثمين على أملاك ما كانوا ليحلموا بربعها فإذا هم (كولي أمرهم) وجدوا الناحية مُفْرَغَة من أصولها البشرية مجرّدة ممَّا شملتها بطرق ملتوية أغرب إزاحَة ، باستثناء مَن حتُّموا عليهم الركوع والسجود بل وصرف ما ادَّخروه من أجل مَرَجٍ وهَرَجٍ تُباشَرُ فيه طقوس تبعدهم عن الخالق وتقرِّبهم يوم الحساب الأكبرِ ممَّن على جهنم متَفَتِّحَة ، و يتذمرون من حالة الجفاف وهم يعلمون مَن المبذرين الحقيقيين لتلك الثروة الحيوية النفيسة لعدم اكتفائهم بالبحر المشيدة على مقربة منه قصورهم بل يضيفون داخلها مسابح تتجمَّع فيها ما يكفي لري حقول مزروعة كما تقتضيه متطلبات الفلاحَة ، بغرض التنزُّه في نمط متفرِّدٍ يليق مقامات بطيحة ، تريح حفنة عقول ويجعلها الفاعل غير الطبيعي تتوهم ملكها حتى سلطة السماء لتهلك من تشاء بالكيفية التي تطلق الطلقة العمياء وما مزاجها للفرجة المحرَّمة الجاعلة القويمة للمبالغة في الاحتقار عرجاء إن توقَّفَت وهي شبه عارية عن تحريك المِرْوَحَة .
تطوان بسمة جفَّفت دموع لهفة المحبين على لقاء بلسم يداوي جراح الفراق في “رياض العشَّاق” على سفح يعلوه السوق العمومي المُغَطَّى في شبه مجنَّحة ، على ركب صخرة منحوتة تشد على كيان محطة طرفية بطابقين مشيدة بأرقى فنون الهندسة المعمارية الصادرة عن عباقرة الاسبان لتكون لؤلؤة على مرّ الأزمنة مزينة عنق مرمري الملمس رأسه الشامخ “جبل درْسَهْ” لا تحرقه شمس مهما كانت على أماكن أخرى لافحة ، تبخَّر كل ذلك ليمسحوا إحساس التطوانيين الذي ورثوه تقديرا لذكريات مهما طواها واقع التجديد لا يصل مفعوله السلبي للخافق في صدورهم بنبضات الحنين لتلك المشاهد المرسومة في كل زوايا مدينة تمثل بقاءهم كبشر متشبثين بما لا يصل متحجري العقول على فهمه لأنهم من طينة إفساد لتشييد ما هو أفسد وليس لصيانة مَن هي بعبق التاريخ الحقيقي لمسار مدينة وأهلها طافحة . (للمقال صلة)