الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / السكوت من السلطات الرسمية يعني هناك شركاء لهم منهم : «متاهة تهريب النفط» من كردستان تستمر.. ومطالبات برلمانية باتخاذ «قرار جريء»

السكوت من السلطات الرسمية يعني هناك شركاء لهم منهم : «متاهة تهريب النفط» من كردستان تستمر.. ومطالبات برلمانية باتخاذ «قرار جريء»

فيينا / الأحد 22. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

تستمر متاهة تهريب النفط عبر إقليم كردستان “غير المفهومة” منذ أعوام طويلة لتسجل أرقاما مهولة لا يعود منها دولار واحد إلى خزينة الدولة العراقية، حيث يتم بيع برميل الخام بأقل من نصف سعره في الأسواق العالمية وبكميات كبيرة، فيما لم يتم اتخاذ أي إجراء حكومي لوقف عمليات التهريب هذه.

إذ كشف القيادي في الإطار التنسيقي عصام الكريطي، اليوم الأحد، عن إشكاليات وراء تهريب النفط عبر كردستان، فيما طالب بغداد بقرار جريء تجاه مايحصل.

وتأتي عمليات التهريب في ظل إيقاف التصدير من إقليم كردستان العراق، فمنذ صدور قرار المحكمة التجارية الدولية في باريس خلال آذار مارس من العام الماضي، والذي قضى بأن يكون تصدير النفط حصرا عبر شركة سومو ووزارة النفط الاتحادية والتصدير متوقف.

وقال الكريطي، في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “تهريب النفط هو استنزاف لثروات العراق وخرق للدستور”، مشيرا الى أن “النفط ثروة لكل أطياف المجتمع العراقي”.

وأوضح الكريطي، أن “ملف النفط معقد وكبير، متورطة فيه الكثير من الجهات، علماً أن عائدات هذا النفط تذهب إلى قوى متنفذة في الشمال، مما يثير القلق”.

وأشار إلى أن” عمليات التهريب ليست محددة بفترة معينة، بل تمتد إلى ما بعد عام 2003، لذلك لا توجد إحصائيات دقيقة عن حجم الأموال أو الإيرادات التي تم استحصالها من عمليات التهريب”.

وأكد أن “التقرير الأخير الذي نشر عن تهريب قرابة 200 الف برميل يومياً كان صادماً، ويكشف عن إدراك دولي لحقيقة ملف التهريب الحاصل في مناطق شمال البلاد”.

وتابع أن “بغداد يجب أن تتخذ قراراً جريئاً بإيقاف كل أشكال التهريب ووضع عمليات تصدير النفط تحت إدارة اتحادية حصرياً، لأن استمرار التهريب يمثل تجاوزاً لكل القوانين والأعراف، ويؤدي إلى إشكاليات كبيرة في ملف التسويق والتصدير النفطي عبر شركة التسويق النفطية (سومو)”.

وكان خبير النفط والطاقة كوفند شيرواني، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “منظمة أوبك تحتسب كل نفط يخرج من العراق ضمن الحصة الأصلية للعراق التي كانت 3.5 براميل يوميا قبل أن تنخفض إلى 3.3، وبالتالي فكل شحنات تخرج، سواء من موانئ الجنوب أو الإقليم تحتسب ضمن الحصة الرسمية للعراق”.

واتهم عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية علاء الحيدري، الأسبوع الماضي، إقليم كردستان بالاستمرار بعمليات تهريب النفط، وأكد أن منظمة أوبك أبلغت وزارة النفط بوجود زيادة في صادرات النفط العراقي، وبعد بحث وزارة النفط الاتحادية تبين أن لا زيادة من المنافذ الجنوبية، وتأكد أن هناك ما يقارب نحو 220 الف برميل يهرب من الإقليم.

وتذهب شاحنات النفط المهرب عبر الطرق السريعة الجبلية المتعرجة من محيط مدينة أربيل، مركز إقليم كردستان العراق، إلى إيران وتركيا، حيث ازدهرت هذه العمليات منذ إغلاق خط أنابيب تصدير النفط الرسمي العام الماضي.

ونقلت وكالة “رويترز” في تموز يوليو الماضي، عن مصادر مطلعة ومسؤولين حكوميين، أن مئات من شاحنات النفط تنقل ما لا يقل عن 200 ألف برميل من النفط الرخيص يوميا من كردستان العراق إلى إيران، وفي بعض الحالات إلى تركيا، وبحسب تقرير فإن القيمة الشهرية لهذه الشحنات النفطية تقارب 200 مليون دولار.

وكشف النائب السابق في مجلس النواب سوران عمر، في وقت سابق، عبر منشور على صفحته في موقع “فيسبوك”، عن قيام وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان بإعادة أموال بناء خط أنابيب النفط إلى شركتين محليتين وأجنبيتين بـ240 قسطا، والمجموع هو 11.16 مليار دولار.

وبين عمر، أنه “مع 120 قسطا كل شهر حتى نهاية العام 2027، ستعيد 55 مليون دولار شهريا إلى شركة روسنفت، وابتداء من العام 2028، سيعود بمبلغ 38 مليون دولار شهريا على 120 قسطا، لكلتا الشركتين، 60 في المئة لروسنفت و40 في المئة لشركة كار”.

وأشار إلى أنه “بناء على ذلك، بحلول نهاية العام 2038، ستسدد الحكومة 11.16 مليار دولار لهاتين الشركتين، بينما باعت حكومة الإقليم سابقا خط الأنابيب لهاتين الشركتين بملغ لم يتجاوز ملياري دولار”.

وكانت الحكومة الاتحادية برئاسة رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي قد عقدت اتفاقا مع حكومة إقليم كردستان أواخر العام 2019، يقضي بتسليم الإقليم 250 ألف برميل يوميا إلى شركة تسويق النفط “سومو” مقابل حصوله على حصته في الموازنة الاتحادية البالغة نحو 12 في المئة.

إلا أن بغداد قامت في نيسان أبريل 2020 بقطع حصة الإقليم بما في ذلك رواتب موظفي الدولة، بسبب امتناع الحكومة الكردية عن الالتزام بالاتفاق المسبق.

وكان معاون مدير شركة “سومو”، علي نزار، قد أعلن في تموز يوليو 2021، أن عدم التزام إقليم كردستان باتفاق “أوبك بلس” ساهم في تراكم تعويضات على العراق، فيما بين أن البرلمان منح الشرعية بعدم التزام الإقليم بالاتفاق، حيث أصبح البلد مطالبا بخفض 6 ملايين برميل شهريا بسبب عدم التزام الإقليم.

يذكر أن العراق متلزم باتفاق “أوبك بلس” لخفض الإنتاج، الذي أبرم في أيار مايو 2020، وقضى بتخفيضات قياسية في الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا لدول المنظمة الـ13، وجرى تقليص هذه التخفيضات تدريجيا إلى 5.8 ملايين برميل في اليوم في تموز يوليو 2021.

المصدر / العالم الجديد 

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك

اترك تعليقاً