فيينا / الثلاثاء 29 . 10 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
لم تقدم المؤسسة الأمنية تقريرا كاملا للجمهور حول الحجم الحقيقي للأضرار، إلا أن وسائل الإعلام العالمية كشفت عن حجم الأضرار بواسطة الأقمار الاصطناعية – والصورة مختلفة عما تبدو عليه؛ الآن الخوف هو أن تستهدف الهجمات القادمة منشآت الطاقة القريبة من التجمعات السكانية، مع احتمال وقوع أضرار جسيمة.
تسبب الهجوم الإيراني الثاني على إسرائيل في الأول من أكتوبر اضرارا أكثر بكثير مما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية. وبينما أظهرت وسائل الاعلام في إسرائيل معلومات محدودة، دون عناوين كبيرة، قامت وسائل الإعلام العالمية بتحليل صور الأقمار الاصطناعية وتوصلت إلى استنتاجات حاسمة بشأن حجم الأضرار وقدرات إيران البالستية.
قد يكون نقص التغطية في إسرائيل مرتبطا بالأعياد اليهودية، لكن هناك أيضا شعورا داخليا بالحذر نابع من “عدم الرغبة في الكشف عن المزيد من المعلومات للعدو. لكن العدو الإيراني ذكي بما فيه الكفاية ولا يحتاج إلى خطاب إسرائيلي داخلي لإدراك نتائج الهجوم”.
على عكس الهجوم الصاروخي الذي وقع في 13 أبريل 2024 – والذي شمل 36 صاروخ كروز و185 مسيرة وحوالي 120 صاروخا بالستيا، وتم صده إلى حد كبير – فإن الهجوم الأخير شمل فقط ما يقارب من 200 صاروخ بالستي، تم اعتراض أو إحباط 20 منها تقريبا في المناطق الشرقية لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن، فيما تم اعتراض أو إصابة حوالي 180 صاروخا في الأراضي الإسرائيلية.
ونشرت وسائل الإعلام الرائدة في العالم، مثل “واشنطن بوست” و”وول ستريت جورنال”، مقالات خلال العطلة اعتمدت على صور الأقمار الاصطناعية ومقابلات مع خبراء إطلاق نار بالستي الذين تناولت ضرب أهداف عسكرية في إسرائيل.
وبحسب تقديرات وسائل الإعلام الأجنبية، فإن الصواريخ التي استخدمتها إيران في الهجوم الأخير هي من طراز “فتح-1” أو “خيبر شكن”.
ويقال إن صاروخ “فتح-1″، الذي كشف النقاب عنه الإيرانيون في يونيو 2023، تبلغ سرعته خمسة أضعاف سرعة الصوت (خمسة ماخ) ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر. وبحسب الإيرانيين، فإن الصاروخ قادر على المناورة خارج وداخل الغلاف الجوي، وتجاوز الأنظمة الدفاعية وإلحاق الضرر بها وتمهيد الطريق لصواريخ بالستية إضافية.
“خيبر شكن”، على الرغم من أنه أبطأ (2-3 ماخ)، إلا أنه يحمل نظام أجنحة لتحسين الدقة ويصل مداه هو أيضا إلى 1400 كيلومتر.
عندما يتم إطلاق الصواريخ بأعداد كبيرة وبسرعة عالية، تجد أنظمة الكشف والاعتراض صعوبة في التعامل مع العبء. ولذلك، كانت إحدى استراتيجيات إيران هي إطلاق عدد كبير من الصواريخ دفعة واحدة نحو هدف محدد. وبحسب تقارير أجنبية، فإن قاعدة “نفاطيم” الجوية في الجنوب كانت أحد الأهداف الرئيسية للهجوم، حيث تم رصد 32 إصابة في مناطق القاعدة وفي المباني وفي المناطق المفتوحة.
إلا أنه لم يلحق في هذا الهجوم أي ضرر بالجنود أو الطائرات المقاتلة. تم الكشف عن هذه التفاصيل في صور الأقمار الاصطناعية، ولم ينفها الجيش الإسرائيلي في تقارير وسائل الإعلام الأجنبية.
ويشير الخبراء إلى سقوط صاروخين آخرين في المنطقة القريبة من مبنى الموساد في منطقة مفرق “غيلوت”، بالإضافة إلى حوالي ثلاث ضربات محتملة في المباني داخل قاعدة “تل نوف”. الأضرار التي لحقت بالمطعم في مجمع “سي آند سن” شمال تل أبيب قد تكون مرتبطة بمحاولة استهداف مبنى الموساد، في حين أن الأضرار التي لحقت بالمدرسة في غديرة قد تكون جزءا من محاولة استهداف قاعدة تل نوف.
ويعتمد تحليل الإصابات في منطقة الموساد وتل نوف على مقاطع فيديو ظهرت على شبكات التواصل الاجتماعي. وفي بعض مقاطع الفيديو يمكن رؤية حجم وعمق الحفرة التي أحدثها سقوط الصاروخ الباليستي، وفي أخرى تم توثيق الارتطام واللهب والدخان الناجم عن إصابة القاعدة من مسافة بعيدة.
هل يضر عدم وجود نقاش بإسرائيل؟
في الأشهر الستة التي مرت منذ الهجوم السابق، تعلم الإيرانيون الدروس وغيروا استراتيجيتهم – فقد تخلوا عن الهجمات باستخدام المسيرات، والتي أعطت إسرائيل تحذيرا قبل ثماني ساعات تقريبا، وتحولوا إلى استخدام الصواريخ البالستية.
وجه الإيرانيون الصواريخ نحو قواعد الجيش الإسرائيلي، لكنهم فشلوا في تعطيل قواته، إلا أن هناك مخاوف من أنهم سيحاولون في المرة القادمة ضرب منشآت الطاقة، التي يقع بعضها بالقرب من التجمعات السكانية، مما قد يؤدي إلى وقوع “أخطاء” قد تتسبب بأضرار جسيمة في المناطق المأهولة والمكتظة بالسكان في إسرائيل.
على الرغم من المخاوف من إلحاق الضرر بطائرة F-35، وهو ما لم يحدث ولكنه كان ممكنا، فإن الضرر الذي يلحق بالتجمعات السكانية أو بمبنى أو بحي سكني سيكون أكثر صعوبة بالنسبة للجمهور في إسرائيل. من المحتمل أنه إذا تم إجراء نقاش عام حول عواقب الهجوم الصاروخي، فإن الحماسة لدى الرأي العام لمواصلة الحرب ضد إيران ستكون أكثر اعتدالا.
علاوة على ذلك، كانت أنظمة الدفاع الإسرائيلية قابلة للاختراق أكثر في الهجوم الأخير. وبحسب تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، اعترض النظام الدفاعي حوالي 80٪ إلى 85٪ من الصواريخ، وهي نسبة أقل من الاعتراض الذي تم في أبريل، عندما ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراض 99٪ من الصواريخ.
قد يكون أحد أسباب ذلك هو قرار إسرائيل الاستراتيجي بعدم اعتراض جميع الصواريخ البالغ عددها 180 صاروخا، ربما بسبب بوجود مخزون محدود لصواريخ “سهم 2″ و”سهم 3” الاعتراضية. وقد يكون الجيش الإسرائيلي يفضل الاحتفاظ بالصواريخ الاعتراضية لهجمات مستقبلية على التجمعات السكانية.
وهناك اعتبار آخر وهو الاقتصاد في التسلح – فتكلفة إصلاح مبنى أو مدرج تعرض لأضرار أقل بكثير من تكلفة استخدام صاروخ اعتراضي من نظام “سهم”.
يجب أن يكون النقاش العام في إسرائيل على دراية بهذه الاعتبارات: العدد المحدود من الصواريخ الاعتراضية، والحاجة إلى زيادة الميزانيات لشراء صواريخ اعتراضية إضافية في السنوات المقبلة، والتكلفة النسبية لاعتراض الصواريخ مقارنة بإصلاح القواعد والأهداف الأخرى، وكذلك التحسينات التكنولوجية اللازمة لأنظمة الدفاع الجوي.
المصدر / تايمز أوف إسرائيل ، جريدة السيمر الاخبارية
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك