فيينا / الجمعة 22 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
بعثت الخارجية “الإسرائيلية” شكوى لمجلس الأمن من إستمرار المقاومة العراقية بقصف الكيان الصهيوني. ويمكن تفسير تلك الخطوة بإحتمالين :
الأول : إيجاد ذريعة لعدوان على العراق.
الثاني : رغبة حقيقية بإستحصال قرار دولي يلزم الحكومة العراقية بقمع الفصائل، خصوصا وأن الكيان يدرك ضعف الموقف الرسمي العراقي، وحرص مسؤوليه على إرضاء المجتمع الدولي وتنفيذ قراراته.
▪️يبدو التفسير الثاني أقرب للواقع، لأن العدوان على الفصائل العراقية بهذا التوقيت سيؤدي لنتائج غير محمودة في الداخل العراقي ولن يخلوَ من إنعكاساتٍ خارجية. ضمن هذا السياق يمكن تقديم الرؤية التالية :
1- إن إعتداء الكيان على العراق سيحرج أمريكا التي تحتاج كثيرا للبقاء فيه ، وتدرك تماما أن اي تراجع لها بالعراق سيترك الساحة للغريمين الإيراني والصيني.
2- بالمقابل فإن رفع الشكوى لمجلس الأمن سيوفر الذريعة لحلفاء أمريكا بالداخل العراقي -الوسط الشيعي تحديدا- للضغط على فصائل المقاومة، خصوصا اذا ما صدر قرار دولي.
– إذ ستُصَنَّف المقاومة بخانة القوى المزعزِعة لأمن العراق والمهددة لاستقراره. سيؤدي القرار لتراجع مقبولية العراق في النادي الدولي – وهذه نقطة ضعف مُستَدامة لدى صانع القرار الشيعي المُحرَج من تشيّعه لإرتباطه بعنوان المقاومة .
3- وقوع الإعتداء على العراق سيضاعف الضغط الشعبي على المرجعية الشيعية وقد يضطرّها للخروج عن صمتها واصدار موقف حاد ضد الكيان وجرائمه.
– وهو ما تنتظره المقاومة العراقية وجماهيرها ومحور المقاومة، الذي يحتاج خروجَ العراق عن حياده وتقديم دعم رسمي للمقاومة – دون إقحامه في صراع مباشر.
4- الأمر الأشد خطورةً والذي تتجنبه الولايات المتحدة : أن يؤدي الضغط الشعبي لقرار إحدى المرجعيات الشيعية بفتوى تلزم الحكومة بإنهاء الحضور الأمريكي بالعراق، وهو ما سيُخرج بقية المرجعيات عن حيادها ويدفعها لإتخاذ موقف مماثل.
– يتعرض مكتب السيد السيستاني لضغط شديد بهدف توظيف علاقاته المتينة مع الأمم المتحدة لتخليص العراق من الوصاية الأمريكية.
– وتواصل النخب الإسلامية ضغطها على علماء الدين لإتخاذ موقف صريح يعارض ديمومة الإحتلال الأمريكي للعراق.
– وهذه الحقائق يدركها الأمريكان جيدا ويحرصون على عدم استفزاز الواقع الشيعي بالعراق ، مما يفرض عليهم الضغط على حليفهم الصهيوني.
▪️لهذه العوامل يرجح أن الكيان لن يلجأ -بهذه المرحلة على الأقل- لأبعد من الضغط السياسي والإعلامي بمعونة الحليف الأمريكي وأصدقاء الولايات المتحدة بالعراق – لأجل إيقاف ضربات المقاومة العراقية.
– لكن تلك الرؤية لا تمنع إلتزام الحذر الشديد من الغدر الصهيوني، نظرا لفقدان قادة الكيان كل الموانع الأخلاقية والروادع القانونية ، وللجنون الذي أصابهم.
٢١ -١١ -٢٠٢٤
كتابات في الشأنين العراقي والشيعي
المعمار
*****
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك