فيينا / الأثنين 02 . 12 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
أكد العراق أن حدوده مع سوريا، مؤمنة وأنه أرسل تعزيزات عسكرية وتقنية، يأتي ذلك على خلفية التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية المجاورة، ورغم استعدادات بغداد إلا أن مخاوفا من حدوث أشياء غير متوقعة قد تحتاج إلى سيناريوهات جديدة للتعامل معها.
ما هي التهديدات التي قد يتعرض لها العراق بعد التطورات التي تشهدها الساحة السورية.. وهل الوضع الآن يختلف عما كان عليه في العام 2014.. وما مدى مخاطر التنظيمات الإرهابية في الداخل والتي قد تأتي من خارج الحدود؟
بداية يقول الخبير والمستشار العسكري العراقي السابق، صفاء الأعسم: “بعد الأحداث التي تجري في سوريا، هناك مخاوف عراقية من الدواعش في الداخل وإن كانت نسبتهم لا تتعدى 2000-3000 عنصر ونسبتهم من الأجانب لا تتجاوز 4-5 بالمئة، ولا توجد مشكلة في السيطرة على من هم من الداخل العراقي”.
الرصد والحماية
وأضاف الأعسم، في حديثه لـ”سبوتنيك“: “المشكلة التي تثير القلق هي قوات سوريا الديمقراطية، حيث توجد 6 معسكرات لتنظيمات “داعش” (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عدة) قريبة من الحدود العراقية، إضافة إلى أحد المعسكرات الذي يحتوي على ما يقارب 6 آلاف عائلة “داعشية“. هناك أكثر من جيل داخل هذا المعسكر، على اعتبار أن “داعش” يعمل كتنظيم إرهابي منذ العام 2011، حيث أصبح الأطفال الذين تربوا داخل التنظيم منذ ذلك التاريخ رجال يافعين وقادرين على حمل السلاح”.
وتابع: “التخوف الآخر أن تكون هناك عمليات تسلل أو اختراق للحدود، لهذا كانت توجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية بضرورة السيطرة على الحدود مع سوريا بشكل أكثر صرامة، وبالأمس كان هناك لقاء ما بين وزير الداخلية وقائد قوات حرس الحدود وتم التأكيد على وسائل الرصد والحماية من كاميرات وأسلاك شائكة والخنادق والسواتر الترابية والجدران الإسمنتية وغيرها على طول الحدود مع سوريا، والتي يتجاوز طولها أكثر من 620 كيلومترا”.
وأردف: “خلال الأيام العشرة الماضية، تم إضافة طائرات الاستطلاع (المسيرات)، لأننا نتوقع أن تكون هناك عمليات اختراق، نظرا لأننا نتحدث عن “داعش” اليوم في سوريا، والذي يقوده العراقي أبو محمد الجولاني، الذي كان أحد المسؤولين عن التنظيم داخل العراق، إذا هم يعرفون الطرق والمداخل جيدا”.
سيناريو مكرر
وأشار المستشار العسكري العراقي إلى أن “الأوضاع حتى الآن في الداخل العراقي تحت السيطرة الكاملة، حيث أن حماية الحدود مع سوريا في الوقت الراهن تحتل الأولوية لدى الجيش وصانع القرار العراقي”.
وحول ما إذا كانت التطورات في المشهد السوري قد تعطي ذرائع للقوات الأمريكية والتحالف الدولي للبقاء في العراق، وعدم الحديث عن الانسحاب، يقول الأعسم: “أي خلل وعدم استقرار في المنطقة يعطي مبررا لبقاء قوات التحالف والقوات الأمريكية سواء في العراق أو غيرها، خاصة وأن العراق هو قلب الشرق الأوسط، وفي الحقيقة أن أحد الواجبات الرئيسية لقوات التحالف الدولي هي حماية الحدود العراقية”.
ولفت الأعسم إلى أن “ما حدث في سوريا ويحدث اليوم على الأرض يشبه ما حدث بالعراق قبل 10 سنوات بنفس الشكل والكيفية، وكأننا عدنا إلى المربع الأول في عامي 2014 و2015”.
الحواضن السابقة
من جانبه، يقول مخلد حازم الدرب، الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي إن “الوضع الأمني في العراق، حاليا تحت السيطرة والتأمين الكامل، ووصلت إلى الحدود مع سوريا تعزيزات عسكرية كبيرة، وتم وضع أكثر من حائط صد ضد احتمالية دخول عناصر التنظيم”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك“: “لا أتوقع أن ما يحدث في سوريا اليوم من عمليات وتقدم لجبهة النصرة ووصولها إلى حلب وتوجهها نحو حماة، أن تحدث تلك الأمور في العراق مرة أخرى، لأن الحواضن السابقة التي كانت متواجدة قبل عشر سنوات و تتقبل الإرهابيين انتهت، وهناك مصدات شعبية ومجتمعية ترفض أي تدخل بالأراضي العراقية أو أي وجود إرهابي بعد المعاناة التي عاشها من ويلات الإرهاب”.
مخطط أمريكي
وأشار الدرب إلى أن “هناك مخطط للشرق الأوسط الجديد قد بُني على أساس مطامع كثيرة وتغيير خرائط وحدود وتأمين منصات ومصادر الطاقة والممرات البحرية، بالتأكيد سيكون العراق جزءا من هذا المخطط، وهناك سيناريوهات عديدة يتم تنفيذها في المنطقة، بدأت في غزة وجنوب لبنان، ما نشهده في سوريا هو استكمال لتلك المخططات، ويجري التركيز الآن على تقطيع أوصال محور المقاومة وفصل وحدة الساحات”.
ويرى الخبير الأمني أن “العراق قد لا يتأثر بما يحدث في سوريا في الوقت الراهن، لكن السيناريو المتوقع للعراق، هذا ما سوف يظل غامضا وهو ما ننتظره خلال قادم الأيام”.
وقال وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، أمس الأحد، إن بلاده أرسلت تعزيزات جديدة إلى الحدود مع سوريا، مؤكدًا أن المنطقة الحدودية مع سوريا مؤمّنة.
وأضاف الوزير العراقي، في تصريحات تلفزيونية، أن إجراءات تأمين حدود بلاده مع سوريا ليست جديدة، لافتًا إلى أن هناك حالة تأهب قصوى على الحدود، وأن العراق ينسق باستمرار مع الحكومة السورية.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان نائب قائد العمليات المشتركة في العراق، قيس المحمداوي، إغلاق الحدود بشكل كامل، تزامناً مع الأحداث التي تشهدها الجارة سوريا، مشددًا على أن القوات المسلحة ملتزمة بأوامر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فيما يتعلق بحماية البلاد.
وجاءت تلك التطورات على خلفية الأحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية المجاورة، حيث أكد مصدر عسكري سوري في قوات الأمن السورية، أن سلاح الجو السوري استهدف قافلة مركبات مدرعة للإرهابيين، أمس الأحد، على طريق حلب – دمشق السريع، ما أدى إلى إفشال هجومهم.
وقال المصدر لوكالة “سبوتنيك”: “نفذت الطائرات الحربية السورية عدة هجمات على رتل من العربات المدرعة للإرهابيين على طريق السيارات”إم-5″، إذ خطط الإرهابيون لتنفيذ هجوم لكن سلاح الجو أفشل مخططاتهم ودمرت معداتهم”.
ويأتي ذلك في أعقاب هجمات للمسلحين وسيطرتهم على مناطق واسعة في حلب وريفها وإدلب بعد إطلاقهم يوم الأربعاء الماضي، عملية أطلقوا عليها تسمية “ردع العدوان”.
جدير بالذكر أن الجيش السوري أعلن سابقا تنفيذ عملية إعادة انتشار على جبهتي حلب وإدلب هدفها تدعيم خطوط الدفاع والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود والتحضير لهجوم مضاد.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي، شنّ تنظيم “أحرار الشام” الإرهابي (جبهة النصرة سابقا والمحظور في روسيا ودول عدة)، هجومًا عنيفًا على نقاط الجيش السوري في أرياف محافظات حلب وحماة وإدلب السورية.
وشنّ التنظيم الإرهابي قصفا صاروخيا على بلدتي نبل والزهراء و باتجاه بلدة قيتان الجبل، في ريف حلب الغربي، على التوازي مع قصف عنيف على خطوط التماس في ريفي إدلب الجنوبي، وحماة الغربي.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات