فيينا / الجمعة 27 . 12 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز من قائل “قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” ﴿مريم 20﴾ عن ابن عباس “قالت” مريم ” أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ” أي: كيف يكون لي ولد “ولم يمسسني بشر” على وجه الزوجية “ولم أك بغيا” أي: ولم أكن زانية وإنما قالت ذلك لأن الولد في العادة يكون من إحدى هاتين الجهتين والمعنى أني لست بذات زوج وغير ذات الزوج لا تلد إلا عن فجور ولست فاجرة وإنما يقال للفاجرة بغي بمعنى أنها تبغي الزنا أي تطلبه.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز من قائل “قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” ﴿مريم 20﴾ مس البشر بقرينة مقابلته للبغي وهو الزنا كناية عن النكاح وهو في نفسه أعم ولذا اكتفى في القصة من سورة آل عمران بقوله:”ولم يمسسني بشر” والاستفهام للتعجب أي كيف يكون لي ولد ولم يخالطني قبل هذا الحين رجل لا من طريق الحلال بالنكاح ولا من طريق الحرام بالزنا. والسياق يشهد أنها فهمت من قوله:”لأهب لك غلاما” إلخ، إنه سيهبه حالا ولذا قالت:”وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” فنفت النكاح والزنا في الماضي.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز من قائل “قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” ﴿مريم 20﴾ قد اهتز كيان ووجود مريم لدى سماع هذا الكلام، وغاصت مرّة أُخرى في قلق شديد. لقد كانت تفكر في تلك الحالة في الأسباب الطبيعية فقط، وكانت تظن أن المرأة يمكن أن يكون لها ولد عن طريقين لا ثالث لهما: إِمّا الزواج أو التلوّث بالرذيلة والإِنحراف، وإِنّي أعرف نفسي أكثر من أي شخص آخر، فإِنّي لم أختر زوجاً لحد الآن، ولم أكن امرأة منحرفة قط، ولم يسمع لحد الآن أنّ شخصاً يولد له ولد من غير هذين الطريقين. إِلاَّ أنَّ أمواج هذا القلق المتلاطمة هدأت بسرعة عند سماع كلام آخر من رسول الله إِليها.
جاء في صفحة الموسوعة الحرة (ويكيبيديا): بدأت الملائكة تكلم مريم وهذا اصطفاء آخر “وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ” ثم نزول جبريل وهي معتكفة تعبد الله على هيئة رجل ليبشرها بالمسيح ولدًا لها “فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا” (مريم 17) ففزعت منه، “قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا” (مريم 18-21).
جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: الحديث عن عيسى عليه السلام: ومن الملاحظ أيضا عندما ندرس ظاهرة القصة في ضوء الهدف التغييري أن القرآن الكريم تعرض لقصص بعض الأنبياء، أو لتفاصيل فيها على الأقل، من أجل أن يزيل ما علق في أذهان الجماعة التي نزل فيها القرآن من أفكار وتصورات منحرفة عن الأنبياء تنافي عصمتهم أو علاقتهم بالله أو طبيعة شخصيتهم، كما يتضح ذلك بشكل خاص في الحديث عن عيسى عليه السلام الذي تحدث القرآن الكريم عن شخصيته وظروفها أكثر مما تحدث عن أعماله ونشاطاته: “إن مثل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين * فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين * إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم” (آل عمران 59-62). وكذلك ما جاء من الحديث في القرآن عن حياة مريم وولادة عيسى في سورة آل عمران أو سورة مريم، أو الاهتمام بمناقشة فكرة ألوهية عيسى التي جاءت في عدة موارد، منها ما جاء في سورة المائدة. وردت روايات في إنجيل متى تنافي ما ورد في القرآن أن يوسف النجار هو رجل مريم التي ولد منها يسوع أي عيسى “وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ” (التحريم 12) و “أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا” (مريم 20). ولم يذكر القرآن ان يوسف النجار هو الذي كفلها بل كفلها زكريا عليه السلام “وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا” (آل عمران 37). وكذلك وردت روايات في إنجيل متى تنافي ان المجوس جاؤوا الى فلسطين وهذا ينافي العداء بين الامبراطوريتين الفارسية والروماني. وهذا ما يفند رواية ذهاب العائلة الى مصر. يوجد تفسير اخر ان النخيل والرطب كان طبيعيا وليس في فلسطين وخاصة في بيت لحم حيث لا نخيل. وإن أول ما زرع النخيل هو هاشم جد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في غزة. وان السيدة مريم عليها السلام تركت فلسطين الى مكان بعيد قصي “فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا” (مريم 22) شرقا “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا” (مريم 16). وكانت فزعة لانها ستذهب الى مكان بعيد جدا حتى طلبت الموت “يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا” (مريم 23). بالاضافة الى السري أي النهر “قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا” (مريم 24) والربوة “وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ” (المؤمنون 50). كل هذه الدلائل لم تحققها مدينة بيت لحم خلال ولادة السيد المسيح عليه السلام وان تواجد فيها بعد ذلك خلال حياته، كما ان إبراهيم عليه السلام ولد في العراق وذهب إلى فلسطين فيما بعد. لذلك فالروايات تقول ان الشرق هو العراق والربوة هي الكوفة او كربلاء او براثا ببغداد والتي كانت تسمى الزوراء. و المعين السري هو الفرات. وبراثا كلمة سريانية كما قال عنها عالم مسيحي عراقي أي ابن العجائب الذي يطلق على عيسى عليه السلام لان ولادته من الآيات او العجائب. وتوجد صخرة قوية جدا في موقع براثا يقال انها مكان ولادة المسيح عليه السلام وقربها بئر ماء عذب. واول رؤيا للناس له بعد رجوع مريم من العراق الى بيت لحم.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات