الرئيسية / مقالات / اليوم العالمي للغة المكفوفين برايل 4 يناير (ح 3) (ليس على الأعمى حرج)

اليوم العالمي للغة المكفوفين برايل 4 يناير (ح 3) (ليس على الأعمى حرج)

فيينا / السبت 04 . 01 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
عن موقع توينكل اليوم العالمي للغة برايل 4 يناير: كيفية استخدام يوم برايل العالمي للتوعية: يعد اليوم العالمي للغة برايل فرصة عظيمة للترويج لاستخدام لغة برايل ولزيادة الوعي بأهميتها. إنه أيضًا فرصة لاتخاذ إجراءات ودعم المبادرات التي تركز على تعليم طريقة برايل وجعلها أكثر سهولة. يمكن للمنظمات استخدام يوم برايل العالمي كمناسبة لتنظيم حملات مجانية لفحص العين وتقديم مواد تعليمية بتنسيق يسهل الوصول إليه. يمكن للمدارس والمكتبات والمؤسسات الأخرى الاستفادة من هذا اليوم من خلال تنظيم الأنشطة التي تعزز استخدام طريقة برايل وتسهل المحادثات حول أهميتها. كما يمكن للشركات دعم القضية من خلال تزويد موظفيها بالتدريب والموارد لتعلم كيفية استخدام طريقة برايل. من خلال القيام بذلك، يمكنهم المساعدة في إنشاء مكان عمل شامل يعترف بحقوق كل فرد في الوصول إلى المعلومات. معوقات الوصول إلى التعليم بطريقة برايل: على الرغم من أهمية طريقة برايل إلا أن هناك العديد من العقبات التي تحول دون الوصول إلى التعليم باستخدامها. يمكن أن يكون نقص المعرفة والموارد والتدريب مشكلة، فضلاً عن محدودية توافر مواد برايل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون تكلفة المواد بطريقة برايل باهظة التكلفة بالنسبة للعديد من الأشخاص، وغالبًا ما يكون هناك نقص في الوعي بين المعلمين حول أهمية وفوائد معرفة القراءة والكتابة بطريقة برايل. تساعد التكنولوجيا في سد بعض هذه الفجوات، ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يمكن القيام به لضمان وصول الجميع إلى المواد التي يحتاجون إلى تعلمها. كيف يمكن أن تساعد التكنولوجيا في تسهيل الوصول إلى طريقة برايل؟ لقد قطعت التكنولوجيا شوطًا طويلًا في العقدين الماضيين وكان لها دور فعال في جعل طريقة برايل أكثر سهولة لمن يعانون من إعاقات بصرية. أدت الأدوات والأجهزة التقنية التي يمكن الوصول إليها إلى جعل الأشخاص المعاقين بصريًا في صلب اهتماماتهم، وتمكينهم من الوصول إلى التعليم وتحقيق أحلامهم. قد تؤدي التكاليف المتزايدة لهذه التكنولوجيا إلى إجبار الأشخاص الذين يعانون للحفاظ على انخفاض فواتير الطاقة. ماذا تفعل في اليوم العالمي للبرايل؟ اليوم العالمي للبرايل فرصة لزيادة الوعي ودعم القضايا المتعلقة بأولئك ضعاف البصر. في هذا اليوم، من المهم أن نفهم كيف يمكننا إحداث فرق باستخدام أصواتنا وإجراءاتنا ودعمنا. من نشر الوعي إلى إيجاد طرق لجعل طريقة برايل أكثر سهولة، هناك العديد من الطرق لإظهار دعمك ليوم برايل العالمي. في ما يلي بعض الأفكار حول كيفية الانضمام إلى الاحتفال: شارك بالمعلومات حول اليوم العالمي للبرايل وأهمية طريقة برايل على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بك. المشاركة في المبادرات التي تركز على تعليم طريقة برايل وزيادة الوعي بفوائد معرفتها. تبرع للمنظمات التي توفر الموارد والمواد التعليمية للأفراد ضعاف البصر. استخدم صوتك للدعوة إلى استخدام طريقة برايل في المدارس وأماكن العمل. شجع الشركات على إتاحة الوصول إلى مواقعها الإلكترونية ومنتجاتها لمن يستخدمون طريقة برايل. تواصل مع أولئك الذين قد يستفيدون من تعلم طريقة برايل أو استخدام التكنولوجيا المساعدة. من خلال المشاركة في أي من هذه الأنشطة، يمكنك المساهمة في جعل العالم مكانًا أكثر شمولاً لمن يعانون من إعاقات بصرية.
عن تفسير الميسر: قوله تبارك وتعالى “لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (النور 61) الْأَعْمَى: الْ اداة تعريف، أَعْمَى اسم. ليس على أصحاب الأعذار من العُمْيان وذوي العرج والمرضى إثم في ترك الأمور الواجبة التي لا يقدرون على القيام بها، كالجهاد ونحوه، مما يتوقف على بصر الأعمى أو سلامة الأعرج أو صحة المريض، وليس على أنفسكم- أيها المؤمنون- حرج في أن تأكلوا من بيوت أولادكم، أو من بيوت آبائكم، أو أمهاتكم، أو إخوانكم، أو أخواتكم، أو أعمامكم، أو عماتكم، أو أخوالكم، أو خالاتكم، أو من البيوت التي وُكِّلْتم بحفظها في غيبة أصحابها بإذنهم، أو من بيوت الأصدقاء، ولا حرج عليكم أن تأكلوا مجتمعين أو متفرقين، فإذا دخلتم بيوتًا مسكونة أو غير مسكونة فليسلِّم بعضكم على بعض بتحية الإسلام، وهي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أو السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، إذا لم يوجد أحد، وهذه التحية شرعها الله، وهي مباركة تُنْمِي المودة والمحبة، طيبة محبوبة للسامع، وبمثل هذا التبيين يبيِّن الله لكم معالم دينه وآياته؛ لتعقلوها، وتعملوا بها.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تبارك وتعالى “لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (النور 61) قوله تعالى: “ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم إلى قوله أو صديقكم” ظاهر الآية أن فيها جعل حق للمؤمنين أن يأكلوا من بيوت قراباتهم أو التي ائتمنوا عليها أو بيوت أصدقائهم فهم مأذونون في أن يأكلوا منها بمقدار حاجتهم من غير إسراف وإفساد. فقوله: “ليس على الأعمى حرج – إلى قوله – ولا على أنفسكم” في عطف “على أنفسكم” على ما تقدمه دلالة على أن عد المذكورين ليس لاختصاص الحق بهم بل لكونهم أرباب عاهات يشكل عليهم أن يكتسبوا الرزق بعمل أنفسهم أحيانا وإلا فلا فرق بين الأعمى والأعرج والمريض وغيرهم في ذلك. وقوله: ” من بيوتكم أو بيوت آبائكم” الخ، في عد “بيوتكم” مع بيوت الاقرباء وغيرهم إشارة إلى نفي الفرق في هذا الدين المبني على كون المؤمنين بعضهم أولياء بعض بين بيوتهم أنفسهم وبيوت أقربائهم وما ملكوا مفاتحه وبيوت أصدقائهم. على أن “بيوتكم” يشمل بيت الابن والزوج كما وردت به الرواية، وقوله: “أو ما ملكتم مفاتحه ” المفاتح جمع مفتح وهو المخزن، والمعنى: أو البيت الذي ملكتم أي تسلطتم على مخازنه التي فيها الرزق كما يكون الرجل قيما على بيت أو وكيلا أو سلم إليه مفتاحه. وقوله: “أو صديقكم” معطوف على ما تقدمه بتقدير بيت على ما يعلم من سياقه، والتقدير أو بيت صديقكم. قوله تعالى: ” ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا ” الأشتات جمع شت وهو مصدر بمعنى التفرق استعمل بمعنى المتفرق مبالغة ثم جمع أو صفة بمعنى المتفرق كالحق، والمعنى: لا إثم عليكم إن تأكلوا مجتمعين وبعضكم مع بعض أو متفرقين، والآية عامة وإن كان نزولها لسبب خاص كما روي. وللمفسرين في هذا الفصل من الآية وفي الفصل الذي قبلها اختلافات شديدة رأينا الصفح عن إيرادها والغور في البحث عنها أولى، وما أوردناه من المعنى في الفصلين هو الذي يعطيه سياقهما. قوله تعالى: “فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة ” الخ، لما تقدم ذكر البيوت فرع عليه ذكر أدب الدخول فيها فقال: “فإذا دخلتم بيوتا”. فقوله: “فسلموا على أنفسكم” المراد فسلموا على من كان فيها من أهلها وقد بدل من قوله: “على أنفسكم ” للدلالة على أن بعضهم من بعض فإن الجميع إنسان وقد خلقهم الله من ذكر وأنثى على أنهم مؤمنون والايمان يجمعهم ويوحدهم أقوى من الرحم وأي شئ آخر. وليس ببعيد أن يكون المراد بقوله: “فسلموا على أنفسكم” أن يسلم الداخل على أهل البيت ويرد السلام عليه. وقوله: “تحية من عند الله مباركة طيبة” أي حال كون السلام تحية من عند الله شرعها الله وأنزل حكمها ليحيي بها المسلمون وهو مبارك ذو خير كثير باق وطيب يلائم النفس فإن حقيقة هذه التحية بسط الأمن والسلامة على المسلم عليه وهو أطيب أمر يشترك فيه المجتمعان. ثم ختم سبحانه الآية بقوله: ” كذلك يبين الله لكم الآيات” وقد مر تفسيره “لعلكم تعقلون” أي تعلموا معالم دينكم فتعملوا بها كما قيل.
جاء في موقع السلطان قابوس عن 4 يناير يوم لتذكير العالم بالأشخاص المكفوفين: في ذكرى اليوم العالمي للاحتفاء بطريقة برايل الذي يصادف 4 يناير من كل عام، هو دعوة لتذكير العالم بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن بينهم الأفراد المكفوفون، الذين فقدوا بصرهم بشكل كلي أو جزئي، الذين يشكلون نسبة ملحوظة في مختلف المجتمعات حول العالم. وطريقة برايل التي تحمل اسم مخترعها الفرنسي “لويس برايل” هي نظام لكتابة وقراءة النصوص عبر مجموعة من النقاط البارزة يمكن تحسسها بأطراف الأصابع، حيث ابتكرت هذه الطريقة في القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين تحولت إلى أداة أساسية للتواصل والتعلم للأشخاص المكفوفين حول العالم. كما تكمن أهمية طريقة برايل في تمكينها الأشخاص المكفوفين من الوصول إلى مصادر المعرفة بشكل مستقل، دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، مما يعزز من فرصهم في التعليم والعمل والتفاعل الاجتماعي، وهي لا تقتصر على النصوص الصريحة فقط، بل تمتد لتشمل الرموز الرياضية والموسيقية، مما يوسع آفاق استخدامها لتشمل مختلف مجالات المعرفة الإنسانية. كذلك تتجاوز أهمية طريقة برايل حدود القراءة والكتابة، فهي تمثل رمزاً للتحدي والإصرار والسعي للتغلب على التحديات، ففي كل نقطة بارزة يتحسسها الفرد المكفوف بأطراف أصابعه، يتمكن من تخطي حاجز الظلام إلى عالم المعرفة، والقدرة على التفاعل مع البيئة من حوله بشكل أفضل. ومع مرور الزمن تواصل طريقة برايل تطورها بفضل التكنولوجيا الحديثة لتلبية الاحتياجات المتزايدة التي يتطلبها التطور السريع في مختلف جوانب الحياة لتكون أكثر فاعلية وانتشاراً. في هذا السياق سعت جامعة السلطان قابوس منذ قبولها لأول دفعة من الطلبة المكفوفين في العام الأكاديمي 1997/1998م في تقديم الدعم اللازم الذي يضمن قدرة الطلبة على تجاوز التحديات الدراسية، وتذليل العقبات التي تعترض مسيرة حياتهم اليومية في الحرم الجامعي. وعلى الرغم من أن السنوات الأولى شهدت قبول عدد محدودا من الطلبة في تخصص دراسي واحد فقط، فقد شهدت الأعوام ما بعد 2011م نموا ملحوظا، فقد ازداد عدد المقبولين سنويا ليصل إلى 10 طلبة، وفي العام الأكاديمي الحالي 2023/2024م بلغ عدد الطلبة ذوي الإعاقة المقيدين في الجامعة حوالي 70 طالبا وطالبة، من بينهم عدد لا يقل عن 35 طالبا وطالبة من المكفوفين، وقد ارتفع عدد التخصصات الدراسية التي يدرس فيها هؤلاء الطلبة ليبلغ أكثر من  10 تخصصات في عدة كليات في الجامعة. تعتمد الجامعة نهجاً شاملاً في تسهيل العملية التعليمية للطلبة المكفوفين من خلال توفير المواد والكتب الدراسية بطريقة ميسرة تتلاءم مع طبيعة إعاقة كل فرد، من بينهم الطلبة المكفوفين الذين يحصلون على موادهم الدراسية بطريقة رقمية تتوافق مع الصيغ المستخدمة في قراءة النصوص بطريقة برايل، كما عملت الجامعة على تجهيز المرافق العامة في الكليات التي يدرس فيها الطلبة المكفوفين بتجهيزات تسهل عملية تنقلهم بين مرافق المباني المختلفة، من خلال تجهيزها بمسارات أرضية بارزة تساعد المكفوفين على التنقل بين القاعات المختلفة دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، بالإضافة إلى تزويد مختلف القاعات بلوحات إرشادية بطريقة برايل، إلى جانب تجهيز معامل متخصصة مزودة بأحدث التقنيات المساعدة، من بينها تلك التقنيات التي تعتمد على طريقة برايل، مثل طابعات برايل الإلكترونية وأسطر برايل الإلكترونية التي تعد بمثابة مفكرة لتدوين وقراءة الملحوظات، وبرامج قارئات الشاشة التي تحول النصوص على شاشة الحاسوب إلى أصوات مسموعة أو إلى رموز برايل يمكن تحسسها باستخدام أصابع اليد. إضافة إلى ذلك، تشجع الجامعة على استخدام التطبيقات والبرمجيات التي تدعم برايل، مما يسهل على الطلبة المكفوفين التفاعل مع المحتوى الرقمي، هذه الخطوات تساهم في رفع الدافعية لدى الطلبة وتعزز استقلاليتهم، كما تفتح لهم أبواب الابتكار والإبداع. وهنا لا بد من التأكيد على الدور الذي تلعبه هذه الطريقة في تحقيق الدمج والمساواة في حصول الأفراد بمختلف إعاقاتهم على حقوقهم الأساسية للوصول إلى البيئة المحيطة بشكل ميسر، إن طريقة برايل ليست مجرد نظام للقراءة والكتابة، بل هي جسر يربط بين عالمين، وأداة تمنح الثقة والاستقلالية لمن يستخدمها، ولهذا فإن الاستمرار في دعم وتطوير التقنيات المساعدة القائمة على طريقة برايل، تساهم في بناء مجتمع أكثر شمولية وقبولا للتنوع.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تبارك وتعالى “لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (النور 61) المخاطب في قوله تعالى: ” مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ ” من كان له السلطة على المال بالولاية أو الوصاية أو الوكالة. وقوله: ” فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ ” أي ليسلم بعضكم على بعض، والمعنى الظاهر من الآية أن لا بأس على الأعمى والأعرج والمريض ولا على غيرهم أن يأكلوا دون أن يستأذنوا من بيوتهم وبيوت أقاربهم المذكورين مجتمعين مع أصحاب البيوت أو غير مجتمعين. وأيضا لا بأس أن يأكل بالمعروف الوكيل وأمثاله من المال الموكل به، وكذا للصديق أن يأكل من بيت صديقه، فكل واحد من هذه الأصناف له أن يأكل من هذه البيوت شريطة أن لا يعلم بعدم الرضا من أصحابها. وقال كثير من الفقهاء: انه يتناول شيئا من الفاكهة أو الخضار أو الطعام المعتاد الذي أعد للغداء أو العشاء أو الفطور دون الشيء العزيز الذي يدخر لحالات خاصة. وتسأل: إن قوله تعالى: “ولا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ ” يدل على أن للإنسان أن يأكل من بيته دون أن يستأذن من نفسه، وهذا كلام غير مستقيم؟ الجواب: أن المراد من بيوتكم بيوت أزواجكم وأولادكم على حذف مضاف لقوله تعالى: “جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا” (الشورى 11). وفي الحديث: ان أطيب ما يأكل المرء كسبه، وإن ولده من كسبه. وفي حديث آخر: أنت ومالك لأبيك. فصح اطلاق النفس على الزوج والزوجة لأن كلا من الآخر، وعلى الولد لأنه من والده ولوالده. سؤال ثان: لما ذا خص سبحانه بالذكر الأعمى والأعرج والمريض مع العلم بأنهم يدخلون في قوله: “عَلى أَنْفُسِكُمْ” لأن المخاطب جميع المكلفين، ولا أحد يتوهم ان السلامة من العمى والعرج والمرض شرط لجواز الأكل كي ينبه إلى خطئه وتوهمه؟. وتعددت الأقوال في الجواب عن هذا السؤال، وأنهاها بعض المفسرين إلى خمسة، وأقربها أن الصحابة كانوا يتحرجون من الأكل مع الأعمى، لأنه لا يستطيع معرفة الجيد من الطعام، فيلحقه الحيف، والأعرج وان أبصر الطيب من الطعام لكنه يعجز عن الجلوس مع الجماعة للأكل حيث كانت تمد الموائد على الأرض. والمريض يعجز عن مشاركة الصحيح في الأكل، حيث ينتهي هذا قبله، ويبقى المريض وحده على المائدة فيخجل من الانفراد.. وأيضا امتنع الصحابة عن الأكل من البيوت المذكورة دون استئذان بعد أن نزل قوله تعالى: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ” (البقرة 188). فأباح سبحانه لهم الأكل من هذه البيوت من غير استئذان، و الأكل مع الأعمى والمريض والأعرج.
جاء في موقع سكاي نيوز عربية عن 4 يناير منظمات دولية تحتفي باليوم العالمي للغة برايل: اليوم العالمي للغة برايل، يوم أقرّته منظمة الأمم المتحدة، لتعزيز الوعي بأهمية هذه اللغة الخاصة بالمكفوفين، في خطوة تهدف إلى تشجيعهم على القراءة والانخراط في المجتمع. إلا أن تحديات عدة تحول دون انتشار هذه اللغة على نطاق واسع، حيث تفيد تقارير أُممية بأن الملايين من فاقدي البصر، لا يمتلكون القدرة على القراءة نتيجة قلة انتشار الكتب والمؤلّفات بلغة برايل وربما انعدامها في دول عدة. ويشكو مراقبون من قلة تدريس هذه اللغة على نطاق واسع في المدارس، كما أنها لا تحظى بشعبية بين أولياء أمور المكفوفين من الأطفال. ويحذر خبراء الأمم المتحدة من احتمالات اندثار لغة برايل في حال التخلي عن دعمها ماديا، فالمعاهد والمدارس الخاصة بالمكفوفين بحاجة إلى ميزانيات ضخمة لمساعدة فاقدي البصر على التعلم. على نفس المنوال يحذر الاتحاد العالمي للمكفوفين في كندا، من إهمال طريقة برايل في ضوء الإنجازات العلمية الحديثة. حيث أعرب الاتحاد في بيان له عن قلقه من احتمال تراجع تدريس هذه الطريقة واستخدامها، لاعتقادات تتعلق بقوة تقنيات مثل الكتب السمعية، وتطبيقات قراءة الشاشة، التي يمكن أن تحل محل لغة برايل. وهو ما يرفضه خبراء مؤكدين أن مكانة هذه اللغة لن تتزحزح، وستبقى الأساس الذي يعتمد عليه العالم في إنارة حياة المكفوفين. وقال عضو الهيئة الإدارية العليا في المنظمة العربية للمكفوفين الدكتور علاء عبد الحليم، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”: طريقة برايل حولت مجرى حياة المكفوفين من الظلام إلى النور. يجب الالتزام بالاتفاق الدولية المتعلقة بأصحاب الإعاقة، وتسهيل الطرق التي تمكنهم من عيش حياة طبيعية. الدول العربية خطت خطوات رائعة في مجال الأشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية، وكان لدول الخليج الريادة في ذلك.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً