الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 3): النفط (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 3): النفط (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا)

فيينا / الأثنين 13 . 01 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ” ﴿يس 80﴾ الشَّجَرِ: ال اداة تعريف، شَّجَرِ اسم، الْأَخْضَرِ، الْ اداة تعريف، أَخْضَرِ صفة، نارا اسم. الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر الرطب نارًا محرقة، فإذا أنتم من الشجر توقدون النار، فهو القادر على إخراج الضد من الضد. وفي ذلك دليل على وحدانية الله وكمال قدرته، ومن ذلك إخراج الموتى من قبورهم أحياء. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ” (يس 80) “الذي جعل لكم” في جملة الناس “من الشجر الأخضر” المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب “نارا فإذا أنتم منه توقدون” تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب، فلا الماء يطفأ النار، ولا النار تحرق الخشب.
جاء في جريدة الشرق الأوسط: البصرة تهدد بالفيدرالية ردا على حرمانها من أموال النفط مجلس المحافظة: استحقاقنا يبلغ 360 مليون دولار شهريا ولن نتنازل عنه للكاتب فراس الشريفي بتأريخ 2014: بعد أيام قليلة من وصول مسودة قانون الموازنة الاتحادية العراقية لعام 2014 إلى مجلس النواب ورفض اعتماد مبلغ خمسة دولارات عن كل برميل نفط للمحافظات المنتجة، هدد عدد من المسؤولين في محافظة البصرة بإعلان محافظتهم إقليما ودعوة المواطنين للخروج بمظاهرات ردا على حرمانهم من تلك الأموال. وفي الوقت الذي أكد فيه نائب في البرلمان العراقي عن محافظة البصرة أن هناك أكثر من 120 نائبا لن يصوتوا على الموازنة في حال تعذر إدراج أموال المحافظات المنتجة للنفط فيها، بيّن مسؤول محلي في البصرة أن استحقاق المحافظة يبلغ أكثر من 360 مليون دولار شهريا ولن يجري التنازل عنها حتى لو تطلب الأمر الخروج بمظاهرات وإعلان المحافظة إقليما. وقال عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة البصرة جواد البزوني لـ(الشرق الأوسط)، إن (قانون المحافظات المعدل نص بشكل واضح على استحقاق مبلغ خمسة دولارات عن كل برميل مستخرج من النفط للمحافظات المنتجة له)، مبينا أن (القانون أعلن في جريدة (الوقائع) العراقية ولا يجوز للحكومة عدم العمل به). وأضاف أن (مسودة قانون الموازنة التي وصلت إلى مجلس النواب العراقي لم تحتو على خمسة دولارات لتلك المحافظات وإنما دولار واحد فقط، وهذه مخالفة كبيرة). وتابع أن (هناك أكثر من 120 نائبا لمحافظات وسط وجنوب العراق وكتل التحالف الكردستاني والمواطن ومتحدون ترفض هذا الشيء وستجري مقاطعة الجلسات ولن نصوت على الموازنة، إذ لن يكون هناك نصاب قانوني لعقد الجلسات). واشار إلى أن (هناك طريقا آخر إذا مررت الموازنة بصيغتها الحالية سيكون باللجوء إلى المحكمة الاتحادية العليا للطعن عليها لوجود مخالفات دستورية ضمنها). من جهته، قال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة وليد كيطان، إن (البصرة وضعت خطتها لموازنة عام 2014 على أساس وجود مبلغ خمسة دولارات والذي يعطينا استحقاقا ماليا قدرة 360 مليون دولار شهريا). وأضاف أن (هناك الكثير من المشروعات العملاقة التي تعتزم الحكومة المحلية تنفيذها في عام 2014 منها عدد من الطرق الحولية والمجسرات العملاقة و50 وحدة سكنية ومشروعات بنى تحتية ستصطدم بالموازنة القليلة في حال إقرارها بالدولار الواحد للمحافظات المنتجة للنفط). واشار إلى أن (مجلس محافظة البصرة يدعو إلى عقد مؤتمر للمحافظات المنتجة للنفط لأخذ دورها في المطالبة باستحقاقها واتخاذ موقف لمواجهة الحكومة المركزية والتحاور معها بشأن احتساب واردات البترودولار وتشكيل لجنة لاتخاذ القرارات المناسبة وفق الدستور). 
وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ” ﴿يس 80﴾ أي جعل لكم من الشجر الرطب المطفىء للنار نارا محرقة يعني بذلك المرخ والعفار وهما شجرتان يتخذ الأعراب زنودها منهما فبين سبحانه أن من قدر على أن يجعل في الشجر الذي هو في غاية الرطوبة نارا حامية مع مضادة النار للرطوبة حتى إذا احتاج الإنسان حك بعضه ببعض فتخرج منه النار وينقدح قدر أيضا على الإعادة وتقول العرب: (في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار) وقال الكلبي كل شجر تنقدح منه النار إلا العناب. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ” ﴿يس 80﴾ هذا المثال تتضح منه فكرة البعث، وبيان ذلك ان المنكرين استبعدوا إحياء الموتى لا لشيء إلا ظنا منهم ان الأشياء لا يمكن أن تتحول إلى أضدادها. فأجابهم سبحانه بأن هذا الظن وهم وخيال، لأن هذا التحول واقع بالفعل، ومحسوس ترونه أنتم صباحا ومساء، ولكن لا تنتبهون إليه.. فالشجر الأخضر الريان يتحول إلى نار محرقة، والأرض الهامدة تحيا وتهتز بأنواع النبات والأشجار إذا نزل عليها الماء. فكيف تنكرون إحياء العظام البالية، وتقرون بإحياء الأرض الهامدة وتحوّل الأشجار إلى نار مع أن الجميع من باب واحد، وهو انقلاب الشيء من حقيقة إلى ضدها؟.
جاء في موقع العراق اليوم عن النفط تضع حجر الأساس لمشروع نوعي في البصرة بتأريخ 2 كانون الثاني 2025: وضع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، وزير النفط، حيان عبد الغني، حجر الأساس لمركز عمليات حقل غرب القرنة/1، إلى جانب تنفيذ عدداً من المشاريع الخدمية في قضاء الصادق في محافظة البصرة. وذكرت بيان للمكتب الإعلامي لوزارة النفط،، أن شركة “نفط البصرة” وبالتعاون مع مشغل حقل غرب القرنة/1 شركة “بتروجاينا”، نفذت عدداً من المشاريع الخدمية في قضاء الصادق في محافظة البصرة، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس لمشروع مركز عمليات حقل غرب القرنة/1 المرحلة الأولى. بدوره أكد وزير النفط أن حقل غرب القرنة/1 من الحقول الكبيرة في المنطقة الجنوبية للبلاد، ويمتاز باحتياطي نفطي كبير يصل إلى أكثر من 22 مليار برميل، مبيناً أن الإنتاج الحالي للحقل 550 ألف برميل باليوم. وأشار إلى أن على شركة “بتروجاينا” تجميع واستثمار الغاز المصاحب المنتج في الحقل، والتعاون مع الشركات المتخصصة في مجال استثمار الغاز، للاستفادة من الكميات الكبيرة التي يمكن استثمارها، ورفد الشبكة الوطنية لتجهيز محطات توليد الطاقة الكهربائية بالوقود. ولفت إلى أن الحقل  يشهد تصاعداً كبيراً في وتائر الإنتاج، وإدارته المتمثلة بشركة “نفط البصرة” وشركة “بتروجاينا” تحرص على تقديم خدمات بنى تحتية للمجتمع والمناطق المحيطة به.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ” ﴿يس 80﴾ بيان لقوله: “الذي أنشأها أول مرة” والإيقاد إشعال النار. والآية مسوقة لرفع استبعاد جعل الشيء الموات شيئا ذا حياة والحياة والموت متنافيان والجواب أنه لا استبعاد فيه فإنه هو الذي جعل لكم من الشجر الأخضر الذي يقطر ماء نارا فإذا أنتم منه توقدون وتشعلون النار، والمراد به على المشهور بين المفسرين شجر المرخ والعفار كانوا يأخذون منهما على خضرتهما فيجعل العفار زندا أسفل ويجعل المرخ زندا أعلى فيسحق الأعلى على الأسفل فتنقدح النار بإذن الله فحصول الحي من الميت ليس بأعجب من انقداح النار من الشجرة الخضراء وهما متضادان.
جاء في موقع منتدى فكرة عن النفط العراقي: نعمة للسياسيين ونقمة على سكان البصرة؟ للكاتب أزهر الربيعي: يستدعي تدهور الصحة العامة في مدن الاستخراج النفطي، إجراءات وطنية ملموسة لإنهاء المعاناة المتضررين عبر توفير مراكز العلاج المتخصصة عبر أموال المنافع الاجتماعية المتأتية من الأرباح البترولية. في حزيران/يونيو 2023، أُقر مجلس النواب العراقي موازنته العامة الاتحادية، للسنوات 2023،2024، 2025، حيث خصصت الدولة نحو 198.9 تريليون دينار (153 مليار دولار أميركي) لكل عام، وهو مبلغ طائل ويُعتبر الأكبر في تاريخ البلاد. وعلى الرغم من أن العراق يُعتبر من أكبر الدول المنتجة للنفط، إلا أن المراقبين يشعرون بالقلق إزاء هذا الارتفاع في الإنفاق، ولديهم سبب وجيه للاعتقاد بأن تلك الأموال الطائلة لن تصل إلى المواطنين، بل ستذهب لجيوب الفاسدين. وفى السياق عينه، صنف مؤشر مدركات الفساد الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية، العراق ضمن الدول الأكثر الدول فسادًا في العالم، ورغم من الميزانيات الضخمة التي تعتمدها بغداد، لا يزال العراقيون يعانون يوميا من هشاشة البنية التحتية، ونقص فرص العمل، وفقر الخدمات في شتى القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية. في مدينة البصرة (جنوب العراق)، الغنية بالنفط، يشكو السكان المحليون الذين يعيشون بالقرب من المواقع النفطية، من إرتفاع معدل الإصابة بالأمراض السرطانية، وأمراض الجهاز التنفسي والعصبي، مع ندرة وفرة الأدوية وفقر الرعاية الصحية الخاصة في القطاع العام، ما يُجبر المرضى للسفر خارج البلاد مثل: إيران والهند وتركيا والأردن ولبنان، بإنفاق يصل إلى 6 مليون دولار أميركي شهرًا، بحسب تقارير، لتلقي الرعاية الصحية والعلاج، ما يساعد ذلك على هدر الأموال العامة وتوجيهها نحو الخارج، وقد يستخدما البعض من أجل تبرير تهريب العملة الصعبة، خصوصًا إلى إيران. ليست هناك بيانات توضح أعداد المصابين بالسرطان منشورة في المواقع الحكومية، بل تتعمد السلطات الصحية حجب أي معلومات أو بيانات توضح أعداد المرضى بالسرطان، فيتم التعامل معها على أنها مواضيع حساسة يجب عدم الخوض بها، ويتم معاقبة من يصرح بأي معلومة إلى وسائل الإعلام، ومع ذلك، يرجح أطباء ظهروا في فيلم بثته هيئة الإذاعة الهيئة البريطانية BBC، ارتباط تلك الأمراض السرطانية بالفعاليات النفطية وأثرها البيئي وضررها بصحة الإنسان. وتأتى التكلفة البشرية كإضافة للخسائر الكبيرة التي تلحقها صناعة النفط بالبيئة، حيث تئنّ البيئة العراقية تحت وطأة الفساد المستشري، مُخلفًا وراءه كارثة بيئية تهدد صحة وحياة الأجيال القادمة، ففي ظل غياب الرقابة والقوانين الرادعة لتقنين كمية الإنتاج بما يتوافق مع المعايير العالمية من أجل الحفاظ على البيئة، تُعلن الحكومة العراقية زيادة الإنتاج وإحالة عدد من الحقول النفطية إلى مناقصات لصالح شركات نفطية كبرى، ضمن جولات التراخيص، من دون مراعاة للمعايير البيئية، فمع كل برميلٍ يُستخرج، تُلوّثُ الأرضَ والمياهَ والهواء، تاركةً وراءها دمارًا بيئيًا لا يُمكن إصلاحه.
جاء في موقع غيض من فيض عن النفط، هل ذكر في القرآن؟ للكاتب الدبعي علي: هذه آية أخرى تتحدث عن تكون واصل النفط: وقال تعالى “الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا انتم منه توقدون” (يس 80). وهذه الآية من الآيات التي تشتمل على إعجاز علمي، وتتحدث عن مصدر واصل النفط، والقارئ لهذه الآية لا يلمس هذا الإعجاز لأنه لا يفهم  سوى المعنى السطحي فقط  لهذه الآية وهو أن الأشجار والنباتات بعد أن تقطع وتتيبس (تتحول لحطب) تكون قابلة للاشتعال وبالتالي نحصل منها على النار كما قال تعالى “أفرأيتم النار التي تورون * ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤن” (الواقعة 71- 72). وقد جاء في تفسير بن كثير لهذه الآية الكريمة أي أن الله الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع ثم أعاده إلى أن صار حطبا يابسا توقد منه النار بقادر على أن يحي  الموتى، وجاء في تفسير القرطبي لهذه الآية الكريمة أي أن الشجر الأخضر من الماء، والماء بارد رطب ضد النار فهما لا يجتمعان معا، فأخرج الله منه النار فهو القادر على إخراج الضد من الضد، وجاء في تفسير فتح القدير أي أن ذلك دليل على قدرته سبحانه وتعالى على إحياء الموتى بما تشاهدونه من إخراج النار المحرقة من العود الندى الرطب، وذلك أن الشجر المعروف بالمرخ والمعروف بالعفار إذا قطع منه عودان وضرب أحدهما على الأخر إنقدحت منهما النار وهما أخضران. ولكن العلم الحديث جاء ليثبت لنا  ويبين المعنى العميق لهذه الآية  حيث أثبت العلم الحديث أن البترول والفحم (الوقود الحفري) هما في الأصل بقايا كائنات حية نباتية وحيوانية طمرت تحت سطح الأرض لفترات طويلة من السنين وتعرضت للضغط والحرارة  حتى تحولت إلى مواد هيدروكربونية، كما أن الفحم بالتحديد هو عبارة عن نباتات طمرت تحت سطح الأرض وتعرضت للضغط والحرارة لمئات السنين حتى تحولت إلى الفحم الذي نراه الآن، ومن هنا يأتي الإعجاز العلمي فالآية الكريمة تشير إلى أن هذا الشجر الأخضر قد طمر تحت سطح الأرض لفترات طويلة من السنين وتعرض للضغط والحرارة حتى تحول إلى البترول والفحم الذي نستخدمه الآن كمصدر للطاقة وإشعال النيران. والملفت للنظر أننا إذا نظرنا لأكثر مناطق العالم إنتاجا للبترول سنجد أن شبه الجزيرة العربية هي أكثر مناطق العالم إنتاجا للبترول، مع أنها أرض صحراوية لا توجد بها سوى الأعشاب والشجيرات الصحراوية، وهنا نتساءل من أين أتى البترول إلى هذه الصحراء القاحلة لابد أنه كانت هنا قديما أشجار ضخمة ونباتات كثيرة ومتنوعة لكي تتكون هذه الكمية الهائلة من البترول، وهذا ما كشفه القمر الصناعي الأمريكي أثناء عمليات المسح الجيولوجي لأرض شبه الجزيرة العربية، حيث وجد أثار لبعض الأشجار الضخمة والوديان والمجارى المائية القديمة تحت صحراء الربع الخالي في جنوب شرق المملكة العربية السعودية.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً