فيينا / الأحد 19 . 01 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في الموسوعة الحرة عن التمور في العراق: يعد العراق من أقدم مواطن زراعة النخيل في العالم، إذ كان أول ظهور موثق لشجرة نخيل التمر في العالم القديم في مدينة اريدو التاريخية الواقعة في جنوب العراق (حوالي 4000 ق.م) والتي كانت منطقة رئيسية لزراعة نخيل التمر، كما يوجد في المتحف العراقي ختم يحتوي على رجلين بينهما نخلة تمر يعود إلى عصر الاكديين (حوالي 2730 ق.م). وتحتوي مسلة حمورابي (حوالي 1754 ق.م) على سبعة قوانين متعلقة بالنخيل منها قانون يفرض غرامات كبيرة على من يقطع نخلة، وقوانين أخرى تتعلق بتلقيح الأشجار وبالعلاقة بين الفلاح ومالك الأرض وعقوبات على الإهمال وعدم العناية حيث تَفرض على الفلاح أن يدفع ايجار البستان كاملا إلى المالك إذا سبب اهماله أو عدم عنايته بالاشجار إلى قلة إنتاج التمر. كان الاشوريون يقدسون أربعة اشياء هي نخلة التمر والمحراث والثور المجنح والشجرة المقدسة. من التاريخ: سُمِع الأصمعي مراراً يردد: ” سمعت هارون الرشيد يقول: نظرنا فاذا كل ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبلغان ثمن نخيل البصرة “. هذا بعض ما وجدناه في التراث القديم حيث كان ذلك في غابر الزمان وسالف الأيام ولكن الحديث يجرنا إلى الماضي القريب نسبياً، حينما بدأ انتشار تلك الثمرة في بلدان تقرأ عنها في الكتب الدينية ولا تعرف عنها إلا القليل ولم تذق لذة طعمها وحلاوته. فمثلا نجد ” انجهولت ” أحد الرحالة الأوروبيين يذكر عنها عند حلوله البصرة في نوفمبر 1866 : ”أن بدأ بارسال كمية من التمور إلى أوروبا“. لكن ”فوتنيه” القنصل الفرنسي في البصرة عام 1833 يقول: ”ترسو كل سنة في نهر البصرة (شط العرب) نحو مائة وخمسين بغلة (سفينة شراعية) منها للعرب ومنها ما تحمل العلم الإنجليزي لتنقل التمر، وهو عماد الثروة الرئيس للبصرة في العقد الأول للقرن التاسع عشر “. ولكن بعد افتتاح قناة السويس عام 1896 ابتدأ تصدير التمور بانتظام إلى أمريكا حيث تبحر بواخر محملة بتمور البصرة في منتصف شهر سبتمبر كل عام بعد موسم جني المحصول. وكان متوسط ما تنقله حوالي ستين طناً ويمكن تخمين مجموع كمية ما يصدر بنحو اثني عشر طنا تبلغ قيمتها مليونين من الفرنكات أي ما يقابل 80 ألف باون ذهب إنكليزي، مما يعني أن قيمة الكارة (وحدة من أوزان التمور في البصرة تعادل 2794 كيلوغرام) تبلغ خمسة وعشرين باون ذهب.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿الرعد 4﴾ قال الراغب: الصنو الغصن الخارج عن أصل الشجرة يقال: هما صنوا نخلة وفلان صنو أبيه والتثنية صنوان وجمعه صنوان قال تعالى: صنوان وغير صنوان. انتهى، وقال: والأكل لما يؤكل بضم الكاف وسكونه قال تعالى:”أكلها دائم” والأكلة للمرة والأكلة كاللقمة. انتهى. والمعنى أن من الدليل على أن هذا النظام الجاري قائم بتدبير مدبر وراءه يخضع له الأشياء بطبائعها ويجريها على ما يشاء وكيف يشاء أن في الأرض قطعا متجاورات متقاربة بعضها من بعض متشابهة في طبع ترابها وفيها جنات من أعناب والعنب من الثمرات التي تختلف اختلافا عظيما في الشكل واللون والطعم والمقدار واللطافة والجودة وغير ذلك، وفيها زرع مختلف في جنسه وصنفه من القمح والشعير وغير ذلك، وفيها نخيل صنوان أي أمثال نابتة على أصل مشترك فيه وغير صنوان أي متفرقة تسقي الجميع من ماء واحد ونفضل بعضها على بعض بما فيه من المزية المطلوبة في شيء من صفاته. فإن قيل: هذه الاختلافات راجعة إلى طبائعها الخاصة بكل منها أو العوامل الخارجية التي تعمل فيها فتتصرف في أشكالها وألوانها وسائر صفاتها على ما تفصل الأبحاث العلمية المتعرضة لشؤونها الشارحة لتفاصيل طبائعها وخواصها، والعوامل التي تؤثر في كيفية تكونها وتتصرف في صفاتها. قيل: نعم لكن ينتقل السؤال حينئذ إلى سبب اختلاف هذه الطبائع الداخلية والعوامل فما هي العلة في اختلافها المؤدية إلى اختلاف الآثار؟ وتنتهي بالأخرة إلى المادة المشتركة بين الكل المتشابهة الأجزاء، ومثلها لا يصلح لتعليل هذا الاختلاف المشهود فليس إلا أن هناك سببا فوق هذه الأسباب أوجد هوالمادة المشتركة، ثم أوجد فيها من الصور والآثار ما شاء، وبعبارة أخرى هناك سبب واحد ذي شعور وإرادة تستند هذه الاختلافات إلى إرادته المختلفة ولولاه لم يتميز شيء من شيء ولا اختلف في شيء هذا. ومن الواجب على الباحث المتدبر في هذه الآيات أن يتنبه أن استناد اختلاف الخلقة إلى اختلاف إرادة الله سبحانه ليس إبطالا لقانون العلة والمعلول كما ربما يتوهم فإن إرادة الله سبحانه ليست صفة طارئة لذاته كإرادتنا حتى تتغير ذاته بتغير الإرادات بل هذه الإرادات المختلفة صفة فعله ومنتزعة من العلل التامة للأشياء فليكن عندك إجمال هذا المطلب حتى يوافيك توضيحه في محل يناسبه إن شاء الله. ولما كانت الحجة مبنية على مقدمات عقلية لا تتم بدونها عقبها بقوله: “إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون”. وقد ظهر من البيان المتقدم أن نسبة اختلاف الأكل إليه تعالى من غير ذكر الواسطة أو الوسائط مثل نسبة رفع السماء بغير عمد مرئية ومد الأرض وجعل الجبال والأنهار إليه تعالى بإسقاط الوسائط، والمراد بذلك تنبيه فطرة السامعين لتنتزع إلى البحث عن سبب الاختلافات وتنتهي بالآخرة إلى الله عز من سبب. وفي الآية التفات لطيف من الغيبة إلى التكلم بالغير وهو ما في قوله تعالى: “وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ” ولعل النكتة فيه تعريف السبب الحقيقي بأوجز بيان كأنه قيل: ويفضل بعضها على بعض في الأكل وليس المفضل إلا الله سبحانه ثم عرف المتكلم نفسه وأظهر بلفظ التعظيم أنه هو السبب الذي يبحث عنه الباحثون وإلى حضرته ينتهي هذا التفضيل ثم أوجز هذا التفضيل فقيل: “وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ” ولا يخلو التعبير بلفظ المتكلم مع الغير عن إشعار بأن هناك أسبابا إلهية دون الله سبحانه عاملة بأمره ومنتهية إليه سبحانه.
جاء في موقع المربد عن خطة لرفع أعداد النخيل بحلول العام المقبل إلى أكثر من 25 مليون نخلة بتأريخ 13 تشرين الأول 2024: أعلنت وزارة الزراعة اليوم الأحد عن خطة لرفع أعداد النخيل في حلول العام المقبل إلى أكثر من 25 مليون نخلة، فيما أشارت إلى مزاعم إطلاق فرص استثمارية خلال شهر تشرين الثاني المقبل عبر الملتقى الدولي للاستثمار. وقال مدير عام دائرة البستنة في وزارة الزراعة، هادي هاشم حسين في تصريحات تابعها المربد إن “الدعم الذي تقدمه الوزارة لمزارعي النخيل، له أهمية كبيرة من خلال توفير فسائل النخيل بأسعار مدعومة، إلى جانب النصح والإرشاد والندوات والتدريب الزراعي، وكذلك النشرات المستمرة المتضمنة عمليات خدمة النخيل”. واستطرد، أن “الوزارة، تعمل على تطوير الصناعات المرتبطة بالتمور لرفع قيمتها الغذائية والزراعية، بما يسهم في تحسين القدرة التنافسية للتمور العراقية في الأسواق المحلية والعالمية”. كما ذكر مدير عام دائرة الاستثمارات الزراعية، إياد البولاني أن “الدائرة تعمل على تشجيع الاستثمار في قطاع النخيل من خلال الشراكة مع القطاع الخاص وتأهيل محطات زراعية”. وأردف: “سيتم عرض فرص استثمارية متعددة في الملتقى الدولي للاستثمار الزراعي المقرر إقامته في شهر تشرين الثاني المقبل، والذي سيتضمن محطات خاصة بزراعة النخيل وتطويرها”. وقال المتحدث باسم الوزارة محمد الخزاعي إن “وزارة الزراعة نظمت مهرجان النخيل والتمور، وهو ضمن استراتيجية الوزارة الهادفة إلى رفع أعداد النخيل لأكثر من 25 مليون نخلة بحلول عام 2025، مما يعد إنجازاً كبيراً لدعم القطاع الزراعي والصناعات التحويلية المرتبطة بالنخيل”. وأشار، إلى أن “العراق كان يمتلك أكثر من 32 مليون نخلة في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن هذا العدد انخفض في عام 2008، حيث وصل إلى 9 ملايين نخلة”.
روي عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي عليه السلام الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرأ “وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ” (الرعد 4) (صنوان) جمع (صنو) بمعنى الغصن الخارج من أصل الشجرة، وعليه فالكلمة تعني الأغصان المختلفة الخارجة من أصل الشجرة. والملفت للنظر أنّه يمكن أن يكون لكلّ واحد من هذه الأغصان نوع خاصّ من الثمر، وهذه قد تشير إلى قابلية الأشجار للتركيب. ففي بعض الأحيان يتمّ تركيب عدّة أغصان مختلفة على ساق واحدة، وبعد نمو هذه التراكيب تعطي كلّ واحدة منها نوعاً خاصاً من الثمر، فالتربة واحدة والساق والجذر واحد ولكن الثمر مختلف. والأعجب من ذلك أنّها تسقى بماء واحد “يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ”. وقد نرى كثيراً أنّه في الشجرة الواحدة أو في غصن واحد توجد ثمار من نفس الصنف ولكن لها أطعمة وألوان مختلفة، وفي العالم نشاهد أوراداً كثيرة، وقد يحمل الغصن الواحد أوراداً مختلفة الألوان. أي مختبر للأسرار هذا الذي يعمل في أغصان الأشجار، والذي ينتج من مواد قليلة متحدة، تركيبات مختلفة تؤمّن إحتياجات الإنسان. أليست هذه الأسرار تدلّ على وجود من يقود هذا النظام بالعلم والحكمة. وهنا في آخر الآية يقول تعالى: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”.
جاء في موقع الرافدين عن انخفاض أعداد النخيل في البصرة من 13 مليون نخلة إلى 2.4 مليون بتأريخ مارس 27, 2023 : كشفت مديرية زراعة البصرة عن انخفاض أعداد النخيل في المحافظة من 13 مليون نخلة إلى 2.4 مليون، لافتة إلى أن أصناف التمور انخفضت من 650 نوعًا إلى 70 فقط. وكان مدير زراعة محافظة البصرة، هادي حسين، قد صرح في عام 2022، أن أعداد النخيل الحالية في محافظة البصرة تقدر بنحو مليونين و800 ألف نخلة فقط، بعد أن كانت المحافظة تمتلك سابقاً نحو 13 مليون نخلة. وذكرت المديرية، أن العراق كان لديه ولغاية عام 1979، 32 مليون نخلة وبعدها انخفض العدد تدريجيًا نتيجة العديد من الحروب والأزمات أغلبها في مناطق زراعة النخيل.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿الرعد 4﴾ ” وفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ ” ان اجزاء الأرض يلتصق بعضها ببعض ومع ذلك تتنوع إلى سهل وجبل وصلب ورخووخصب وجدب وتراب ورمل وسواد وبياض، وما أشبه. والسر هوأمر اللَّه وتدبيره في خلقه “وجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ” بساتين من الكرمة “وزَرْعٌ” من أنواع شتى ” ونَخِيلٌ صِنْوانٌ ” هي النخيلات من أصل واحد غير متنوع لأن النخل على أنواع “وغَيْرُ صِنْوانٍ” هي النخيلات من أصول متنوعة، وخص الأعناب والنخيل بالذكر لأنهما الثمر الغالب أومظهر الثراء أوهما معا في ذاك العصر، ويشعر بذلك قوله تعالى: “واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً” (الكهف 32). “يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ” كالمطر أوالبئر أوالنهر، وأيضا المكان واحد بالقرب والمجاورة، ومع ذلك يختلف الثمر لونا وحجما ورائحة وطعما، والسر تدبير اللَّه وحكمته “ونُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ” على الرغم من أن وسائل التكوين والنموواحدة “إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”. أي أن في هذا التفاوت مع وحدة المكان والماء والهواء دلائل واضحة على وجود المدبر الحكيم عند من لا يؤمن بشيء إلا بعد التفكر والتدبر. ومن أقوال الإمام علي: لا علم كالتفكر، ولا حسب كالتواضع. السيد الأفغاني والدهريون: وأحسن شرح لهذه الآية بمجموعها ما جاء في رسالة الرد على الدهريين للسيد جمال الدين الأفغاني، قال (إذا سئل داروين عن الأشجار القائمة في غابات الهند والنباتات المتولدة فيها من أزمان بعيدة لا يحدها التاريخ إلا ظنا، وأصولها تضرب في بقعة واحدة، وفروعها تذهب في هواء واحد، فما السبب في اختلاف كل منها عن الأخرى في بنيتها وشكلها وأوراقها وطولها وقصرها وضخامتها ورقتها وزهرها وثمرها وطعمها ورائحتها، فأي فاعل خارجي أثر فيها حتى خالف بينها مع وحدة المكان والماء والهواء؟. أظن أنه لا سبيل إلى الجواب سوى العجز عنه. وإذا قيل له: هذه أسماك بحيرة أورال وبحر قزوين مع تشاركها في المأكل والمشرب وتسابقها في الميدان، نرى فيها اختلافا نوعيا وتباينا بعيدا في الألوان والأشكال والأعمال، فما السبب في هذا التباين والتفاوت؟ فلا أراه يلجأ في الجواب إلا إلى الحصر). أي الضيق. وتسأل: ان لدارون ان يجيب السيد الأفغاني بأن علماء النبات يعرفون الأسباب الطبيعية لهذا الاختلاف، ويستطيعون الكشف عنها لكل طالب وراغب.. فلا ضرورة، والحال هذه، إلى افتراض وجود المدبر فيما وراء الطبيعة؟. الجواب: لوسلمنا جدلا بأن علماء النبات يعرفون ذلك فان لمعرفتهم حدا تقف عنده ولا تتجاوزه، وهو السبب القريب المباشر للتفاوت. ولوسألوا عن السبب البعيد الذي أوجد السبب القريب لم يجدوا تفسيرا له إلا بأحد فرضين: اما الصدفة، واما وجود مدبر حكيم وراء الطبيعة، والفرض الأول باطل لأن الصدفة لا تتكرر ولا تدوم، فتعين الثاني. وسبق البيان أكثر من مرة ان من عادة القرآن أن يسند للَّه جميع الحوادث الطبيعية المتولدة من أسبابها الكونية، من باب اسناد الشيء إلى فاعله الأول لهدف التذكير باللَّه، وانه خالق الكون بأرضه وسمائه. وتقول: إن للدهريين أيضا أن يسألوا بدورهم عن السبب لوجود المدبر وراء الطبيعة؟. ونجيب بأن هذا السؤال غير وارد من أساسه لأن الفرض ان المدبر لا سبب له، وانه هوسبب الأسباب، فالسؤال عن سببه تماما كالسؤال: من خلق اللَّه بعد الفرض انه خالق غير مخلوق، وكالسؤال عن سبب صدق العين فيما ترى، والأذن فيما تسمع مع الفرض انهما حجة قاطعة لكل شك وشبهة.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات